الاحتفاء بالابتكار والرهان على الإبداع في أبهى أشكاله، رسم ملامح النسخة الـ10 من «أسبوع دبي للتصميم» الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وبشراكة استراتيجية مع حي دبي للتصميم. وحملت هذه النسخة التي تختتم فعالياتها اليوم، الكثير من الأعمال التي تحاكي البيئة المحلية والتراث، سواء من حيث الأفكار أو المواد، فضلاً عن برنامج واسع من الأنشطة وورش العمل المرتبطة بمجال التصميم. من التراث الإماراتي حضرت العديد من التصاميم، وكان من بينها تصميم «مذخر» الذي قدّمته المصممة أنوار عبدالله الحوسني، والمستوحى من حرفة «السدو». وتحدثت الحوسني لـ«الإمارات اليوم»، عن عملها قائلة: «اسم التصميم مشتق من كلمة (الذخر)، وتعني الرائحة الطيبة، وغالباً ما يتم ربط الرائحة بالحنين إلى الماضي، لهذا أردت الربط بين حرفة (السدو) والتصميم المعاصر». وأشارت إلى أن التصميم يقوم على التفاعل، ويمكن وضع أنواع متباينة من البخور داخله، كونه يحمل شكل الأدراج المصنوعة من الخشب، فضلاً عن تركيبات معدنية في الداخل. ونوهت بأنها تركز على إحياء التراث وتدمجه في التصاميم المعاصرة، بهدف إبراز الثقافة المحلية، معتبرة المعرض فرصة من أجل تبادل الأفكار والتفاعل مع الجمهور. من جهتها، قدمت المصممة حصة الكندي، مقعداً يحمل اسم «الشبرية»، وهو مرتبط بذكرياتها عن الحكايات التي كانت تقصها جدتها عن المقعد الذي كان جدها ينام عليه. ولفتت الكندي إلى أنها استندت إلى قصص جدتها، وإلى الرسومات التي كانت ترسمها لها من أجل الوصول إلى التصميم النهائي وتفاصيله المختلفة. وأشارت الكندي إلى أنها جمعت في المقعد بين الخشب والخيوط، مضيفة بعض العناصر الجديدة للشبرية ومنها الوسائد، معبرة عن سعادتها بالوجود في المعرض لتقديم جانب من التراث الإماراتي. وبالعمل مدة تصل إلى ستة أشهر، صممت علياء الحوسني مقعداً خشبياً يتحول إلى سلّم، وأشارت إلى أنها تميل إلى تقديم التصاميم المتعددة الاستخدامات التي توفر مساحات في المنزل. ولفتت إلى أنها تقدم النسخة الثانية من التصميم، إذ قدّمته في السابق من المعدن، وتعمّدت تبديل المادة وتصميمه من الخشب، بعد أن عملت عليه بشكل يدوي، وقد استغرق وضع فكرة التصميم نحو ثلاثة أشهر، إضافة إلى ثلاثة أشهر للتنفيذ. واعتبرت الحوسني أن هذا النوع من التصاميم يناسب أسلوب الحياة المعاصر، ومساحات البيوت. أما المهندس اللبناني شفيق مكاوي، فقد شارك بتصميم للكتب، يحمل اسم «نسب»، وهو مستوحى من الأقواس الثلاثية التي تشتهر بها البيوت اللبنانية، وقد بدأ التصميم من خلال البحث عن طريقة لعرض الكتب وفق تصميم غير تقليدي، لا يعرض الكتب بطريقة المكتبات التقليدية في البيوت. ونوّه بأن التصميم مرن لتغيير الشكل، كونه مقسماً إلى قطع متحركة، كما أن إضافة الكتب تمنحه شكلاً مختلفاً ومتغيراً باستمرار. وشدد على أن التقنية الخاصة بتحريك أجزاء التصميم كانت التحدي الأكبر، لاسيما أنه تصميم كبير يصل ارتفاعه إلى مترين ونصف المتر. وعمل المصمم زيد صديقي، على تصميم خاص بنظام الصوت، مشيراً إلى أنه في الاستوديو استخدم مواد محلية صديقة للبيئة، حيث إنه تم الاعتماد على القطع التي تتساقط من الشجر دون الاعتماد على الخشب المستخرج من قطع الأشجار. ونوّه بأن التصميم يجمع بين الشكل الجمالي وكذلك التكنولوجيا، مع الإشارة إلى أن حجم التصميم الضخم يرتبط إلى حد كبير بمفهوم الموسيقى، وما تحمله من تأثير في الجو العام، وفي مشاعر الإنسان. ومن التصاميم إلى الأعمال التركيبية، حيث قدّمت المصممة العراقية علا سعد زناد، عملاً يحمل عنوان «مضيف الحاضر/الغائب»، ولفتت إلى أن التصميم يمثل محاولة للحفاظ على فكرة المضيف وحضارة عرب الأهوار، خصوصاً أن هناك أزمة جفاف لدى عرب الأهوار، وهذا المضيف مهدد بالزوال. وأشارت إلى أن المضيف صمم من القصب، وهي مادة تنمو في المياه، وبسبب مواجهة التصحر، يواجه الناس فقدان هذه المادة. وأكدت زناد أن جمال التصميم يكمن في أنه يجمع بين العمارة والحِرف، ومواده شُحنت من العراق، وتم تركيبها في دبي بناء على الأبحاث التي قامت بها، من أجل تقديمها في شكلها الحقيقي. وأكدت زناد أن المضيف يصمم بأدوات بسيطة، وهو مكان لاستقبال الضيوف، لهذا عمدت إلى وضع الموسيقى داخل التصميم من أجل إبراز الجانب الثقافي الجميل. وقدّم عبدالله الملا العمل التركيبي «ستوت» الذي أنجز بالتعاون مع «أوكسارا»، ولفت إلى أن التصميم عبارة عن جناح يقدّم المواد المستخدمة للبناء والمتميزة بكونها قليلة الانبعاثات الكربونية. ونوّه بأن المشروع يسلط الضوء على قوة هذه المادة في البناء، مع الاعتماد على استخدام سعف النخيل، من أجل إبراز الهوية الوطنية، مشيراً إلى أنه يميل إلى تقديم تصاميم بمواد مستدامة. ولفت إلى أن المادة تستخدم للمرة الأولى في دبي، وتصلح للأبنية المؤلفة من أربعة أو خمسة طوابق فقط، فهي مادة مصنوعة من مخلفات النفايات الخاصة بالبناء أو المخلفات البيئية، بينما لفت يونغلي لاندرو الذي تعاون مع «الملا استوديو» في هذا العمل التركيبي، إلى أن العمل يسلط الضوء على المواد الصديقة للبيئة في مجال البناء، لاسيما المواد التي تستخرج من بقايا نفايات البناء. ولفت إلى أن التصميم يتيح التفاعل مع العمل، ويجعل الناس يطرحون الأسئلة حول دور الخرسانة في التنمية الحديثة، والأثر المناخي الناتج عن الاستخدام المفرط للمواد غير الصديقة للبيئة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :