يدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سرا، لكن بالرغم من ذلك قد يعاني منه كثيرا، ومع أن ترمب أكثر ودية تجاه إسرائيل، في الوقت الذي من الممكن أن تضغط هاريس من أجل إقامة دولة فلسطينية أو حل سياسي، وسيكون للمنظمات اليهودية تأثير إيجابي. وبحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت آحرونوت الإسرائيلية فقد سبق أن قال نتنياهو في محادثات مغلقة إن الإدارات الديمقراطية، بما فيها الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس للإطاحة به وهناك خلاف كبير بين رئيس الوزراء وبطانته والحزب الديمقراطي الذي يعامله وشعبه بعين الريبة، وليس من قبيل الصدفة أن اليد اليمنى لنتنياهو، وحامل الحقيبة الأميركية في الحكومة، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، كان يُطلق عليه في الماضي لقب الناشط الكبير في الحزب الجمهوري. آمال نتنياهو على الرغم من آمال نتنياهو بفوز ترمب، لكن الصحيفة الإسرائيلية تقول: «يجب عليه أن يكون حذراً فيما يتمناه»، فالرئيس السابق هو شخص لا يمكن التنبؤ به ويمكن أن يسبب لنتنياهو مشاكل أكثر من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وقالت الصحيفة: «إذا تم انتخاب ترمب فستكون ولايته الثانية والأخيرة في الرئاسة، وعلى هذا النحو قد نكتشف رئيسًا لا يدين بأي شيء لأي شخص آخر ولن يفعل إلا ما هو الأفضل لنفسه، فعلى سبيل المثال، سيتحرر من ضغوط المسيحيين الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل، الذين دفعوه في الولاية الأولى إلى دعم إسرائيل». هل تعود صفقة القرن للطاولة؟ وأضافت الصحيفة: «من الممكن أن يحاول ترمب إحياء صفقة القرن التي تتمحور حول إقامة دولة فلسطينية وفي الاتفاق المقترح، ستوجد دولتان جنبًا إلى جنب، حيث سيكون 70% من الضفة الغربية و100% من قطاع غزة تحت الحكم الفلسطيني». وقالت يديعوت آحرونوت: «كما يمكن لترمب أن يحاول السير في اتجاه إحلال السلام من أجل الفوز بجائزة نوبل ومحو الفضائح الكثيرة المحيطة به، وإذا كان عليه أن يثني نتنياهو للقيام بذلك، فلن يتردد في القيام بذلك». وأوضحت: «في المقابل إذا تم انتخاب هاريس، فإنها ستكون تحت ضغط نظرا لأن هذه هي ولايتها الأولى، كما أن المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة قوية جداً ومؤثرة، ويمكنها أن تتوحد وتضغط على المرشح الديمقراطي». آخر رئيس صهيوني وأضافت الصحيفة: «من المتوقع أن تكون هاريس أقل ودية تجاه إسرائيل من جو بايدن، الذي تم تعريفه بأنه «آخر رئيس صهيوني» ومن المتوقع أن تمارس الإدارة الديمقراطية الضغوط على إسرائيل في القضية الفلسطينية، سواء كان ذلك من خلال الترويج لحل الدولتين، أو تحقيق انفراج سياسي يؤدي إلى نوع من الانفصال مع الحفاظ على أمن إسرائيل وحماية حقوق الإنسان». وتابع: «بشكل عام، من المتوقع أن تظهر هاريس وحزبها موقفًا أكثر تأييدًا للفلسطينيين وأن يعملوا على إحياء السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.. وقد تصبح العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين المتطرفين أسوأ بكثير في ظل إدارة هاريس، ومن المتوقع أيضا أن تتحرك ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية ويمكن أن تصل إلى حد فرض عقوبات على الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش». القضية الإيرانية فيما يتعلق بالقضية الإيرانية، قالت يديعوت أحرونوت في تقريرها لا يستبعد المرشحان التوصل إلى اتفاق نووي جديد، لكن يمكن التقدير أن يمارس ترمب ضغوطا على الإيرانيين أكبر من تلك التي تمارسها هاريس، وسيتصرف بسخاء أكبر تجاه إسرائيل، وفي جوانب أخرى أيضاً، قد يكون ترمب أكثر اهتماماً بالمصالح الإسرائيلية، فمع ترمب، على سبيل المثال، قد يكون من الأسهل تطبيق التغييرات التي تطلبها إسرائيل في القرار 1701 لإزالة حزب الله من حدود إسرائيل. وقالت يديعوت أحرونوت: «بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات، فمنذ اليوم التالي للانتخابات وحتى تنصيب الرئيس في 20 يناير/كانون الثاني 2025، ستدخل إسرائيل مرحلة حرجة، وسيرغب الرئيس المنتهية ولايته بايدن في ترك سجل نظيف لخليفته فيما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط، وقد صرح كل من هاريس وترمب بالفعل أنهما سيضغطان من أجل إنهاء الحرب وعودة المحتجزين. التشكيل الرئاسي وأضافت الصحيفة: «مسألة الدعم والصداقة تجاه إسرائيل لا تعتمد فقط على الرؤساء، بل على خلية النحل التي سيبنونها لأنفسهم، فمن المتوقع أن يعين ترمب شخصيات مؤيدة لإسرائيل مثل مايك بومبيو الذي قد يتولى منصب وزير الخارجية أو وزير الدفاع». وتابعت: «ويعتبر ديفيد فريدمان، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مرشحًا أيضًا لمنصب رفيع في الإدارة الجديدة، وربما حتى وزيرًا للخارجية، كذلك من بين المرشحين الآخرين المحتملين لمنصب وزير الخارجية، السيناتور ماركو روبيو ونيكي هالي ومنهم مؤيدون واضحون لإسرائيل». وقالت الصحيفة: «لكن من غير المتوقع أن يعود جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات إلى منصب رسمي، لكن من المرجح أن يستمرا في الهمس في أذن ترمب، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لنتنياهو الاعتماد على أعضاء مجلس الشيوخ المؤيدين لإسرائيل مثل ليندسي جراهام لمواصلة التأثير على ترمب لصالح إسرائيل». مخاوف من الجناح التقدمي وأضافت: «من ناحية هاريس، من المفترض أن تكون الخلية أقل ودية تجاه إسرائيل، ولكنها ليست بالضرورة معادية، فمن بين الأسماء المذكورة في المناصب العليا في إدارة هاريس، هناك بشكل رئيسي أشخاص مثل فيل جوردون، وويندي شيرمان، ورام إيمانويل، لكن الخوف في إسرائيل هو خلق هيمنة على الحكومة من قبل أعضاء الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي الذين يعتبرون منتقدين بشدة لإسرائيل». وأوضحت يديعوت أحرونوت أن القاسم المشترك بين المرشحين هو أن كلاهما سيتكون من أشخاص غير مهتمين بالصراعات العسكرية، وفي حالة ترمب، فإن عودته إلى الرئاسة يمكن أن تساعد أنصار الخط الانفصالي في الحزب الجمهوري، أولئك الذين يعارضون التورط الأميركي في الصراعات الدولية.. وإذا كان الأمر كذلك بالفعل، فهذه أخبار سيئة للغاية بالنسبة لإسرائيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعزيز المحور الروسي الصيني، وفي هذا السياق، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستتصرف إدارة ترمب في سياق الحرب في أوكرانيا والدعم الأميركي لتايوان. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :