ذكرت «تايمز أوف إسرائيل» أن وزير الجيش الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قد وافق على إرسال 7,000 أمر تجنيد إلى الإسرائيليين من اليهود الحريديم اعتبارًا من الأسبوع المقبل. وكان القرار قد اتخذ مسبقًا من قبل وزير الجيش السابق، يوآف غالانت، قبل يوم من إقالته. ولم يقم كاتس بإلغاء هذا القرار، وقال الجيش في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه سيواصل تنفيذ هذه الخطوة. وأشارت «تايمز أوف إسرائيل» إلى أنه سيتم إرسال أول ألف أمر تجنيد يوم الأحد، على أن يتم إرسال جميع الأوامر الـ 7000 في الأشهر القادمة. وقالت الوزارة إن كاتس «يعتزم إجراء حوار معمق مع جميع الأطراف لمحاولة التوصل إلى حل متفق عليه، من شأنه أن يتيح تكاملا حقيقيا لليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي لتخفيف العبء عن الجنود النظاميين واحتياطيين». وأضاف كاتس أن «الجيش الإسرائيلي سيفعل كل ما في وسعه لتوفير بيئة داعمة لهؤلاء الجنود لضمان قدرتهم على أداء مهامهم في الجيش، إلى جانب الحفاظ على أسلوب حياتهم الديني». أزمة التجنيد وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق أن الجيش يحذّر من أزمة في التجنيد ويطالب بتمديد فترة الخدمة في صفوف الجيش النظامي، مشيرة إلى أن نسبة التجنيد في صفوف الجيش تبلغ 83% فقط. ووفقًا لتقرير نشرته فرانس 24 نهاية أكتوبر الماضي، يواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطًا كبيرة في تجنيد قوات الاحتياط، خاصة مع فتح جبهة جديدة في لبنان. منذ السابع من أكتوبر 2023، استدعى الجيش الإسرائيلي ما يقارب 300 ألف جندي احتياطي، وكان نحو 18% منهم من الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعين، وهي فئة كانت معفية سابقًا من الخدمة. جنود الفرقة 91 بجيش الاحتلال خلال الاستعداد للانضمام للقوات المتوغلةة بجنوب لبنان – صورة من الجيش الإسرائيلي وعبّر جنود احتياط إسرائيليون عن استيائهم من طول فترة الخدمة والضغوط النفسية المتزايدة. وكتب جندي الاحتياط أريئيل سيري ليفي في منشور واسع الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي أن الوضع تجاوز حدود التحمل، مذكرًا بتكرار استدعائه للخدمة. عقود من الفشل وأشارت «تايمز أوف إسرائيل» إلى أن النزاع حول خدمة اليهود الحريديم في الجيش يعد من أكثر القضايا إثارة للجدل في إسرائيل، حيث فشلت محاولات الحكومة والسلطات القضائية على مدار عقود في التوصل إلى حل ثابت. ويقاوم القياديون الدينيون والسياسيون من الطائفة بشدة أي محاولة لتجنيد الشبان منهم. كما أضافت «تايمز أوف إسرائيل» أن شركاء نتنياهو من الطائفة دفعوا إلى تمرير قانون ينظم الإعفاءات العسكرية لفئات منهم، بعد أن حكمت المحكمة العليا في يونيو الماضي بأن الإعفاءات التي كانت سارية لعقود كانت غير قانونية. بعد قرار كاتس المضي قدمًا في إصدار أوامر التجنيد لليهود الحريديم، نقلت تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول رفيع: «اتضح أنه ليس المدعي العام أو غالانت، بل الليكود قد قرر إعلان الحرب على اليهود الحريديم». ويُشكّل اليهود الحريديم نحو 13% من إجمالي سكان إسرائيل، البالغ عددهم 10 ملايين نسمة. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 19% بحلول عام 2035، نتيجة ارتفاع معدلات المواليد لديهم. قرارات سابقة والثلاثاء الماضي، قالت النائبة العامة الإسرائيلية جالي بهاراف ميارا، إن أوامر التجنيد الـ 7000 المخطط إصدارها لهم يجب أن تُصدر فورًا «للتقيد بالمتطلبات القانونية وواجبات الدولة أمام المحكمة» في نقاش عُقد مع المدعي العسكري العام الإسرائيلي ومسؤولين آخرين من الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ممثلين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة العدل ووزارة الجيش، أكدت المدعية العامة. رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي – صورة من الجيش الإسرائيلي كما نقلت «هآرتس» ، أنه «تأجيل إصدار أوامر التجنيد أو إصدارها بعدد غير كاف، مما سيعيق الامتثال للالتزام المقدم إلى المحكمة العليا بتجنيد 4,800 متطوع في هذا العام، يعد غير قانوني». وفي ملخص للنقاش، كتبت المدعية العامة أيضًا أن المسؤولين العسكريين التزموا «اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان تجنيد أولئك الذين تم استدعاؤهم ولم يذهبوا، بما في ذلك استخدام أوامر القبض، كما يتم مع بقية السكان». كما شددت على أنه يجب إرسال نصف أوامر التجنيد على الأقل خلال الشهرين المقبلين، «لتحديد ما إذا كان يجب زيادة عدد الأوامر فوق الـ 7000 المخطط إصدارها حاليًا». وأفادت «هآرتس» بأن الجيش الإسرائيلي قال إن أوامر التجنيد الـ 7000 التي أُقرّت خلال فترة ولاية وزير الجيش السابق يوآف غالانت، ستُرسل يوم الأحد إلى الرجال من اليهود الحريديم المؤهلين للخدمة العسكرية. وأوضح الجيش أنه يعمل وفقًا للقانون وأنه لم يتلقَ أي توجيه لوقف إصدار أوامر التجنيد من وزير الجيش الجديد الذي تم تعيينه مؤخرًا، إسرائيل كاتس. وفي الأسبوع الماضي، قبل أن يُطرد من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أعلن غالانت أنه وافق على إصدار 7000 أمر تجنيد إضافي لليهود الحريديم. تجاهل الأوامر وكان من المقرر إضافتها إلى الـ 3,000 أمر تجنيد تم إرسالها سابقًا. ووفقًا لبيان غالانت، فإن «زيادة عدد الأوامر تهدف إلى تلبية هدف التجنيد». وفي أغسطس، بعد إرسال 900 أمر تجنيد إلى اليهود الحريديم، أفاد اللواء شاي طيب، رئيس مديرية القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، بأن 48 رجلا فقط منهم قد حضروا. وأوضح طيب أن «هناك ضغوط كبيرة داخل هذا المجتمع ضد التجنيد.» وأضاف: «قدرنا أن لا يزيد عدد الذين سيحضرون في مواعيد التجنيد عن 200، ولم نتوقع هذا العدد القليل جدًا». وبحسب ما أوردته «هآرتس»، بعد إقالة غالانت، اتفق نتنياهو وعضو الكنيست إسرائيل إيخلر على تأجيل التصويت في الكنيست على مشروع قانون يهدف إلى تمويل إعانات للمتخلفين عن التجنيد. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :