على وقع المواجهتين المرتقبتين وشبه الحاسمتين للمنتخب السعودي خارج الأرض، مع أستراليا وإندونيسيا توالياً في الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات مونديال 2026، بقيادة المدرب الجديد - القديم الفرنسي هيرفي رونار، أسدلت المرحلة العاشرة من الدوري السعودي لكرة القدم الستارة على مشهد مُكرر من المراحل السابقة على مستوى الصدارة. بقيت الريادة في حوزة الهلال (28 نقطة) متقدماً بنقطة على الاتحاد وست على النصر، مقابل تمسك الشباب بالمركز الرابع (21)، متفوقاً على القادسية (19). ويحتل المنتخب السعودي الذي جمع 5 نقاط فقط من أربع جولات، خاض ثلاثا منها على أرضه، المركز الثالث متخلفاً عن اليابان (10)، وأستراليا (5) بفارق الأهداف. إصابتا سالم والمالكي تُربكان "الأخضر" عنونت إصابة الدوليين سالم الدوسري (الهلال) وعبدالإله المالكي (الاتفاق) فوز "الزعيم" على فارس الدهناء (3-1)، ما اضطر رونار إلى استبعادهما وضم محمد القحطاني لبعثة "الأخضر" التي غادرت فجر السبت إلى أستراليا استعدادًا لمواجهتها الخميس المقبل. وبقدر الأهمية التي يحتلها الدوسري في تشكيلة "الأخضر" مع رونار، بعدما قاده إلى تحقيق فوز تاريخي على الأرجنتين (2-1) في مونديال قطر 2022، توقف مدرب الهلال البرتغالي جورجي جيزوس أيضاً عند إصابة قائده الذي سيغيب، وفقاً لصحيفة الرياضية المحلية، من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. قال جيزوس الذي قاد الهلال إلى تحقيق أطول سلسلة له من عدم الخسارة على أرضه بـ28 مباراة متتالية معادلًا الرقم التاريخي للأهلي بين 2013 و2016: "هناك قرارات فيها شك تحتسب بسهولة للفرق التي تنافسنا، أما نحن لا"، مشيراً إلى أن "لاعب الاتفاق (مشعل الصبياني) كان يستحق الطرد بعد تدخله على سالم". من جانبه، قال الخبير التحكيمي فهد المرداسي إن قرار الحكم (السويسري أورس شنايدر) كان سليماً بعدم طرد الصبياني مؤكدًا أن حصوله على بطاقة صفراء كان مستحقاً، وموضحاً أن "لاعب الاتفاق تدخل بأعلى درجات التهور لكن قدمه لم تكن ثابتة على الساق، وإنما حدث انزلاقًا". وبموازاة احتجاج جيزوس، عبّر المدرب الإنكليزي للاتفاق ستيفن جيرارد عن استيائه من بعض قرارات الحكم، "فخور بالأداء الذي قدّمه اللاعبون، رغم قسوة قرارات الحكم، خاصة في هدفي الهلال الأول والثالث". وبينما توقعت صحيفة "دايلي ميل" ازدياد الضغوط على جيرارد مشيرة إلى أن الخسارة أمام الهلال قد تعجل بإقالته، دافع نجم ليفربول السابق عن نفسه في المؤتمر الصحافي قائلاً "لا أعتقد أنني وصلت لمرحلة الإقالة". بدوره، أكد مدافع الهلال علي البليهي، العائد إلى المنتخب، أن المواجهة لم تكن سهلة و"الإتفاق لعب مباراة جيدة وعانينا أمامه". نحتاج الكثير من العمل وعلى الرغم من فوزه بثنائية نظيفة على العروبة، ظهر المدرب الفرنسي للاتحاد لوران بلان غير راض على أداء فريقه قائلاً إن "الفريق بحاجة للعمل حتى يصل إلى الأداء المطلوب، وأضاف "ما زلنا في مرحلة البناء. في المستقبل يجب أن نتحسن أكثر، ونحتاج إلى الكثير من العمل". وفيما اعتبر الخبير المرداسي أن ركلة الجزاء التي حصل عليها "العميد"، لم تكن صحيحة معتبراً أن تدخل الفرنسي كورت زوما على صالح الشهري لا يرتقي لدرجة المخالفة، سأل مدرب العروبة، البرتغالي ألفارو باتشيكو،"هل بات من السهل احتساب ضربة جزاء ضد فريقنا؟!" وتكفل الشهري والهولندي ستيفن بيرخفين بالتسجيل بعدما غيّبت الإصابة مجدداً هداف الفريق الفرنسي كريم بنزيمة الذي تأخر عن متصدر هدافي الدوري، مهاجم الهلال، الصربي ألكسندر ميتروفيتش بثلاثة أهداف (8 مقابل 11). رونالدو يُثير الجدل معوضاً غياب هدافي الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي أندرسون تاليسكا، تكفل السنغالي ساديو مانيه بقيادة النصر إلى انتصار ثمين على حساب مضيفه الرياض، بتوقيعه على هدف يتيم أبقى "العالمي" ثالثاً، وعلى مقربة من المتصدر والوصيف، لكن غياب "الدون" عن التهديف، للمباراة الثالثة تواليًا في الدوري، لا يزعج مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي الذي عبّر عن رضاه قائلاً "أنا سعيد جداً بأداء كريستيانو، وإن لم يسجل". وعن مقارنة مباراة الرياض بالعين الإماراتي في دوري أبطال آسيا للنخبة والتي اكتسحها النصر (5-1)، قال المدرب الإيطالي "المباريات مختلفة، والرياض لعب بشكل دفاعي عكس العين، لذا المساحات في المواجهات تختلف، والأهم هو الانتصار". لكن صحيفة ماركا الإسبانية انتقدت أداء "الدون" أمام الرياض، كاتبة "إذا بقي أداء رونالدو بهذه الطريقة سيكون من الصعب الوصول إلى الهدف الـ1000". وتابعت "لم يكن لدى رونالدو سوى فرصة واحدة واضحة للغاية". وانضم الحارس التاريخي للمنتخب السعودي محمد الدعيع إلى قائمة منتقدي النجم البرتغالي، مؤكداً أنه غير مقتنع بالأدوار الأخرى للمهاجمين، "إذا كانت كرة القدم تغيّرت، فليعد يوسف الثنيان للعب وكذلك ماجد عبد الله وحتى أنا يمكنني العودة للعب". وبعد مرور عشر مراحل، اكتفى رونالدو بتسجيل 6 أهداف، متراجعاً عن الموسم الماضي الذي توج فيه بلقب الهداف بـ35 هدفاً. ومقابل تألقه المستمر في البطولة القارية، استعاد الأهلي توازنه في الدوري متجاوزاً الرائد بثنائية بعد مواجهة وصفها مدربه الألماني ماتياس ياسله بـ"الصعبة أمام فريق يجيد التكتل في مناطقه"، بينما عاد الشباب من بريدة بفوز مريح على حساب الخلود بثنائية نظيفة معززاً موقعه في المركز الرابع أمام ملاحقه القادسية الفائز بنفس النتيجة على الفيحاء.
مشاركة :