أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيل أوربان أن سفينة حربية أميركية أبحرت قرب جزيرة صناعية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي اليوم. وقال أوربان إن السفينة «وليام بي لورانس» أبحرت في نطاق 12 ميلاً بحرياً حول جزيرة فايري كروس التي تسيطر عليها الصين لتأكيد حرية الملاحة «وتحدي المطالب البحرية المبالغ فيها من جانب بعض المطالبين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي». وأضاف في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: «هذه المطالب البحرية المبالغ بها لا تتفق مع القانون الدولي كما هو مبين في ميثاق قانون البحار من حيث أنها تطالب بتقييد حقوق الملاحة التي يحق للولايات المتحدة ولكل الدول ممارستها». وعلى جزيرة فايري كروس مدرج طوله ثلاثة آلاف متر تخشى واشنطن أن تستخدمه الصين لفرض السيادة في المنطقة على حساب دول أخرى أضعف تطالب بالسيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي. وطلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من الصين الشهر الماضي التأكيد مجدداً على أنها ليس لديها خطط لإرسال طائرة عسكرية لجزر سبراتلي المتنازع عليها بعد أن استخدمت بكين طائرة عسكرية لإجلاء عمال مرضى من قاعدة فايري كروس الجوية. وتأتي هذه الخطوة قبل زيارة للرئيس الأميركي باراك أوباما لفيتنام في وقت لاحق من هذا الشهر. وكان رد فعل الصين غاضباً إزاء عمليات سابقة سعت الولايات المتحدة من خلالها للتأكيد على حرية الملاحة. وتقول بكين إنه لم تكن هناك قط مشاكل تتعلق بحرية الملاحة أو الطيران فوق بحر الصين الجنوبي. ومن جهتها، نددت بكين بشدة اليوم، بعبور السفينة الأميركية ووصفته بأنه «استفزاز» و«تهديد للسيادة» وعبرت عن «استيائها ومعارضتها» لذلك. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ في مؤتمر صحافي اليوم: إن السفينة «دخلت بصورة غير قانونية المياه المحيطة بجزر وشعاب جزر نانشا (الاسم الصيني لجزر سبراتليز) من دون اذن من الحكومة الصينية». وأكد لو أن «العمل الأميركي يهدد الأمن ومصالح وسيادة الصين ويمثل خطراً على المنشآت والأشخاص على الجزر ويمس السلام والاستقرار الاقليميين». وأضاف: «سنتخذ التدابير الضرورية لحماية سيادتنا وأمننا» مؤكداً أن انتماء الأرخبيل والمياه المحيطة به إلى الصين أمر «لا نقاش فيه». ودانت وزارة الدفاع الصينية في بيان «الاستفزاز» الأميركي وقالت إن «الجيش الصيني تحرك على الفور ردا» على وجود السفينة الأميركية. وأضافت أن الجيش أرسل الى المنطقة طائرتين مطاردتين من طراز «جي-11» وطائرة شحن ومدمرة وسفينتي مواكبة لتوجيه «تحذيرات» إلى السفينة الأميركية لكي تغادر المنطقة. وتساءلت الوزارة «إلى متى ستستمر الولايات المتحدة في تأجيج عسكرة بحر الصين الجنوبي؟». ويضم أرخبيل «سبراتليز» نحو مئة جزيرة صغيرة وحيوداً مرجانية غير مسكونة وتطالب بها فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي. وتقوم الصين بأعمال ردم واسعة وتعتبر المنطقة حتى 12 ميلاً حول الجزر الاصطناعية ضمن مياهها الاقليمية، لكن الولايات المتحدة تعتبر أن الصين لا يمكنها أن تعلن سيادتها على هذه المياه الاستراتيجية التي تمر عبرها طرق هامة لنقل البضائع والوقود.
مشاركة :