متابعات(ضوء):فيما يتواصل ترحاب المواطنين بصدور الأوامر الملكية التي أوجدت هيكلة جديدة في الإدارة التنفيذية للدولة مواكبة لرؤية 2030، أجرت «الرياض» استطلاعاً حول ما يأمله المواطن ومنسوبو قطاع الصحة من التغيير الذي حدث في وزارة الصحة بإسناد مهامها إلى د. توفيق الربيعة. وأعربت نخب طبية عن اشفاقها على «الوزير الجديد» لعظم المسؤولية في «الصحة» وتعقيداتها المتراكمة عقب حقب، غير أنهم أكدوا قدرة الربيعة القادم من وزارة التجارة بعد الانجازات العديدة التي حققها، على استيعاب ضرورات التحول في إدارة الصحة، ومواجهة مشكلاتها، لينسجم هذا القطاع الحيوي مع التحول الأكبر للوطن باتجاه المستقبل بكل تطلعات القيادة والمواطنين. تعامل مزدوج ورصدت «الرياض» خلال الاستطلاع مرئيات المواطنين، والمعنيين بالصحة حول الملفات المهمة التي يفترض أن يبدأ بها الوزير توفيق الربيعة، والمشكلات المزمنة التي يأمل المواطن إيجاد حلول مستدامة لها. ووقفت «الرياض» على نحو عشر تحديات ومشكلات عاجلة وتاريخية والمشكلات العاجلة تواجه الوزير ومطلوب منه التعامل معها، من زاويتين: الحل العاجل الذي يلبي احتياجات المواطنين، والتعامل الذي يجعل أداء الوزارة يصب في نهر الرؤية 2030. القرار الأول تساءل عدد ممن التقتهم «الرياض» عن أول قرار سيتخذه الوزير الجديد، هل هو: اعادة القيادات والخبرات المتميزة التي هاجرت خلال العامين الماضية مع تغير خمسة من الوزراء، أم التعامل مع إشكالية نقص الادوية والتجهيزات الطبية، أم سيكون الهم الأول للوزير معالجة تعثر تشغيل اكثر من 40 مستشفى جاهزا دون اعتماد وظائف ولا برنامج تشغيل ذاتي، وبذلك سيأخذ تشغيل «المستشفيات الطرفية» مساحة أكبر في اهتمامه لتخفيف الضغط على المرافق الطبية في المدن الكبرى، وفي هذه الخطوة تحقيق لعدالة الخدمات المقدمة للمواطن اذ يعاني كثيرون من فقد الخدمات بالمناطق الطرفية والنائية. مطالبات بتشغيل المختبر المرجعي واعتماد الملف الإلكتروني وتدريب السعوديين دهاليز الصحة وتوقع بعض ممن شارك في «استطلاع الرياض» أن يستجيب الوزير للمطالبين بحقوقهم، ويوجه بصرف مستحقات المقاولين وشركات التشغيل والصيانه، حتى لا تتوقف مشاريع الوزارة. ويرى آخرون أن الوزير «توفيق الربيعة» إذا أراد أن يبدأ بداية صحيحة ليتلمس خطاه في دهاليز «الصحة عليه بالكوادر التي تمسك بمفاصل مهمة بلا خبرات. وكذلك عليه تشجيع الموظفين وإخراج كثيرين من حالة الإحباط التي يعيشونها، خاصة بعد قرار الوزير السابق (الفالح) بحل إدارة حقوق الموظفين. التأمين وهناك من توقع أن يكون «التأمين» في طليعة اهتمامات الوزير الجديد، وإن كان الحل الحاسم في هذا الأمر ربما سيطول، على الرغم من أن المواطن ينشد التأمين بسبب تردي جودة الخدمة الصحية المقدمة. ومن توقعات بعض منسوبي « الصحة « أن الوزير «توفيق الربيعة» سيفتتح عهده في الصحة بإنصاف كثيرين بصرف البدلات المستحقة مثل السكن والتميز والاشراف. بلا توسلات غير أن عددا من المشاركين في الاستطلاع قال إن القرار الأهم الذي يرغبون سماعه هو تشديد الانظمة في قبول الحالات في المستشفيات التخصصية الكبيرة بلا توسلات او تأخير. ومن جانبه يرى الدكتور زهير الغريبي، مدير المركز الوطني للسكري سابقاً، وهو رئيس مجلس إدارة شركة اتحاد زهاد أن من أهم القضايا التي يحبذ أن يوليها الوزير توفيق الربيعة أهتمامه إيجاد حلول مسبقة في حال انحراف مؤشر الأداء من قبل من أسماهم بـ «ذوي المصالح»، وتعزيز الشفافية، والتأكد من أن جميع مؤشرات الأداء قابلة للقياس وتوقيع صاحب المسؤولية على القيمة الابتدائية وتصنيف كل مؤشر حسب الفئة العمرية أو مرحلة المرض.. مكافحة الاحتكار ومن المهام التي يرى د. الغريبي ضرورتها إنشاء وحدة التحكم بالأمراض على مستوى عالمي وجذب خبراء عالميين في مرحلته الأولية، وتجهيز وتشغيل المختبر المرجعي والتنسيق مع السفارات لفتح مراكز تابعة للمختبر، وإغلاق المكتب التنفيذي وتحويله إلى قطاع خاص ووضع معايير لعدم ظهور احتكار، والتنسيق لتدريب وابتعاث أكبر عدد من الأطباء والصيادلة والممرضين والكوارد الأخرى الموجودون أو حديثي التخرج لدعم الخصخصة في المستقبل وعدم ظهور المشكلة الرئيسة مرة أخرى، وهي نقص الكفاءات. وكذلك يرى أهمية إنشاء وحدة للخدمة المجتمعية تختص بجميع النشاطات المقدمة من الشركات من مؤتمرات وغيرها، ليكون أثرها في مصلحة المريض فعلاً وليس ـ كما قال الغريبي ـ تلميع القيادات في الوزارة لمصلحة الشركات. الملف الموحد وكانت المطالبة باعتماد الملف الطبي الموحد من أهم القضايا التي أثارها المشاركون في»استطلاع الرياض»، ففيما أكد الدكتور الغريبي ضرورة التعجيل في إقرار الملف الالكتروني لجميع المستشفيات والمستوصفات للقطاع الحكومي والخاص، وجعل قاعدة بيانات مركزية مرتبطة بملفات المرضى للإحصاءات واكتشاف الأخطاء وتقليل التكاليف، قال د.علي الحربي، استشاري أمراض الباطنه والكلي، المدير الطبي الإقليمي في شركة «ديافيرم أي. بي»، المتخصصة في إدارة وتشغيل مراكز أمراض الكلي، إن توحيد الملف الطبي ابتداء بوزارة الصحة وبين كل القطاعات الصحية يمكن من حيث المبدأ على الاطلاع على التاريخ الصحي للمريض، وربط نتائج الاشعة وتحاليل المختبر والفحوصات الأخرى بلمف إلكتروني موحد يمكن الاطلاع عليها مباشرة، والتخلص من المعاملات الورقية، وفي ذلك كثير من التوفير للوقت والمال. إلى جانب ما يوفره توحيد الملف من إجراء دراسات وتحليل المؤشرات بصفة عامة على شريحة اكبر من المراجعين والمواطنين. مؤشر الأداء ويأمل د. الحربي أن يستحدث الوزير توفيق الربيعة برامج معتمدة للتدريب أثناء العمل لرفع كفاءة الفنيين السعوديين بالتنسيق والتكامل مع الهيئة السعودية للتخصصّات والجامعات، وضع معايير ومؤشرات لأداء الموظفين والأطباء والتمريض وقياس انتاجيتهم، وأن تكون لكل منطقة إدارية رؤية واضحة واهداف تتطابق مع رؤية الوزارة بصورة عامة، حيث إن الأهداف والخطط تختلف من منطقة الى اخرى حسب الأمراض المنتشرة. 0 | 0 | 9
مشاركة :