تزال الأسعار تبحث عن اتجاه واضح. وكانت العقود الآجلة قد شهدت تراجعا ملحوظا مع بداية جلسة تداول اليوم، بعد جلسة متقلبة أعقبت ماراثون الانتخابات الأمريكية. إلى جانب ذلك، لا تزال السوق تواجه تحديات متعددة، من بينها انحسار تأثير إعصار رافائيل، الذي تسبب في حدوث اضطرابات في إنتاج النفط الخام الأمريكي. ومع تلاشي الإعصار وابتعاده عن مناطق الإنتاج، تراجعت المخاوف الفورية بشأن تعطل الإمدادات. كما لعب تراجع المخاطر دورًا كبيرًا في كبح زخم أسعار النفط، مما ساعد في تحقيق توازن نسبي في المعنويات. ومع انحسار المخاوف المتعلقة بتعطل الإمدادات على المدى القريب، أصبحت التوقعات لأسعار النفط الخام العالمية في الأجل القريب تميل إلى الحياد، مع احتمال طفيف للتراجع. في المقابل، تلقت أسعار النفط دعمًا في وقت سابق من الأسبوع، مدفوعة بتوقعات تشير إلى أن إدارة ترامب قد تتبنى سياسات تشمل فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران وفنزويلا، مما قد يؤدي إلى تقليص صادراتهما النفطية وتقييد العرض العالمي. غير أن هذا التفاؤل تراجع بفعل تزايد المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، حيث أظهرت البيانات انخفاض واردات الصين من النفط الخام بنسبة 9% في أكتوبر، لتسجل بذلك تراجعًا للشهر السادس لها على التوالي، ما أثار القلق بشأن تباطؤ الاستهلاك. أيضا، ساهم ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية في زيادة الضغوط الهبوطية على الأسعار، مما تسبب في استمرار حالة عدم اليقين. وتشير المخاوف المرتبطة بجانب الطلب بفعل تباطؤ الاستهلاك العالمي، إلى توقعات هبوطية لأسعار النفط الخام على المدى القريب والمتوسط. ومن المتوقع خلال الأشهر القادمة، أن ينجح ضعف الطلب في تجاوز أي دعم محتمل من جانب العرض، مما سيؤدي إلى تصاعد الضغوط على أسعار النفط الخام
مشاركة :