أنس صيرفي.. المهندس والخبير المعرفي - عبده الأسمري

  • 11/4/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين هندسة العمارة وأنسنة المعرفة بنى صروح «الأثر» على أركان من المهارة وأصول من الجدارة.. شكل «تركيبة» مذهلة من المآثر التي تجلت في «استثنائية» مدهشة قوامها «الإنسانية» الحقة ومقامها «المهنية» الحقيقية التي ارتبطت باسمه، الساطع بالفارق في شؤون «المسؤولية» واللامع بالفرق في متون «المشاركة». مزج الهندسة بالاقتصاد وربط التأثير بالخير وواءم الخبرة بالهدف، فكان العامل المشترك الأكبر والرقم الصحيح الذي اقترنت به «معدلات» العطاء من عمق الحرص إلى أفق الاختصاص. أشعل «قناديل» الضياء ورفع «مشاعل» العطاء وكان «الواقف» خلف الإنجاز والبعيد عن «الأضواء» الذي انشغل بوضع «الإضاءات» ساطعة أمام الأجيال القادمة على أجنحة «الاقتداء». إنه رجل الأعمال المهندس أنس محمد صيرفي أحد أبرز قامات الهندسة والخير والتنمية والاقتصاد والمعرفة. بوجه حجازي أصيل تكسوه علامات «الرضا وتسكنه صفات «البهجة»، وتقاسيم جداوية تتجلى في الشبه مع والده والتكامل مع أخواله وملامح مألوفة ومحيا باسم يتكامل على أناقة تعتمر الأزياء الوطنية الباهية، وشخصية مزيجة من الود والجد لطيفة الجانب مميزة الحضور أنيقة التعامل صافية الوصال وافية التواصل، شيقة القول وكاريزما تتقاطر منها ومضات الأدب، وبصمات «التهذيب» وصوت مزيج من لكنة حجازية ولهجة بيضاء في مجالس «الأقربين» ومواطن الأقارب ومواقع الأصدقاء، ولغة «عصماء» تعتمد على حصاد التخصص وتتعامد على سداد التمكن، تتوارد منها مفردات معرفية وعبارات مهنية واعتبارات تخصصية، وحضور فريد على طاولات «القرار» وتواجد منفرد على خارطة «الاقتدار»، وبصمات مضيئة في مخططات «الهندسة» ومنجزات «التنمية». قضى صيرفي من عمره عقوداً وهو يملأ آفاق «السمعة» بأرصدة «التخطيط»، ويبهج أصداء «المهنة» بوقائع «التنفيذ»، ويهدي لمجتمعه عطايا «الخبرات» ويوزع في أعماله بشائر» المنجزات» كمهندس معماري بارع ومستشار مهني مبدع، ووجه جداوي نبيل ورجل أعمال محسن ترك بصمته الواضحة وفكره الإبداعي في اتجاهات «التأسيس» ومجالات «التطوير». في مدينة جدة العروس الباذخة بزف الفضلاء إلى ميادين النماء ولد عام 1961م وسط أسرة فاضلة تجللت برداء الصيت التجاري اللامع، وتكللت بمساعي الإحسان المجتمعي الواسع، وتفتحت عيناه على أب كريم اشتهر بمهنة «الصرافة» العريقة وأم عطوفة سخرت حياتها لرعاية أبنائها وملء قلوبهم برياحين الحنان.. تنفس الطفل الصغير أنفاس «البكور» في أرجاء مدينته، وظل يراقب نداءات «الكادحين» أمام الميناء العتيق، ودعوات» الفالحين» في جنبات المدينة التاريخية بوسط البلد، وتعتقت نفسه بعبير «البساطة» التي تسربت إلى وجدانه، فظلت يؤنس نهاراته بالنهل من مناهج «العون» بين أروقة «المتاجر» القديمة في بلدته، ومضى يملأ قلبه ويغذي ذهنه بموجبات «الإخلاص» وعزائم «الأمانة» من حكايات الطيبين في «مركاز» الأحياء الشعبية والتي ظلت مناظرها عنواناً أول لتفاصيل متجددة في مستقبل واعد. تعتقت نفسه بعبير ليالي العروس الحالمة المسجوعة بأمنيات أبنائها البررة، وتشربت روحه أثير نهارات «الرزق» بين أزقة الحارات المكتظة بمكارم الأولين وفضائل السابقين من الجداويين الأوائل الذين رسموا للأجيال منهجيات «اليقين». ركض مع أقرانه بين حارات الشام والمظلوم والبحر وبين شوارع الذهب، وقابل منطلقاً من بوادر «الجغرافيا» ومولياً أنظاره شطر «التاريخ» مستمعاً إلى هدير «الحمام» المسجوع بالألفة، ومستمتعاً بحنين «الإلهام» المدفوع بالتآلف الذي حول البشر في تلك «المواقع العتيقة» إلى عائلة واحدة رغماً عن تنوع «الأصول» وتجدد «الفصول». أنصت طفلاً إلى تلك «المناهج» الخالدة التي ظل يرويها له والده ووجدها حاضرة ناضرة في «لغة» الأرقام ومستوى» الأرباح» في تجارة مصرفية متوارثة تشكلت أمامه كمنهجية امتزجت بذاكرته الغضة. توسمت أسرته فيه «التفوق» الباكر بعد أن ظل يمطر مساءات والديه بأسئلة «الصغار» المشفوعة بالنباغة والبلاغة الباكرة، والتحق بمدارس الثغر وأنهى تعلميه العام بتميز ثم التحق بجامعة الملك عبدالعزيز وتخرج منها مهندساً معمارياً عام 1406، وعمل في بداية حياته المهنية معيدًا في تخصصه مدة ست سنوات، حتى طلبه والده للعمل معه وعمل في مجال التطوير العقاري والفندقة ثم أسس مكتبه الخاص» الأبنية للاستشارات الهندسية»، وظل يعمل في مشاريع مشتركة مع الوالد وأخرى خاصة به وساهم في البدايات في مشاريع هندسية مثل كلية الطب في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم توالت عليه المشاريع الأخرى بالجامعة وغيرها وأصبحت شركته الهندسية اليوم من أميز الشركات الهندسية على مستوى الوطن.. ثم انتظم للعمل رئيساً تنفيذاً لشركة الصالحات القابضة وهي شركة عائلية لها مشاريعها الخاص. ارتبط صيرفي بعشرات المهام والمناصب والمسؤوليات المنوعة والتي تندر أن تكون في شخصية واحدة، حيث يشغل منصب مستشار بالهيئة السعودية للمهندسين وهو مؤسس ورئيس شركة الأبنية للاستشارات الهندسية والرئيس التنفيذي لشركة الصالحات القابضة مجموعة شركات صالح حمزة صيرفي للتجارة والإعمار). وعضو المجلس المحلي بمحافظة جدة، ونائب رئيس مجلس إدارتي شركة طيبة للاستثمار ونائب مجلس إدارة شركة ارش كابيتال المالية، ورئيس مجلس أمناء جامعة دار الحكمة وعضوياته في مجالس إدارة شركة سلوان للتطوير العقاري إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة وشركة البلد الأمين للتطوير وشركة وادي طيبة. ويشغل منصب أمين عام مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران ورئيس فرع الجمعية بجدة وعضو هيئة المعماريين العرب وعضو المجلس الاستشاري لكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وعضو اللجنة العليا للمخطط المحلي بأمانة جدة، وعضو لجنة التسمية بأمانة العاصمة المقدسة وعضو مجلس نظارة الوقف العلمي بجامعة الملك عبد العزيز، وعضو مجلسي نظارة وقف جامعة طيبة ونظارة أوقاف جامعة عفت، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا وعضو مجلس إدارة جمعية التراث العمران ورئيس مجلس إدارة جمعية عيون جدة الخيرية، وهو عضو فخري جمعية العمران المهني وعضو شرف جمعية الأطفال المعاقين. يتكئ صيرفي على رصيد مديد من الخبرة ومشاركة فاعلة في المجتمع الحجازي الذي يعرف اسمه ويراهن على وقعه وأثره في صدى «الأفعال» ومدى «الاعمال» والتي اقترنت بسيرته المميزة والتي توشحت بمسؤوليات متعددة ومتجددة كان فيها «الفاعل» المرفوع بالهمة والرمز المشفوع بالمهمة والذي وضع بصماته جلية على صفحات «الإنجاز». من أعماق «التفكير» إلى آفاق «التدبير» وقف صيرفي متوجاً بالتقدير في ثناءات الشهود من واقع «الحياد» المرتبط بالأهداف ووسط استثناءات المشاهد من وقع «الحصاد» المترابط مع النتائج. أنس صيرفي المهندس المعماري الذي حول «الهندسة» إلى رؤية بصرية وهوية ذهنية تنتصر للتراث وتتباهى بالوطنية والخبير المعرفي الذي وزع عطاءاته في منجزات متنوعة في الحرفة والاحتراف والمعرفة والاستشراف تعكس قيمة «الخبرة» وقامة «الذات» ومقام «الأداء».

مشاركة :