رغم التباطؤ الاقتصادي في الصين الذي أدى إلى انخفاض مبيعات السلع الفاخرة، فإن الطلب على المنتجات من اليابان -الجديدة أو المستعملة- مطلوب بشدة من المستهلكين الصينيين الأثرياء الذين أصبحوا واعين بالأسعار ويستفيدون من الين الأرخص الذي يجعل أسعار السلع معقولة أكثر. يتجه الصينيون إلى اليابان للسفر والتسوق، أو يشترون من خلال خدمات وسطاء التسوق التي يقدمها مستخدمو الإنترنت الذين يعيشون في اليابان أو يسافرون إليها كثيرا. كان سعر صرف الين يوم الجمعة نحو 153 مقابل الدولار، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في 34 عاما عند 161.956 في يوليو، بحسب ساوث تشاينا مورنينج بوست. بحسب عملاق السلع الفاخرة العالمي "إل في إم إتش"، حافظ أداء الشركة في اليابان على زخم قوي، حيث بلغ النمو 20% في الربع الثالث، بعد زيادات قوية بلغت 32% و57% في الربعين السابقين. عزت الشركة الفرنسية متعددة الجنسيات، التي تضم لويس فيتون وكريستيان ديور من بين علاماتها التجارية العديدة، النمو الاستثنائي إلى "مشتريات المسافرين الصينيين"، ومع ذلك، أعلنت الشركة انخفاض 16% في المبيعات في سوقها الآسيوية التي تهيمن عليها الصين. وقال كبير المسؤولين الماليين، جان جاك جيوني: إن ثقة المستهلك الصيني انخفضت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في عصر فيروس كورونا، رغم أنه أضاف أن الشركة لا تزال تؤمن بمستقبل السوق في الصين. أثارت أزمة الطلب المحلي المطولة تساؤلات حول مستقبل السلع الفاخرة في الصين. وفقا لاتحاد صناعة الساعات السويسرية، يعود ثلثي تراجع صادرات الساعات هذا العام إلى الأداء الضعيف في بر للصين الرئيس وهونج كونج. قال الاتحاد: إن صادرات الساعات السويسرية إلى الصين انخفضت 49.7% على أساس سنوي في سبتمبر، لكن دراسة من ماكينزي صدرت في نهاية سبتمبر كشفت أن المستهلكين الصينيين لم يفقدوا شهيتهم بالسلع الفاخرة، بل توجهوا بدلا من ذلك للشراء من خارج الصين. ذكرت الدراسة، "من السهل أن ننسى أنه قبل جائحة كوفيد-19، كان المستهلكون الصينيون يجرون نحو 60% من مشترياتهم الفاخرة خارج الصين. وهذا الاتجاه يعود الآن". أضافت أيضا، أن إنفاق المستهلكين الصينيين الخارجي على السلع الفاخرة في النصف الأول من 2024 تجاوز بالفعل المستويات التي شوهدت في 2019، مع ارتفاع الإنفاق في مايو 32%، متابعة "أن انخفاض قيمة الين الياباني، ما دفع زيادات كبيرة في الإنفاق في اليابان، يقدم تفسيرا جزئيا لهذا الارتفاع". أصبحت الصين أيضا المصدر الرئيسي للسياح في اليابان لأول مرة في يوليو، إذ استقبلت أكثر من 5 ملايين سائح صيني في الأشهر التسعة الأولى من العام، بزيادة 228.4% على أساس سنوي، وفقا لمنظمة السياحة الوطنية اليابانية. قال جاري نج، اقتصادي أول في بنك الاستثمار الفرنسي ناتيكسيس: "بينما قد ترفع اليابان أسعار الفائدة بشكل أكبر، فالين يعتمد بشكل كبير على التضخم الأمريكي شديد الغموض والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي". أضاف، "حتى لو ارتفعت قيمة الين، فسيكون أرخص بكثير مما كان عليه في الماضي، ما يعني أن المستهلكين الصينيين سيجدون التسوق في اليابان لا يزال تنافسيا للغاية من حيث الأسعار".
مشاركة :