هيا بنت الحسين تدعو إلى إعطاء الصحافيين حقوقهم

  • 5/11/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طغى البعد الإنساني للأزمة العربية على حوارات أقطاب الإعلام الإقليمي، الذين توافدوا إلى دبي من المحيط إلى الخليج، للمشاركة في «منتدى الإعلام العربي» الذي انطلق في دبي أمس، فيما تمر المنطقة بمرحلة سياسية واقتصادية وثقافية صعبة، خلفت دماراً وكوارث إنسانية وهجرت الملايين، إضافة إلى انتشار التطرف والتعصب والإرهاب. وقالت الأميرة هيا بنت الحسين، عقيلة نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن «الاضطرابات السياسية والاقتصادية والثقافية في وطننا العربي، أدت إلى تهميش الجانب الإنساني، ووضع تلك الأولويات ضمن قائمة طويلة من الاهتمامات الإعلامية». ولم يغفل «منتدى الإعلام العربي» دور الصحافيين في الأزمة القائمة، فهم «من ضحوا بحياتهم، ورحل منهم العام الماضي 110 من الإعلاميين نتيجة نزاعات وحروب، وفق الأميرة هيا التي تعمل سفيرة الأمم المتحدة للسلام. ودعت في كلمة افتتحت بها المنتدى الذي حضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومسؤولون عن وسائل الإعلام العربية إلى «إعطاء الإعلاميين حقوقهم المادية التي تؤمن لهم العيش الكريم»، إضافة إلى «رفع القيود عن السلطة الرابعة، حتى يتمكن الصحافي من القيام بدوره لنقل الصورة الحقيقية عن واقع المنطقة، شريطة الالتزام بالمعايير والتشريعات، لأن لا أحد فوق القانون». أما وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، فرأى أن «الأحداث الجسيمة وتنامي خطر التنظيمات الإرهابيّة، والانهيارات الكبرى التي شهدها الإقليم، أدت إلى الخلط بين المفاهيم، والفصل الجائر بين ما حدث ويحدث، وبين حتميّة إحلال السلام، كمتطلب أساسي، للأمن وللحياة الإنسانية الكريمة، في هذه المنطقة، من خلال الحل العادل للقضيّة الفلسطينيّة التي تعتبر جوهر الصراعات». ويأتي إنعقاد دورة هذه السنة التي حملت شعار «الإعلام - أبعاد إنسانية»، في وقت يقف القطاع على مشارف مرحلة تطور مهمة تؤثر فيها عوامل متعددة، أهمها تسارع وتيرة التحول إلى النموذج الرقمي، والوضع السلبي على مستوى الاقتصاد الكلي. وتحدث رموز المشهد الإعلامي وصناع القرار في كواليس المنتدى عن «المسؤولية التي يتحملها الإعلام حيال التخفيف من وطأة هذا الواقع، ونشر الأمل والتفاؤل بين الناس، والاهتمام بالسبل التي يمكن أن يمنح بها الإعلام الناس القدرة على النهوض من العثرات التي قد تواجههم بصلابة وعزيمة وإصرار على قهر أي تحد وتحويله إلى إشراقة جديدة تحمل في ثناياها الأمل في غد أفضل». وأشاروا إلى أن الأبعاد الإنسانية للإعلام لا تقل أهمية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقتنا العربية، وكذلك العالم، عن بقية أدوار الإعلام، بل إنها تأتي في صلب رسالته، انطلاقاً من مسؤولية الكلمة في تحويل واقع الناس دائماً إلى الأفضل»، وذلك خلال جلسة حملت عنوان «الإعلام يصنع الإنسانية». وتأتي أهمية انعقاد المنتدى الذي شارك فيه أكثر من 2000 إعلامي عربي وعالمي، في إتاحة فرص للتحاور بين القيّمين على الإعلام في المنطقة، وهو أمر بات نادراً لانشغال الجميع بدوامة الأحداث المتسارعة التي لا تهدأ عاصفتها، والبحث عن سبل البناء وإسعاد المواطنين في المنطقة. وركّزت جلسات المنتدى على مفهموم السعادة وقيمتها المهمة للإنسان وسبل تحقيقها، على رغم التحديات التي تفرضها التقلبات التي تمر بها المنطقة العربية والعالم ككل. وتناولت جلسات اليوم الأول من المنتدى التغيرات السياسية والاجتماعية الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية منذ سنوات، والتي وضعتها أمام أنظار العالم، وأثّرت في الصورة الإنسانية للعرب وحقيقتها تحت عنوان «نشر السلام والمبادئ الإنسانية». وطرحت الجلسة مجموعة من التساؤلات منها: هل نحن أمام مشكلة تتمثل في فجوة تتسع ولا تضيق حول الصورة الحقيقية لإنسانية الشعوب العربية؟ ومع اهتمام المنتدى باستعراض مختلف المواضيع من منطلق سياسي، سعياً إلى التعرف إلى وجهات النظر، بحث الإعلاميون في موضوع الانتخابات الأميركية والأحداث السياسية المضطربة التي تمر بها المنطقة العربية، وطرحوا أسئلة مهمة حول مستقبل العلاقات الديبلوماسية بين أميركا والدول العربية، فهل تدخل العلاقات الديبلوماسية بينها وبين دول المنطقة مرحلة جديدة، وما هو مستقبل هذه العلاقات، وما الذي ستعنيه نتائج الانتخابات النهائية بالنسبة إلى العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة والدول العربية؟ وتناولت الجلسات مفهوم «حوار الحضارات» الذي ظهر في ضوء التغيرات الكبيرة التي شهدها العالم خلال العقدين الأخيرين، ومع تنامي العنف السياسي وازدياد التطرّف والتعصّب والإرهاب، إذ قُدم هذا المفهوم بوصفه السبيل الأمثل لتحقيق التفاهم والتعايش السلمي، وتجنُّب الحروب والصراعات. ومع اعتبار الإعلام مدخلاً مهماً لنقل الحقائق وإزالة المفاهيم الخاطئة والنمطية، ومدّ الجسور واحترام الهويات الثقافية الحضارية المتنوعة، طرحت إحدى الجلسات أسئلة مهمة منها: إلى أي مدى يساهم الإعلام الأجنبي من خلال تعامله مع قضايا المنطقة العربية في دفع الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى؟ أم أنه يساهم خلافاً لذلك في كبح هذا الحوار ووضع العراقيل في طريقه؟ وكيف يفهم الإعلام الأجنبي تحولات المنطقة والصورة العربية؟ وما هي المواضيع التي تحظى باهتمام الصحافة الأجنبية؟

مشاركة :