ومن المقرر أن يعقد بايدن وشي محادثات السبت، فيما رجح مسؤول في الإدارة الأميركية إنه سيكون الاجتماع الأخير بين زعمي أكبر اقتصادين في العالم قبل أن يؤدي ترامب اليمين في كانون الثاني/يناير. مع تبني الرئيس الجمهوري المنتخب نهج مواجهة مع بكين في ولايته الثانية، يحظى هذا الاجتماع الثنائي بمتابعة وثيقة. وصل شي وبايدن إلى ليما الخميس مع زعماء عالميين آخرين لحضور اجتماع رؤساء دول مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) الذي يستمر يومين. تأسست المجموعة في عام 1989 بهدف تحرير التجارة الإقليمية، وهي تجمع 21 اقتصادا تمثل معا نحو 60 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 40 % من التجارة العالمية. كان من المقرر أن يركز برنامج القمة على التجارة والاستثمار للنمو الشامل، كما يُطلق عليه مؤيدوه، لكن عدم اليقين بشأن الخطوات التالية لترامب يخيم الآن على الأجندة، كما هي الحال بالنسبة لمحادثات المناخ (كوب29) الجارية في أذربيجان، وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الأسبوع المقبل. أعلن ترامب خلال الأسبوع أنه سيعين السيناتور ماركو روبيو المعروف بمواقفه المتشددة حيال الصين وزيرا للخارجية. والخميس، عقد وزراء منتدى آبيك ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتماعا مغلقا في ليما لتحديد توجهات القمة. تحضر القمة أيضا اليابان وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا وإندونيسيا، من بين دول أخرى، لكن سيغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تستند أجندة ترامب "أميركا أولا" إلى اتباع سياسات تجارية حمائية، وزيادة استخراج الوقود الأحفوري وتجنب الصراعات الخارجية، وتهدد بالتالي التحالفات التي بناها بايدن بشأن قضايا تتراوح من الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تغير المناخ والتجارة العالمية. وهدد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60 % على واردات السلع الصينية لتعديل ما يقول إنه خلل في التجارة الثنائية. من جانبها تواجه الصين أزمة إسكان مطولة وتباطؤا في الاستهلاك وهو ما سيزداد سوءا في حال اندلاع حرب تجارية جديدة مع واشنطن. لكن خبراء الاقتصاد يقولون إن فرض رسوم عقابية سيضر أيضا بالاقتصاد الأميركي وباقتصادات دول أخرى. الصين هي حليفة لروسيا وكوريا الشمالية اللتين يشدد الغرب عقوباته عليهما، وتبني قدراتها العسكرية وتكثف الضغوط على تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها. كما تعمل على توسيع حضورها في أميركا اللاتينية من خلال مشاريع البنية التحتية ومشاريع أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق. افتتح شي الخميس أول ميناء مولت الصين بناءه في أميركا الجنوبية، في تشانكاي، شمال ليما، على الرغم من دعوة مسؤول أميركي كبير دول أميركا اللاتينية إلى توخي الحذر حيال الاستثمارات الصينية. من ناحية أخرى، سيلتقي بايدن الجمعة رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في آسيا. وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان الذي يرافق بايدن، إن الدول الشريكة ستعلن عن إنشاء أمانة لضمان أن تحالفها "سيكون سمة دائمة للسياسة الأميركية". والصين ليست الدولة الوحيدة في مرمى ترامب الاقتصادي، فقد هدد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 % أو أكثر على البضائع القادمة من المكسيك وهي عضو آخر في منتدى آبيك ما لم توقف "هجمات المجرمين والمخدرات" عبر الحدود. نشرت البيرو أكثر من 13000 عنصر من القوات المسلحة للحفاظ على الأمن في ليما حيث بدأ عمال النقل وأصحاب المتاجر ثلاثة أيام من الاحتجاجات ضد الجريمة والإهمال الحكومي.
مشاركة :