مع اقتحام الذكاء الاصطناعي المجالات كافة، فإنّه لم يعُد بعيدًا عن مساعدتك اليوم في الحفاظ على صحتك، ووضع نظامٍ غذائي مُخصّص لك حسب ظروفك واحتياجاتك. وفي دراسة أجرتها "Nutrigenomix" تبين أنّ 75% من المشاركين تحسّن التزامهم بالأنظمة الغذائية الشخصية من خلال اتباع إرشادات الذكاء الاصطناعي، في وقت أشارت فيه منظمة الصحة العالمية إلى أنّ عوامل التغذية السيئة قد تكون السبب الرئيس للوفاة والإعاقة على مستوى العالم. فإذا كان الذكاء الاصطناعي مفيدًا في وضع نظام غذائي صحي، فكيف تستفيد منه في ذلك؟ وما تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعدك حقًا على تخطيط وجبتك الغذائية التالية؟ قد يساعدك الذكاء الاصطناعي على توفير مقترحات محددة فيما يتعلّق بنوع الطعام الذي تتناوله، كما قد يساعدك أيضًا على تحديد السعرات الحرارية التي يحتاج إليها جسمك، ووضع النظام الغذائي بناءً على ذلك، لكن كل هذا مرهون باستخدامه بطريقةٍ صحيحة، كي يضع لك نظامًا غذائيًا مناسبًا، وهو الأمر الذي يتحقق من خلال اتباع ما يلي: ينبغي أن يكون طلبك واضحًا ومحددًا، مع تقديم أكبر قدرٍ ممكن من التفاصيل عند مخاطبة الذكاء الاصطناعي، لفهم ما تبحث عنه بدقة، فبدلًا من استخدام كلماتٍ غامضة، ينبغي استخدام كلمات رئيسة تتعلّق بموضوعك، كما يمكنك توضيح ما لا تريد تضمينه في النتائج. مثال على ذلك: "أريد 5 وجبات إفطارٍ صحية تحتوي على الأقل 30 جرامًا من البروتين، الذي يستغرق تحضيره أقل من 10 دقائق، ولا أريد وصفات العجة". صُمِّمت أنظمة الذكاء الاصطناعي لفهم استفسارات اللغة الطبيعية، لذا اجعل استفساراتك على شكل محادثةٍ معه، واستخدم جملًا واضحة لتوضيح ما تُفضِّله من أطعمة أو أنظمة غذائية. مثال على ذلك: "أحتاج إلى 3 وجبات عشاء يمكنني إعدادها لعائلتي المكونة من 4 أفراد، باستخدام اللحم المفروم مصدرًا رئيسًا للبروتين، مع إضافة ما لا يقل عن 200 جرام من الخضار لكل وجبة". لا بُدّ من توضيح سياق حديثك مع الذكاء الاصطناعي، فهذا يساعده على فهم نيتك، فإذا كُنت تطلب توصيات غذائية معينة لتناول الطعام في مطعم لرحلة عملٍ قادمة، فينبغي أن يكون استفسارك على النحو التالي: "أريد قائمة بالمطاعم التي توفّر خيارات نباتية وخالية من الجلوتين (أيًا كان ما ترغب به) في وسط مدينة جدة، استثنِ جميع المطاعم التي تتطلّب الحجز لتناول الطعام". يُنصَح باستخدام الكلمات الرئيسة المرتبطة مباشرةً بموضوعك أو احتياجك من المعلومات، مثل السعرات الحرارية، أو نظام غذائي نباتي، أو غير ذلك حسب ما ترغب. ولا تغفل عن القيود الغذائية، وما تُفضِّل تذوقه من طعام، وأهداف اللياقة البدنية، ووقت التحضير المطلوب للطعام. مثلًا يمكنك سؤاله: "أريد وصفات وجبات غداء نباتية، تحتوي على ما لا يقل عن 35 جرامًا من البروتين لكل وجبة، و350 - 450 سعرًا حراريًّا". لا يُوفِّر الذكاء الاصطناعي الوصفات فقط، بل قد يأتيك بقائمة بقالة للوصفات التي وضعها لك أيضًا، لكن ينبغي أن تكون واضحًا ومحددًا في طلباتك منه، بتحديد عدد ونوع وصفات الطعام التي ترغب بها، واطلب منه قائمة البقالة المطلوبة لتجهيز هذه الوصفات. لا تيأس إذا لم تكُن الإجابة الأولى جيدة على النحو الذي تتوقّعه، بل حاول أن تُحسِّن طريقة كلامك أو استفسارك للذكاء الاصطناعي، وقد يساعدك على ذلك مراقبة النتائج التي تحصل عليها، وضبط صياغتك وفقًا لذلك. يتسم الذكاء الاصطناعي بقدرة تحليلية عالية؛ إذ يضع خطة النظام الغذائي بناءً على احتياجاتك الفردية، حسب البيانات التي تمده بها، كما أنّه يوفّر عليك وقتًا طويلًا في تجهيز خطة النظام الغذائي، بالإضافة إلى: أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال التغذية بقدرته على إجراء تحليل غذائي مُعمق، باستخدام خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة، التي هي قادرة على معالَجة كميات هائلة من البيانات الغذائية، مثل سجلات تناول الطعام، ومحتوى العناصر الغذائية، وأحجام الوجبات، لتقديم رؤى دقيقة حول عادات تناول المرء للطعام. فمثلًا بإمكان الذكاء الاصطناعي اكتشاف الخلل في العناصر الغذائية لديك، وتتبّع تناول السعرات الحرارية، ما يُسهِم في توفير صورة واضحة للحالة الغذائية، وتسهيل معالجة القصور في التغذية. يفيد الذكاء الاصطناعي في تصميم نظام غذائي مخصص لك، بناءً على البيانات الغذائية الفردية الخاصة بك، فبمجرد تحديد العناصر الغذائية التي تفتقر إليها، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي توليد توصيات نظام غذائي مخصصة لاحتياجاتك، والوصول إلى أهدافك الصحية، سواء كانت خسارة الوزن أو بناء العضلات أو التغلب على مرضٍ مزمن. فمثلًا إذا كُنت ترغب في نظامٍ غذائي يساعد على السيطرة على مستويات الكوليسترول، فإنّ الذكاء الاصطناعي يبني لك نظامًا غذائيًا مُخصصًا تتوافر فيه الأطعمة التي تخفض مستويات الكوليسترول، مع تجنّب الأطعمة التي تزيد مستويات الكوليسترول. لا بدّ من إعلام الذكاء الاصطناعي عند طلب نظام غذائي بما تُفضِّل تذوقه من طعامٍ وما لا تُفضِّل، إذ يهتم بذلك عند وضع خطة نظام غذائي مُخصّص لك، فمثلًا إذا كُنت تُفضِّل الأطعمة النباتية، فسيُنسِّق الذكاء الاصطناعي خيارات الوجبات النباتية تبعًا لما تحب تذوقه، وهذا يجعل التزامك النظام الغذائي الصحي أسهل بكل تأكيد. تُحلِّل خوارزميات الذكاء الاصطناعي مجموعة بيانات ضخمة، وترسم ارتباطات بين الخيارات الغذائية وتناول العناصر الغذائية والنتائج الصحية، ما يُوفِّر فهمًا أعمق للعلاقة المعقدة بين التغذية والصحة. ومن خلال فحص أنماط البيانات التي توفّرها له، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد العناصر أو العادات الغذائية المحددة، التي تسهم في تخفيف مخاطر صحية معينة أو تحسين الصحة عمومًا. يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي على تقليل الوقت اللازم لتخطيط الوجبات؛ إذ يأخذ منك البيانات المتعلقة بالعادات الغذائية، وينبغي إمداده بتفاصيل نحو العمر والجنس ونمط المعيشة (قليل الحركة أو نشيط أو ممارِس للرياضة وما إلى ذلك)، ثُمّ يضع خطة نظام غذائي مناسبة لك سريعًا، كما يمكن توسيع مهام الذكاء الاصطناعي ليشمل اقتراحات الوصفات مثلًا أو تتبّع السعرات الحرارية التي تتناولها. هناك الكثير من برامج تخطيط الوجبات متوافرة، مثل "ChefGPT" وغيره، وتضمن هذه البرامج اتّباع نظام غذائي صحي، وألّا يكون ذلك النظام الغذائي مملًّا بالنسبة لك، ما يُسهِّل المواظبة عليه، كما تزوِّدك هذه التطبيقات بوصفات واقتراحات تجعل نظامك الغذائي أكثر متعة، وفيما يلي مُوجَز عن كل تطبيق: برنامج ذكاء اصطناعي يتيح لك إنشاء ما يصل إلى خمس وصفات شهريًا في الإصدار المجاني، أمّا المدفوع فيساعد على تخطيط وجبات شخصية أكثر وبصورةٍ أعمق. ويعمل ذلك التطبيق من خلال الحصول على بعض المعلومات الأساسية منك، مثل الطول والوزن وأهدافك، ثُمّ يضع الوجبات الغذائية المناسبة لأهدافك الصحية. أداة ذكاء اصطناعي مجانية، تبسِّط عملية توليد الوصفات، كما تساعد على إنتاج مجموعة متنوعة من الوجبات التي تناسب ذوقك، بل تحفظ خطط وجباتك للرجوع إليها مستقبلًا، وهذه الأداة مفيدة على نحو خاص لمن يرغبون في الحصول على وصفات جديدة بسهولة. يعمل بشكلٍ مشابه لـ"Meal Practice"، لكنّه يجعل النظام الغذائي أكثر تخصيصًا من خلال استيعاب الخيارات المختلفة، مثل الكيتو والحمية النباتية والنظام الغذائي الخالي من منتجات الألبان، كما يمكنك تصفّح الأطباق التي ابتكرها الآخرون؛ ومن ثم يمكن أن تكون مصدر إلهامٍ لك أيضًا. تساعد المستخدمين على إنشاء خطط وجبات مخصصة، بناءً على تفضيلاتهم الغذائية وميزانياتهم، كما تُساعِد على تخطيط أنظمة غذائية بناءً على أنماط الأكل الشائعة، مثل الحمية النباتية أو "حمية باليو" وما إلى ذلك، كما توفّر أيضًا قوائم البقالة الآلية، ما يُسهِم في توفير التكاليف وتقليل هدر الطعام. تُبدِع هذه الأداة في تحويل المكونات التي لديك بالفعل في المنزل إلى وجبات لذيذة، بإدخال العناصر المتوافرة لديك، مثل بقايا الأرز والخل والخضراوات المجمدة، فقد يقترح وجبات، مثل الأرز المقلي النباتي، مع توصيات إضافية للمكونات وتعليمات الطهي. كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في وضع نظام غذائي صحي؟ مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التغذية أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتخطيط الوجبات
مشاركة :