تضع شركة "أبوظبي لطاقة المستقبل" (مصدر)، المملكة العربية السعودية ضمن أسواقها المستهدفة لتعزيز قدراتها في مجال تخزين الطاقة المتجددة، بجانب توسيع محفظة مشروعاتها من محطات الرياح والطاقة الشمسية، وفق تصريحات عبد العزيز العبيدلي الرئيس التنفيذي للعمليات في "مصدر" خلال مقابلة مع "الشرق" على هامش (كوب 29). وقال: "نسعى لتوفير الطاقة المتجددة على مدار الساعة خاصة في ظل طلب كبير من مراكز البيانات التي ستحتاج إلى 680 غيغاواط إلى عام 2030. هذا يتطلب الاستثمار في تقنيات التخزين". وكشف العبيدلي أيضاً عن أن شركته تستعد بقوة للمشاركة في الدورة السادسة من مناقصات مشروعات الطاقة المتجددة في السعودية ومشروع بطاريات التخزين المستقل الذي ستطرحه شركة شراء الكهرباء بالمملكة. "السوق السعودية أكبر سوق اليوم في الشرق الأوسط. تُطرح في السوق سنوياً مناقصات لمشاريع بين 4 و8 غيغاواط... الاستعدادات على قدم وساق حالياً للمشاركة في الدورة السادسة وأيضا مشروع البطاريات المستقل الذي ستطرحه شركة شراء الكهرباء السعودية"، بحسب العبيدلي. لدى الشركة الإماراتية، 3 مشاريع للطاقة المتجددة في السعودية، اثنين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، ومحطة لطاقة الرياح، وفق موقعها الإلكتروني. كانت "مصدر" استحوذت قبل عامين على شركة "آرلينغتون إنرجي" بالمملكة المتحدة المتخصصة في تطوير نظم لتخزين الطاقة، في خطوة قالت إن من شأنها المساهمة في توسيع نطاق تواجد "مصدر" بسوق الطاقة المتجددة بالمملكة المتحدة وأوروبا، إلى جانب دعم جهود الدول لتحقيق أهداف الحياد المناخي. تواجه شبكات الطاقة حول العالم تحدياً كبيراً في توفير كميات هائلة من البطاريات لتخزين الفائض من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يتيح استخدامها على مدار الساعة. كما يتزايد الاهتمام باستخدام الطاقة الكهرومائية كمصدر آخر لتخزين الطاقة، حيث يتم ضخ المياه إلى مستوى أعلى لتخزينها، ثم إطلاقها لاحقاً لتوليد الكهرباء عند الحاجة. كانت مجموعة الدول السبع الكبرى وقعت في أبريل اتفاقاً يهدف للوصول بسعة تخزين الطاقة عالمياً إلى 1500 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي، مقارنة مع 230 غيغاواط فحسب في 2022، وهو هدف يتماشى مع توصيات وكالة الطاقة الدولية لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات المحددة في قمة المناخ "كوب 28" العام الماضي. محفظة متنامية وأرباح متوقعة تضاعفت محفظة "مصدر" 3 مرات على مدى 2023 و2024 لتبلغ الآن أكثر من 30 غيغاواط من محطات الطاقة المتجددة باستثمارات من شركة مصدر تزيد عن 30 مليار دولار، وفقاً للعبيدلي الذي كرر التزام الشركة بهدف زيادة محفظتها إلى 100 غيغاواط بحلول 2030. وكانت محفظة الشركة تضم مشروعات بقدرة إجمالية 22 غيغاواط فحسب حتى نهاية مارس الماضي، بحسب موقعها الإلكتروني، ما يعني أن الشركة زادت قدراتها من الطاقة بنحو 8 غيغاواط خلال أقل من 9 أشهر. أضاف العبيدلي أن الشركة حالياً في مرحلة نمو وهو ما يحتاج لاستثمارات كبيرة وينعكس أيضاً على صافي ربح الشركة لأنها تضخ أموالاً أكثر مما تجنيه، لكنه توقع العودة إلى الربحية في العام الحالي مضيفاً أنها ستكون خطوة مهمة لمضاعفة الأرباح في السنوات القادمة. خلال العام الماضي، بلغت خسائر الشركة نحو 23 مليون درهم، مقارنة بأرباح تجاوزت مليار درهم خلال عام 2022. العبيدلي أشار إلى أن "مصدر" ستركز في 2025 على تكامل صفقات الاستحواذ التي قامت بها للتأكد من وجود تنسيق مباشر مع تلك الشركات وطريقة إدارة فعالة لهذه المحافظ والحوكمة الصحيحة لذلك، لكنها ستواصل أيضاً استكشاف السوق خاصة في أوروبا والولايات المتحدة لاحتمالية تنفيذ استحوذات إستراتيجية جديدة. اتفاقيات جديدة وقعت مصدر اتفاقية استثمار مع وزارة الطاقة في كازاخستان لتطوير محطة لطاقة الرياح البرية بقدرة غيغاواط باستثمارات تبلغ حوالي مليار دولار وستكون وقت تشغيلها أكبر محطة رياح في وسط آسيا، بحسب العبيدلي. وأضاف "نسعى لتمويلها ذاتياً وأيضا عن طريق تمويلات بنكية بالعمل مع بنوك التنمية العالمية مثل البنك الأوروبي للتنمية والبنك الآسيوي وغيرهما". كما وقعت الشركة اتفاقية مع "أكوا باور" السعودية و"سوكار غرين" في أذربيجان لبحث فرص تطوير محطات عائمة لطاقة الرياح في بحر قزوين.
مشاركة :