وفي خضم تصعيد الحرب بين حزب الله والدولة العبرية، تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس بعدم تخفيف الوتيرة في الحرب على الحزب المدعوم من إيران. وقال خلال أول زيارة له منذ تسلّمه حقيبة الدفاع الأسبوع الماضي، الى قاعدة قيادة الجيش الإسرائيلي في الشمال، "لن نقوم بأي وقف لإطلاق النار ولن نخفّض الوتيرة ولن نسمح بأي اتفاق لا يتضمّن تحقيق أهداف الحرب، لا سيّما منها حقّ إسرائيل في التصّرف منفردة ضدّ أيّ نشاط إرهابي". وتتواصل الحرب على جبهة أخرى بين إسرائيل وحركة حماس، ودعا وزير الخارجية الأميركي اليوم الى "هدنة إنسانية طويلة الأمد" في قطاع غزة. في لبنان، استهدفت غارات الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد نحو ساعة من إصدار الجيش الاسرائيلي إنذارا للسكان بالإخلاء. وارتفعت سحب دخان سوداء فوق الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقلا لحزب الله، كما أظهرت لقطات بثّ مباشر لفرانس برس. وشاهد مصوّر في فرانس برس سكانا يهرعون في سياراتهم للخروج من المنطقة عقب الإنذارات. والضاحية التي كان يسكنها ما بين 600 و800 ألف شخص قبل الحرب، وفقا للتقديرات، غادرها معظم سكانها منذ بدء إسرائيل بشنّ غارات مكثّفة عليها في نهاية أيلول/سبتمر. لكن العديد منهم يعودون في ساعات الصباح لتفقّد منازلهم ومتاجرهم. وطالت الغارات الأربعاء مباني خصوصا في منطقتي الغبيري وحارة حريك، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي طلب عبر حسابه على منصة "إكس"، من السكان إخلاء مباني في منطقتي "حارة حريك والغبيري... حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب". وكانت غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء وليل الأربعاء. من ناحية أخرى، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت مبكر الأربعاء عن غارة اسرائيلية استهدفت شقة سكنية في منطقة عرمون التي لا تشكّل جزءا من المناطق المحسوبة على حزب الله تقليديا. وقالت وزارة الصحة في حصيلة محدّثة مساء الأربعاء إنّ الغارة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص "من بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء"، مشيرة الى إصابة 17 شخصا بجروح. وشاهد مصوّر في فرانس برس في موقع الغارة مسعفين يعملون على رفع أنقاض مبنى مؤلف من أربعة طوابق، انهارت ثلاثة منها. "مسيرات" على تل أبيب بعد ساعات على الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن حزب الله أنّه استهداف قاعدة الكرياه في مدينة تل أبيب حيث يقع مقرّ وزارة الدفاع الإسرائيلية. وردا على سؤال وكالة فرانس برس، قال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "لن يردّ على مزاعم حزب الله". وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيانين منفصلين بأنه اعترض طائرتين مسيرتين و40 مقذوفا أطلقت من لبنان، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات. ولم يحدّد البيانان المواقع المستهدفة. وبعد حوالى ساعة، أصدر بيانا آخر أفاد فيه عن دوي صفّارات الإنذار في بداية فترة المساء في مناطق عدّة في شمال إسرائيل ووسطها إثر إطلاق صواريخ من لبنان. وأشار إلى "رصد خمسة مقذوفات فوق الأراضي" الإسرائيلية "واعتراض البعض منها". وبعد عام من فتح حزب الله اللبناني جبهة عبر الحدود إسنادا لحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، كثّفت الدولة العبرية في 23 أيلول/سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة". ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3360 شخصا في لبنان غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وقتل معظمهم منذ أيلول/سبتمبر الماضي، غير أنّ حزب الله توقّف عن نعي مقاتليه الذين يقتلون في الحرب منذ منتصف أيلول/سبتمبر. واغتيل الأمين العام للحزب حسن نصرالله في غارات إسرائيلية مدمّرة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر. بلينكن يدعو الى هدنة طويلة في غزة في بروكسل، دعا أنتوني بلينكن إسرائيل الأربعاء إلى الموافقة على هدنة إنسانية "فعلية وطويلة الأمد" في قطاع غزة. وقال من مقرّ حلف شمال الأطلسي "التحديات ضخمة"، "ولكننا نرى حلولا فعلية أيضا"، مشيرا الى هدن إنسانية رافقت حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة. وأضاف بلينكن "تطبيق الإجراءات بشكل كامل ومطوّل أساسي ليكون لها مفعول". وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأربعاء ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 43712. وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة أن اثني عشر فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح في غارات جوية نفّذها الجيش الإسرائيلي فجر وصباح الأربعاء على مناطق مختلفة في قطاع غزة. وينفّذ الجيش الإسرائيلي منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هجوما جويا وبريا في شمال غزة، وخصوصا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلا إن الغرض منه منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم. واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية تشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا خلال احتجازهم في قطاع غزة. وخلال الهجوم، خُطف 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا. ونشرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الأربعاء مقطع فيديو يظهر شخصا قدّم نفسه على أنه أحد الرهائن. وتحدّث في المقطع باللغة العبرية شاب ملتح عرّف عن نفسه بأنه ساشا تروبانوف وذكر العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان التي بدأت في النصف الثاني من أيلول/سبتمبر الماضي، ما يوحي بأن الفيديو ليس قديما. ودعا تروبانوف إلى تكثيف الاحتجاجات الرامية إلى "الضغط على الحكومة لإطلاق سراح الرهائن". آية-لو-ناش-ع ز/رض
مشاركة :