قال المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ ليو تشن مين إنه يتعين على الدول المتقدمة والنامية العمل معا للتصدي لتغير المناخ، مشيرا إلى أن الصين ستعمل مع الاتحاد الأوروبي والأطراف الأخرى لدفع تنفيذ اتفاقية باريس. وأدلى ليو بهذه التصريحات هنا في مقابلة أجراها مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قبل مغادرته إلى عاصمة أذربيجان باكو لحضور فعاليات الدورة الـ 29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29). وأوضح ليو أنه يتعين على الدول المتقدمة أن تأخذ زمام المبادرة لتقديم الدعم المالي للدول النامية في مواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ، مبينا أن هذا هو التزامها المنصوص عليه في اتفاقية باريس. في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ لعام 2009 في كوبنهاغن، تعهدت الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار أمريكي سنويا لتمويل الأنشطة المتعلقة بالمناخ لدعم الدول النامية في تحولها في مجال الطاقة. مع ذلك، لم يتم الوفاء بهذا التعهد بالكامل بعد. وقال ليو إن "هذا التمويل يعد متواضعا مقارنة بالموارد الهائلة اللازمة من أجل التحول في مجال الطاقة على المستوى العالمي، لكنه كان بمثابة دليل على التعاون العالمي الفعال"، لافتا إلى أنه لديه الإمكانية أيضا على الاضطلاع بدور نشط في الاستفادة من أموال السوق الدولية وتشجيع الاستثمار الخاص. وبما أن (كوب 29) سيتخذ الترتيبات اللازمة لأهداف تمويل المناخ العالمية بعد عام 2025، يرى ليو أنه لن يكون من السهل على مفاوضات التمويل ذات الصلة المضي قدما بسلاسة. وفي بيان صدر في أكتوبر، أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي أن الكتلة قد توصلت إلى توافق في الآراء بشأن موقفها التفاوضي تجاه (كوب 29)، حيث ستدعم هدفا كميا جماعيا جديدا في التمويل العالمي المتعلق بالمناخ. لكن البيان لم يحدد مسؤوليات الاتحاد الأوروبي الخاصة. وبدلا من ذلك، حث أكثر من أي وقت مضى جميع الدول، بما في ذلك الاقتصادات الناشئة، على تحمل المزيد من المسؤوليات المالية. وقال ليو إنه في حين أن الاتحاد الأوروبي كان نشطا نسبيا في دعم تمويل المناخ للدول النامية في العقد الماضي، فإنه يواجه الآن "بعض التحديات والانقسامات الداخلية"، مبينا أن انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة وكذلك الانتخابات الوطنية كشفت أن بعض الأحزاب السياسية أقل حماسا للعمل المناخي من ذي قبل. وذكر ليو أنه "باعتباره لاعبا مهما في حوكمة المناخ العالمي، يجب ألا تصبح هذه التحديات أسبابا لتحويل المسؤولية"، وحث الاتحاد الأوروبي على مواصلة الوفاء بمسؤولياته الدولية في دعم العمل المناخي بشكل نشط. وأفاد ليو أن الصين، كدولة نامية، تفي بنشاط بالتزامها بالتحول الأخضر. وتعمل الصين بقوة على دفع كهربة قطاع النقل، وباتت السكك الحديدية عالية السرعة وسيلة نقل رئيسية للعامة، مما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما تزداد شعبية المركبات الكهربائية بشكل سريع، مما يساعد على خفض الانبعاثات وتقليل التلوث. وفيما يتعلق بـ (كوب 29)، أكد ليو أن الصين ستعمل مع الاتحاد الأوروبي والأطراف الأخرى للمشاركة البناءة في جميع بنود جدول الأعمال وتسعى بجد لتحقيق نتائج مهمة ودفع التنفيذ الشامل والفعال لاتفاقية باريس، وفي الوقت نفسه، ستواصل الصين دعم الدول النامية الأخرى من خلال التعاون فيما بين دول الجنوب، وتقوم بتقديم المساعدة في حدود قدراتها.
مشاركة :