اجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في الرياض اليوم في قمة عربية وإسلامية غير عادية بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان، وبرئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة الأوضاع في غزة ولبنان بهدف توحيد الرؤى والمواقف ومتابعة مخرجات قمة مشتركة مماثلة عقدت العام الماضي قبل اتساع نطاق الصراع في المنطقة، وانعقدت القمة بعد أيام على انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وهو قد وعد خلال السباق الانتخابي للبيت الأبيض بإنهاء الحرب. وطالب القرار الصادر عن القمة العربية والإسلامية غير العادية جميع الدول بحظر تصدير أو نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل؛ وحث الدول على الانضمام إلى المبادرة المقترحة من تركيا والفريق الأساسي المؤلف من 18 دولة، والتي وقعت عليها 52 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وتوجيه رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن الدولي وإلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وللأمين العام للأمم المتحدة وذلك من أجل وقف تقديم الأسلحة إلى إسرائيل، مع دعوة كافة الدول إلى توقيع المبادرة. وتقول السلطات الصحية في غزة أن 43603 فلسطينيين قتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع ردا على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أكثر من 3 آلاف شخص في غارات إسرائيلية منذ الوقت ذاته. أكدت القمة المشتركة على أن لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من يونيو 1967، داعية الى حشد الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطين. كما دعت القمة إلى توحيد الأراضي الفلسطينية بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مشددة على سيادة دولة فلسطين الكاملة على القدس الشرقية المحتلة. من جانبه، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته في القمة بفشل المجتمع الدولي في وقف الحرب في غزة ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل في هجومها المتواصل على القطاع لا سيما دعم قرارها الأخير بوقف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). ودعا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 القاضي بوقف العدوان الإسرائيلي وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وتولي دولة فسطين مسؤولياتها السيادية، وإعادة النازحين إلى بيوتهم، تمهيدا لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال. كما ناشد عباس مجلس الأمن الدولي تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة ما لم تلتزم بالقانون الدولي وبتعهداتها الموثقة والموقعة، وتنهي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. نصّت المبادرة العربية لعام 2002 التي صدرت بعد قمة تاريخية عقدت في بيروت على اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار سلام شامل في حال حصل انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي العربية المحتلة، والقبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية. وتعمل الولايات المتحدة وقطر ومصر على التوسط من أجل وقف إطلاق النار في غزة إلا أن وزارة الخارجية القطرية قالت يوم السبت إن الدوحة أخطرت الأطراف المعنية بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توفر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب. وتتبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بعرقلة جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل السجناء والرهائن بين الجانبين. وندّد البيان الختامي للقمة بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وقطاع غزة، داعيا إلى إنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وكذلك إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان.
مشاركة :