اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الذي استضافت بلاده مساء أمس اجتماعاً في باريس لمعارضي النظام السوري، القوات الحكومية السورية وحلفاءها بأنهم قصفوا مستشفيات ومخيمات للاجئين. وأضاف: «إنها ليست (جماعة) داعش التي يهاجمونها في حلب... إنها المعارضة المعتدلة». وقال إيرولت لراديو «آر.تي.إل» قبل بدء الاجتماع الذي يضم وزراء من الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات وتركيا وبريطانيا: «يجب أن تستأنف المحادثات... المفاوضات هي الحل الوحيد». وقال: «لقد اتصلت بوزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأسبوع وهو مدرك تماماً أننا معطلين في ما يخص سورية، فالمسار السياسي متوقف، والمفاوضات في جنيف لا يمكن أن تتم معاودتها طالما النظام مستمر في خرق وقف القتال الذي يستمر ونظام بشار الاسد يقصف مستشفيات ومخيمات اللاجئين. ليست (جماعة) داعش هي المستهدفة في حلب... ولكن المعارضة المعتدلة هي المستهدفة، وهذه المعارضة نستضيفها اليوم في مؤتمرنا»، في إشارة إلى حضور رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية. وسُئل ايرولت إذا كانت السعودية وقطر تدعمان هذه المعارضة المعتدلة، فرد قائلاً: «بالتأكيد». لكنه أضاف أنهما ليستا وحدهما من يقوم بذلك بل «فرنسا والمانيا وايطاليا والولايات المتحدة وكل الدول الممثلة في هذا الاجتماع». وتابع: «سنطلب خلال هذا الاجتماع أن تقوم موسكو بالضغط على نظام دمشق ليوقف قصفه. فنحن نتحاور ونناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذه مفاوضات دولية تتطلب من جانبنا قوة كبرى وعزماً، ولذا بادرت بهذا الاجتماع مساء اليوم (امس) وأنا أتمنى أن يعقد الاجتماع الآخر في فيينا بأسرع وقت وتشارك فيه - اضافة الى الدول المشاركة اليوم - روسيا وايران أيضاً، وهذا مطلب مستمر من قبلنا كي يتاح إدخال المعونات الإنسانية مع وقف القتال. وليس هناك أي حل إلا بالتفاوض السياسي». وقال: «التقينا الأسبوع الماضي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في برلين وهو يريد القيام بمهمته ولكن هذا غير سهل، وينبغي احترام قرار مجلس الأمن الذي ينص على مرحلة انتقالية في سورية، ويجب الا تعم الفوضى خلال هذه الفترة الانتقالية، مثلما حدث بعد التدخل الاميركي في العراق. ينبغي إذاً في هذه المرحلة أن يتم تقاسم المسؤوليات في الجيش والمخابرات، ثم وضع دستور وانتخابات وطبعاً رحيل الأسد، فمستقبل هذا البلد لا يمكن أن يكون مع الأسد والكل مدرك لذلك بما في ذلك روسيا وأنا متأكد من ذلك».
مشاركة :