وتم تشديد التدابير الأمنية المحيطة بالاجتماع بعد إحباط هجوم بمتفجرات ليل الأربعاء الخميس أمام مقر المحكمة العليا في برازيليا، ومع فتح الشرطة تحقيقا بشأن "عمل إرهابي" بعد إقدام مهاجم على تفجير نفسه بدون أن يوقع ضحايا. وسيشكل اجتماع قادة الدول العشرين المقرر عقده في متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو، اختبارا للرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيفا المروج لمفهوم "الجنوب الشامل" والحليف المفضل لدول الغرب. كما تطرح القمة اختبارا أكبر للنهج التعددي، في وقت تنذر عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير بانعطافة جديدة نحو الانعزالية مع مخاطر نشوب حروب تجارية اعتبارا من العام المقبل. وسيمثل الولايات المتحدة في القمة جو بايدن الذي يقترب من نهاية ولايته. وقبل وصوله إلى ريو، سيتوقف الأحد في منطقة الأمازون البرازيلية حيث سيدافع عن قضية المناخ. الطاقات الأحفورية وتتزامن قمة مجموعة العشرين مع مؤتمر الأطراف بشأن المناخ "كوب29" في باكو بأذربيجان، في ختام سنة شهد العالم خلالها أزمات مناخية كانت أشدها في البرازيل مع فيضانات وجفاف وحرائق غابات. وستختتم القمة بجلسة موسعة الثلاثاء تخصص لموضوع "التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة". وكانت مجموعة العشرين أيدت خلال قمتها الأخيرة العام الماضي في الهند زيادة مصادر الطاقة المتجددة بثلاث مرات بحلول 2030، لكن بدون الدعوة إلى التخلي عن الطاقات الأحفورية. والغائب الأكبر عن الاجتماع سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي غاب كذلك عن القمم الأخيرة للمجموعة. وأعلن بوتين الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية، أنه لن يتوجه إلى ريو دي جانيرو حرصا منع على عدم "بلبلة" المناقشات. وسيتولى وزير خارجيته سيرغي لافروف تمثيله. في المقابل، سيحضر الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي سيقوم بعد القمة بزيارة دولة لبرازيليا. والصين هي الشريك التجاري الأول للبرازيل، وسعى البلدان معا للقيام بدور وساطة في النزاع في أوكرانيا، بدون أن ينجحا في ذلك. وسيكون الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب بين إسرائيل وكل من حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، ماثلة في أذهان الجميع في ريو دي جانيرو. وأوضح ماوريسيو ليريو كبير مسؤولي وزارة الخارجية البرازيلية لمجموعة العشرين "إننا نجري مفاوضات مع جميع الدول بشأن الفقرات المتعلقة بالشق الجيوسياسي في البيان الختامي ... من أجل أن نتوصل إلى خطاب توافقي" حول هذه النزاعات. قمة في ظل النزاعات من جانبها، أوضحت فلافيا لوس خبيرة العلاقات الدولية في معهد علوم الاجتماع والسياسة في ساو باولو، لوكالة فرانس برس أن هذه النزاعات "ستخيِّم" على القمة. لكنها لن تمنع البرازيل من "تحقيق إجماع" حول أولويات رئاستها لمجموعة العشرين، وفي طليعتها مكافحة الفقر وفرض ضرائب على "كبار الأثرياء". وأعلن لولا الذي يترأس أكبر قوة اقتصادية في أميركا اللاتينية في أيار/مايو "يصر العديدون على تقسيم العالم بين أصدقاء وأعداء، لكن الأكثر فقرا لا يكترثون لانقسامات تبسيطية". وفي هذا السياق، ستشهد الجلسة العامة الأولى للقمة الإثنين الإطلاق الرسمي لـ"التحالف العالمي ضد الجوع والفقر"، وفق مبادرة كبرى أطلقها لولا، العامل السابق المولود في عائلة فقيرة. وسيجمع هذا التحالف دولا من جميع أنحاء العالم ومؤسسات دولية، تعمل على تعبئة وسائل مالية لمكافحة الجوع، واستنساخ مبادرات محلية تحقق نتائج. وفي ما يتعلق بفرض ضرائب على أصحاب المليارات، كانت دول مجموعة العشرين تعهدت في ختام اجتماع مسؤوليها الماليين في نهاية تموز/يوليو في ريو بـ"التعاون من أجل فرض ضرائب على الأكثر ثراء". غير أنه من غير المؤكد أن يتبنى القادة هذا الالتزام وبالشروط التي نص عليها. وفي ختام القمة، تسلم البرازيل رئاسة المجموعة إلى جنوب إفريقيا.
مشاركة :