تطوير تكنولوجيا التروس يدخل رينو مضمار المركبات الهجينة

  • 11/13/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يسمح رهان الرئيس التنفيذي لشركة رينو لوكا دي ميو على تقنية علبة التروس منخفضة الكلفة للشركة الفرنسية باكتساب موطئ قدم في مضمار المركبات الهجينة، ما يمنحها بعض مساحة التنفس مع التضييق على منافسيها بسبب تحدي التنقل الكهربائي. باريس- تعتبر شركة تويوتا اليابانية أبرز مصنع للمركبات الهجينة، وهي تركز على هذه التكنولوجيا منذ سنوات طويلة، ولكن بعض الشركات الأخرى مثل رينو الفرنسية تعمل على تطوير تقنية في علبة التروس تمسح لها بابتكار نماذج أكثر تنافسية. ولا ينطلق الطلب على المركبات الكهربائية باهظة الثمن في أوروبا على الرغم من حظر الاتحاد الأوروبي على سيارات محرك الاحتراق الداخلي المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2035، مما يضع ضغوطا هائلة على المصنعين في التكتل. وتظهر رينو، وهي أصغر من نظيراتها من شركات السيارات التي تضرّرت بخسائر قياسية في العام 2020، قوة مفاجئة في السيارات الهجينة التي تستخدم محركا حراريا ومحركا كهربائيا. بوكس وأزاحت رينو في وقت سابق هذا العام الستار عن الهجينة الجديدة سيمبيوز، حيث تم تصميم الكروس أوفر العائلية بالكامل لتوضع بين طرازي كابتور وأوسترال أس.يو.في الحاليتين، لمنافسة نيسان قاشقاي التي تعتبر الأكثر مبيعا. كما قدّمت بعد ذلك موديل غراند كوليوس 2024 الجديدة، والتي ظهرت لأول مرة خلال حدث أقيم في كوريا الجنوبية كسيارة هجينة مبنية على عظام جيلي وفولفو. وتعتمد السيارات الهجينة على منظومة قوة متعددة المهام، فهي تعتمد بشكل أساسي على محركها ذي الاحتراق الداخلي والذي يكون عادة ذا سعة صغيرة. كما تتميز باعتمادها على تقنيات خفض استهلاك الوقود، كأنظمة تغيير فتح وغلق الصمامات ونظام إيقاف المحرك أثناء الانتظار، إضافة إلى بعض الأنظمة الأخرى الأكثر تطورا. وفي الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، ارتفعت مبيعات طرز رينو الهجينة بما في ذلك كليو وكابتشر بنسبة 55 في المئة عن العام السابق، وهو ما يفوق زيادة بنسبة 21.1 في المئة للاتحاد بأكمله، وفقًا لبيانات هيئة الصناعة الأوروبية (أي.سي.إي.أي). وزادت مبيعات الشركة الفرنسية، التي بلغت 60 في المئة خلال النصف الأول من 2024، لتصبح ثاني أكبر شركة أوروبية في القطاع بعد تويوتا. ويقول محللون في شركة ستيفل بعد أن أعلنت رينو مطلع أكتوبر أنها ملتزمة بأهدافها التجارية، وهي واحدة من شركات صناعة السيارات التقليدية القليلة التي لم تعدل تقديراتها إلى الأسفل وسط ظروف السوق الصعبة، إن الشركة يبدو أنها تعمل بشكل جيد للغاية. وأضافوا في مذكرة بحثية “نعتقد أن الشركة أكثر تنوعا ورشاقة من نظيراتها” التي تحاول السير في هذا النهج المليء أصلا بالمطبات. ويمكن أن يساعد الحفاظ على القوة في السيارات الهجينة، الأرخص من السيارات الكهربائية ولكنها أقل تلويثًا من السيارات التقليدية، دي ميو على خفض الانبعاثات الإجمالية للمجموعة وزيادة المبيعات في الأمد القريب. ومن المتوقع أن يستمر الطلب على السيارات الهجينة في النمو حتى نهاية هذا العقد، قبل أن تتولى السيارات الكهربائية زمام الأمور، وفقا لشركتي الاستشارات ستاندارد آند بورز وداتا فورس. ومع قيمة تبلغ 11.6 مليار يورو، فإن رينو تساوي ربع شركة فولكسفاغن الرائدة في أوروبا، مما يجعلها أكثر رشاقة ولكنها قد تكون أكثر عرضة للخطر من أقرانها ضد المنافسة المتزايدة من السيارات الكهربائية الصينية. بوكس وتسعى الشركة، التي تملك فيها الدولة الفرنسية حصة تبلغ بنسبة 15 في المئة، أيضًا إلى اتجاه جديد بعد أن تخلت إلى حد كبير عن تحالفها الذي دام عقدين من الزمن مع نيسان وميتسوبيشي، وبعد التخلي عن الاكتتاب المخطط له لشركة أمبير للسيارات الكهربائية. ويعتقد الكثير من المختصين في عالم السيارات النظيفة أن السر وراء النجاح الأخير لرينو في الهجين هو التركيز على التكنولوجيا التي أتقنتها المجموعة الفرنسية. وكان مهندسو الشركة رائدين في علب التروس قبل قرن من الزمن، ولجأوا إلى “قابض الكلاب” المبسط، المستخدم لتوصيل وفصل التروس دون الحاجة إلى البطارية، لإنشاء نظام نقل هجين منخفض الكلفة يسمى “إي – تيك”. ويستخدم صندوق التروس المزامنات، لإدارة سرعة المحرك ونقله إلى العجلات. ويتطلب نظام إي – تيك، الذي يمكن استخدامه في جميع طرز رينو، مكونات أقل من المحركات المزدوجة الأخرى، ممّا يجعله أخف وزنا وأرخص. وقال فيليب هوشوا، المحلل في شركة جيفريز الأميركية لرويترز “تتمتع رينو براحة خاصة في الموازنة بين المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات وناقلات الحركة الهجينة مقارنة بمنافسيها”. ويرى المحللون أن النمو سيستمر مع طرح رينو المزيد من الطرازات الجديدة بأسعار معقولة. وتبلغ كلفة سيارة كليو الهجينة 400 يورو أكثر من تويوتا ياريس وبيجو 208، لكنها أكثر قوة. ويمكن استخدام نظام علبة التروس إي – تيك في السيارات الصغيرة وكذلك في سيارة رافال كوبيه سيدان الجديدة بقوة 300 حصان. وقال أنطوان جيرو، المحلل في ستاندرد آند بورز غلوبال لرويترز “ستحتفظ رينو بهذه الميزة لعدة سنوات”. وتشير داتا فورس، ومقرها ألمانيا، إن سيارات رينو إي – تيك الهجينة تنبعث منها 95 غراما فقط لكل كيلومتر، مما يساعد على الوصول إلى متوسط ثاني أكسيد الكربون بمقدار 114 غراما في النصف من 2024. وهذا أفضل من متوسط انبعاثات الكربون لشركة فورد وفولكسفاغن البالغ 123 غراما و125 غراما على التوالي. لكن قوة رينو المدهشة في السيارات الهجينة لن تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يتحتم على شركات صناعة السيارات في أوروبا خفض متوسط انبعاثات الكربون إلى 94 غراما لكل كيلومتر اعتبارا من العام المقبل. وقال بنيامين كيبيس، كبير محللي السيارات في داتا فورس، لرويترز إن “القوة في السيارات الهجينة، ستساعد رينو على الامتثال لقواعد الاتحاد للحد من قواعد انبعاثات الكربون حتى مع بيعها عددا أقل من المركبات الكهربائية مقارنة بالمنافسين”. مبيعات الشركة الفرنسية، التي بلغت 60 في المئة خلال النصف الأول من 2024، زادت لتصبح ثاني أكبر شركة أوروبية في القطاع بعد تويوتا وللامتثال لهذه الحدود، ستحتاج الشركة إلى أن يأتي أقل من 20 في المئة من مبيعاتها من السيارات الكهربائية. ويبدو هذا صعبا بينما تظل مبيعاتها من هذه الفئة من المركبات راكدة عند 12 في المئة في أوروبا. وبعد أن كانت رينو من أوائل الشركات التي تحركت في مجال السيارات الكهربائية خلال العقد الماضي، تجاوزتها شركات مثل تسلا ومنافسين أكبر مثل ستيلانتيس. وخلال مونديال السيارات الذي أقيم في العاصمة باريس الشهر الماضي كشفت الشركة عن سيارة رياضية جديدة متعددة الاستخدامات كهربائية وهي، رينو 4، بعد إطلاق طراز رينو 5، وهي سيارة كهربائية صغيرة أخرى. وقال جيرو إن “بيع المزيد من السيارات الهجينة بدلا من المركبات الحرارية لا يمكن أن يسير إلا في الاتجاه الصحيح. لكن المفتاح سيكون أيضا نجاح إطلاق كل من طرازي آر 5 وآر 4”.

مشاركة :