أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم (الأربعاء) "أولوية وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان دون أية شروط" في تحركات بلاده الإقليمية والدولية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها عبد العاطي عقب جولة لقاءات أجراها في بيروت مع كل من رئيسي البرلمان وحكومة تصريف الأعمال نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وأشار عبد العاطي إلى أن زيارته القصيرة إلى لبنان هي "رسالة تضامن واستمرار كافة أشكال الدعم إلى لبنان". وشدد على أن "الأولوية الأولى في كل التحركات والجهود المصرية المبذولة على المستوى الإقليمي والدولي، هي مسألة وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان دون أية شروط". وقال "مستمرون في تواصلنا مع الجانب الأمريكي ومع الأوروبيين وأشقائنا العرب وكل الأطراف الدولية بما فيها الصين وروسيا وغيرها حتى يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار". ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة. وأدان عبد العاطي "استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان"، لافتا إلى أنه "لا يمكن قبول أي تسويات تمس سيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه". كما أكد "أولوية وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي وأهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها والحفاظ عليها وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة اللبنانية وأهمية اختيار رئيس توافقي للبنان، يحظى بتوافق كل الطوائف وكافة فئات الشعب اللبناني". وشدد على أن "إنهاء الشغور الرئاسي لا يجب ولا يمكن القبول بأن يكون شرطا من شروط وقف إطلاق النار وإنما لا بد أن يكون بملكية وطنية لبنانية". وأدى الانقسام السياسي في لبنان إلى شغور سدة الرئاسة بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، في 31 أكتوبر 2022 من دون انتخاب خلف له بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس للبلاد لعدم امتلاك أي فريق أكثرية تخوله اختيار الرئيس في 12 جلسة انتخابية كان آخرها جلستان عقدتا في 19 يناير و14 يونيو 2023. كذلك أكد "الرفض الكامل لأي إملاءات خارجية، ولا تملك أي دولة أو جهة خارجية أن تملي على اللبنانيين من يكون رئيسهم المقبل". وأوضح عبد العاطي أن "الجسر الجوي الممتد من القاهرة إلى بيروت مستمر، وقد أتيت اليوم ومعي شحنة من الدعم والمساعدات ولن نتوقف عن تقديم الدعم للتخفيف من أعباء العدوان والنزوح القسري الداخلي الذي يعد جريمة مكتملة الأركان". بدوره، أكد ميقاتي خلال اجتماعه مع الوزير المصري بحسب بيان صدر عن مكتبه، أن "الأولوية اللبنانية هي وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على المناطق اللبنانية والمجازر الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي". وشدد على "أولوية الحل السلمي على قاعدة تطبيق القرار 1701 وإلزام العدو الإسرائيلي بتطبيقه كاملا". وأكد ميقاتي أن "لبنان يرفض أي شروط تشكل تجاوزا للقرار 1701"، مشددا على "التزام الحكومة تعزيز وجود الجيش في الجنوب بالتعاون مع القوات الدولية (يونيفيل)". وكان القرار 1701 لعام 2006 وضع حدا لحرب استمرت 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله وينص على وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية في اليونيفيل لمراقبة وقف الأعمال الحربية بالتنسيق مع الجيش اللبناني. كذلك يدعو القرار إلى إيجاد منطقة بين (الخط الأزرق) الواقع بين لبنان وإسرائيل ونهر الليطاني في الجنوب اللبناني، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.
مشاركة :