اختتمت الأحد الماضي أعمال الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد، التي استمرت لستة أيام ببلدية شانغهاي. وحتى الساعة 12 ظهر يوم الأحد، استقبل المعرض ما مجموعه 852,000 زائر، إضافة إلى إبرام صفقات مبدئية بقيمة إجمالية 80.01 مليار دولار، لشراء سلع وخدمات لمدة عام واحد. وعلى مدى سبع سنوات متتالية، خلق معرض الصين الدولي للاستيراد منصة دولية مهمة للشركات الدولية، وجذب حجم السوق الضخمة للصين والطلب المتزايد على السلع الاستهلاكية الشركات الدولية للمشاركة في الحدث، وأصبحت السوق الصينية المفتوحة فرصة عظيمة للشركات الدولية كما هو الحال دائما. ونظم معرض الصين الدولي للاستيراد لهذا العام تحت شعار "عصر جديد ومستقبل مشترك"، كما شهد مشاركة دولية متزايدة، حيث ضم معرض الدول 77 دولة ومنظمة دولية من القارات الخمس. وشارك ما يقرب من 3,500 عارض من 129 دولة ومنطقة في معرض الشركات، بما في ذلك 297 من أفضل 500 شركة في العالم والشركات الرائدة في مختلف القطاعات، مما يسجل رقما قياسيا جديدا. فيما سجل أكثر من 8,600 مشارك من جميع أنحاء العالم في منتدى هونغتشياو السابع، وشارك أكثر من 300 شخصية بارزة من الأوساط السياسية والتجارية والأكاديمية في مناقشات المنتديات الفرعية، وكان ما يقرب من نصف المتحدثين من مؤسسات أجنبية. وبالنظر إلى نتائج المعرض، فقد وفر معرض الصين الدولي للاستيراد هذا العام منصة تعاون مبتكرة للشركات الدولية، حيث جلبت الشركات متعددة الجنسيات المشاركة في المعرض 450 من المنتجات والتقنيات والخدمات الجديدة إلى المعرض لأول مرة، بما في ذلك أكثر من 100 عرض عالمي أول، و40 عرضا آسيويا لأول مرة، وأكثر من 200 عرض صيني أول، مما ساهم بنشاط في تحفيز زخم الاستهلاك الجديد. وبالنظر إلى التعاون وإبرام الصفقات، نظم معرض الصين الدولي للاستيراد هذا العام لأول مرة "ممر المشترين" بالقرب من قاعة المواد الغذائية، حيث تفاوض أكثر من 70 مشتريا من مجالات المطاعم والتجارة الإلكترونية وعلامات مراكز التسوق الكبيرة والتجارة الدولية مع العارضين بشكل مباشر. وفي 9 نوفمبر الجاري اختتم اجتماع ترويجي للتجارة والاستثمار، حيث عقد ما يقرب من 50 نشاطا لترويج التجارة والاستثمار، وأجرت أكثر من 3,500 شركة مفاوضات تجارية بشكل افتراضي وواقعي، وتوصلت إلى أكثر من 260 اتفاق تعاون أوليا في مجالات تصنيع المعدات والمنتجات الغذائية والزراعية والسلع الاستهلاكية، بمبلغ إجمالي يزيد عن 9.4 مليارات دولار أمريكي. وفقا لأحدث تقرير بحثي حول مؤشر التأثير غير المباشر لمعرض الصين الدولي للاستيراد (2024)، فيواصل هذا المؤشر تحقيق الارتفاع. ففي عام 2023، وصل مؤشر التأثير غير المباشر للدورة السادسة من المعرض إلى مستوى مرتفع جديد، حيث سجل 72 نقطة، بزيادة قدرها 25٪ مقارنة بالدورة الخامسة من المعرض، وزيادة 169٪ مقارنة بالدورة الأولى من المعرض. ومع التوسع المستمر في "دائرة أصدقاء" معرض الاستيراد، يكتسب العارضون الكثير من الفوائد، وتتمتع الشركات بثقة وتصميم أقوى على مواصلة تطوير أعمالها في الصين. وقال تشونغ تشونغ لين، الرئيس التنفيذي لشركة نيبون بينت (الصين)، إن شركته حققت مكاسب كبيرة من مشاركتها الأولى في المعرض "وهو أمر مثير للاهتمام"، وأضاف أنه خلال المعرض، وقع عددا من اتفاقيات التعاون الإستراتيجي، التي تغطي عملاء الصناعة وشركاء المنبع والمصب وشركاء إعداد المواهب وغيرها. وتتطلع نيبون بينت إلى الاستفادة من "التأثير غير المباشر" لمعرض الصين الدولي للاستيراد لتسريع تنفيذ المزيد من التقنيات والمنتجات المبتكرة في الصين، وتوسيع الشراكات الإستراتيجية والعمل جنبا إلى جنب مع مختلف الأوساط في المجتمع لتعزيز تطوير إنتاجية جديدة عالية الجودة واستكشاف فرص السوق بشكل مشترك. ومن جانبه أوضح أوميتسو توشينوبو، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة شيسيدو (الصين)، أنه من خلال المشاركة في معرض الصين الدولي للاستيراد لست سنوات متتالية، يشعر بعمق أن السوق الصينية مفتوحة وجذابة، وتصميم شيسيدو على الاستثمار في الصين لن يتغير، باعتبارها شركة دولية مخضرمة شاركت بعمق في السوق الصينية لسنوات عديدة، وأضاف "نتطلع إلى التقدم مع تنمية الصين". ويعد معرض الصين الدولي للاستيراد مسرحا كبيرا للتعاون المربح للجميع بين مختلف البلدان وجوقة من المنفعة المتبادلة العالمية. وتوقعت شخصيات دولية أن تواصل الصين تعزيز الانفتاح رفيع المستوى ومواصلة تقاسم ثمار التنمية مع العالم. فمن جانبه يرى وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، أن معرض الصين الدولي للاستيراد ليس حدثا كبيرا للمنتجات المستوردة فحسب، بل يفتح أيضا الباب أمام الدول النامية لبناء جسر من التجمع والتعاون بين الدول النامية، مؤكدا أن المعرض سيستمر في توفير الفرص للدول لعرض منتجاتها في الأسواق الصينية والعالمية. وقالت فيكتوريا بانوفا، نائبة رئيس الجامعة الوطنية للبحوث- المدرسة العليا للاقتصاد في روسيا، إن معرض الصين الدولي للاستيراد سيساعد الدول على توسيع التبادلات السلعية والعلمية والتكنولوجية، وتعزيز تراكم الموارد وتبادلات الأفراد من خلال التعاون المتبادل، وتحفيز الحيوية الإبداعية باستمرار، وتتطلع إلى أن يوفر المعرض زخما جديدا للتنمية العالمية. ويذكر أنه مع اختتام الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد، تم إطلاق الاستعدادات للدورة الثامنة من المعرض بالكامل، وحجزت 80 شركة ومؤسسة على الأقل مقاعدها في النسخة القادمة من المعرض بمساحة عرض تزيد عن 100,000 متر مربع. وقال أوميتسو توشينوبو، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة شيسيدو (الصين)، إنه سيعود العام المقبل، مؤكدا أن شركته وقعت عقدا مع الدورة الثامنة من المعرض وستواصل السعي للاستفادة من التنمية المتسارعة لمعرض العام المقبل والعمل مع مختلف الأوساط لتعزيز الابتكار والانفتاح.
مشاركة :