أثبتت شركة الصواريخ الصينية الخاصة "لاند سبيس" أن البحث والتطوير في مجال الصواريخ ليس له حدودا، حيث تلعب دورا محوريا في تطوير مجموعات الأقمار الاصطناعية الصينية الخاصة بالإنترنت، والتي تعد عنصرا أساسيا في سباق الإنترنت العالمي القائم على الفضاء. وأطلقت الصين أول دفعة من أقمار "كوكبة سبيس سيل"، المكونة من 18 قمرا اصطناعيا، في أغسطس الماضي من مركز تاييوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مقاطعة شانشي بشمالي الصين، ما يعد علامة فارقة في جهود البلاد لبناء شبكة إنترنت عالمية عبر الأقمار الاصطناعية. وبينما تمضي الصين قدما في خططها الطموحة لإنشاء مجموعات الأقمار الاصطناعية، فإن تحقيق قدرات إطلاق منخفضة التكلفة وعالية التردد وعالية السعة وتحقيق اختراقات في تكنولوجيا حمولة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، يعد أمرا حاسما في تطوير البنية التحتية للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية. وقال تشانغ تشانغ وو، المدير التنفيذي لشركة "لاند سبيس" في منتدى خلال معرض الصين الدولي الـ15 للطيران والفضاء المنعقد حاليا في مدينة تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، قال إنه من المقرر أن تتمتع صواريخ "تشوتشيويه-2" و"تشوتشيويه-3" القابلة لإعادة الاستخدام، والتي تصنعها الشركة، بسعة إطلاق سنوية مجمعة تبلغ 244 طنا بحلول عام 2026، مما يدعم بشكل كبير تطوير مجال الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في الصين. ومن المفترض أن يجري "تشوتشيويه-2" ست عمليات إطلاق في عام 2025، وأن يقوم "تشوتشيويه-3" برحلته الأولى وثلاث عمليات إطلاق أخرى في نفس العام. وقال تشانغ إن هذه الصواريخ ستلعب دورا حاسما في تلبية متطلبات الإطلاق عالية التردد لمجموعات الأقمار الاصطناعية الصينية الخاصة بالإنترنت. هذا وحققت "لاند سبيس" اختراقا رئيسيا في تكنولوجيا الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام هذا العام، وذلك من خلال اختبارات الإقلاع والهبوط العمودي الناجحة على مستويات مائة متر وعشرة آلاف متر. ومع بلوغ الإنتاج التراكمي لمحركات "تيانتشيويه" 83 وحدة بإجمالي مدة اختبار تبلغ حوالي 130000 ثانية، حققت الشركة أيضا تقدما كبيرا في تكنولوجيا الدفع بالأكسجين السائل والميثان. وتعمل هذه المحركات على تشغيل "تشوتشيويه-2"، مما يجعله أول صاروخ يعمل بوقود الميثان في العالم يصل إلى المدار. والتزاما بمعايير إدارة الجودة والسلامة الوطنية، أنشأت "لاند سبيس" نظاما شاملا لإدارة الجودة واعتمدت إجراءات سلامة موحدة لضمان تلبية كل خطوة لمتطلبات الجودة. وقال تشانغ إنه استشرافا إلى المستقبل، تلتزم "لاند سبيس" بدفع تطوير الصواريخ العاملة بالميثان والأكسجين السائل ذات القطر الأكبر لتلبية احتياجات مهمات إطلاق الأقمار الاصطناعية الوطنية الرئيسية الخاصة بالإنترنت. وأضاف أن الشركة ملتزمة بدعم قدرات النقل القائمة على الطيران للبلاد والمساهمة في تطوير المساحات التجارية عالية الجودة.
مشاركة :