انتهى مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت امس، بتعهدات لتقديم أكثر من 2.4 بليون دولار لإغاثة الشعب السوري، وفق ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي وقت قدّمت الكويت 500 مليون دولار تبرعات من «القطاعين الحكومي والأهلي»، أعلنت الولايات المتحدة تقديم 380 مليون دولار إضافية ليرتفع بذلك إجمالي مساعداتها الإنسانية لسورية الى 1.7 بليون دولار، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري. أما المملكة العربية السعودية، فتعهدت من جهتها بتقديم 60 مليون دولار جديدة ليرتفع حجم مساعداتها إلى 250 مليوناً. وجاء مؤتمر المانحين في الكويت، والذي كانت الأمم المتحدة تأمل في أن يسفر عن جمع 6.5 بليون دولار قبل أسبوع من موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سورية. وفي وقت أعرب بان عن الأمل في أن يفضي هذا المؤتمر إلى «وقف العنف» و «إقامة حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية»، أعلن كيري أنه سيجري اتصالاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال: «لديّ أمل في أننا سنتمكن من الحصول على التدابير اللازمة من النظام السوري لإرساء وقف إطلاق نار أياً كانت المناطق التي سيطبق فيها، لا سيما مع زيارة (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) إلى موسكو في الأيام المقبلة». في موازاة ذلك، زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دمشق، حيث التقى الرئيس بشار الأسد، الذي اعتبر خلال استقباله الوزير الإيراني أن «الفكر الوهابي بات يهدد العالم»، داعياً الجميع إلى المساهمة في «استئصاله». ونقلت «فرانس برس» عن «هيئة التنسيق الوطنية» -المعارضة السورية في الداخل- رفضها المشاركة في مؤتمر «جنيف2»، معترضة على «اختزال الطرف الأميركي» لـ «صوت المعارضة»، في إشارة الى تكليف «الائتلاف» تشكيل وفد موحد للمعارضة. ميدانياً، قتل 26 شخصاً امس غالبيتهم من المقاتلين المنتمين الى فصائل معارضة للنظام السوري، في تفجير سيارة مفخخة في مدينة جرابلس في ريف حلب (شمال) التي تشهد معارك بين «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) وتشكيلات أخرى من مقاتلي المعارضة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل «أمير» في «داعش» يدعى «أبو البراء الجزائري» (يحمل الجنسية البلجيكية) في سراقب شمال غربي سورية، بإطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين في هجوم يأتي وسط معارك عنيفة تدور منذ أيام بين هذا التنظيم الجهادي وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، وفق المصدر نفسه. وفي نيويورك، نفت الهيئة المنظمة لمنتدى دافوس ما تردد عن أن وزير الخارجية السوري يعتزم التوجه للمشاركة في المنتدى. وقال مسؤول إنه «ليس للمنتدى أي علاقة مع الوزير المعلم وليس لديه أي معلومات حول رغبته في المجيء الى دافوس». وأضاف أن «المنتدى يدعم المفاوضات ويأمل أن تؤدي الى سلام دائم في سورية، وأن جلسات مناقشة ستعقد لبحث الوضع الإنساني ولمحاولة حشد الدعم» لأعمال الإغاثة كما أن «قادة سوريين من شبان مختارين ممن تأثروا بالحرب الأهلية، ومنظمات غير حكومية، سيدعون الى المنتدى». وفيما تتسارع التحضيرات لانطلاق «جنيف ٢»، أكد ديبلوماسي غربي أن «محاولة حرف المسار وتغيير الهدف» من عقد المؤتمر نحو «محاربة الإرهاب» لن تنجح وأن «الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف ٢ هو تطبيق بيان «جنيف ١» وإطلاق عملية انتقال سياسي في سورية». ورداًً على سؤال عن تبعات الاجتماعات المشتركة بين أجهزة استخبارات غربية مع الاستخبارات السورية، قال إن «هناك مصلحة مشتركة مع روسيا وليس مع الأسد في محاربة الإرهاب... وهي لا تعني أن الهدف من إطلاق عملية الانتقال السياسي في سورية هو محاربة الإرهاب بل تطبيق جنيف١». وشدد على ضرورة «عدم تضييع البوصلة لأن الأسد هو من جلب الإرهاب، ولدينا مصلحة مشتركة أخرى مع روسيا لا تتحدث عنها موسكو علناً وهي جلب الاستقرار الى المنطقة». ويصل الى نيويورك الوفد النسائي السوري الذي كان التقى الإبراهيمي في جنيف، ليعقد اجتماعاً مع مجلس الأمن. وقال ديبلوماسيون إن الوفد سيضم صباح الحلاق وسارة أبو عسلي. الى ذلك، أعلنت منظمة «أوكسفام» أن دولاً بينها روسيا واليابان لم تساهم بما يكفي في تمويل عمليات الإغاثة الإنسانية في سورية بما يرقى الى مستوى تعهداتها العام الماضي.
مشاركة :