لندن: «الشرق الأوسط» أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، دعم بلاده النظام السوري في سعيه «لإنجاح» مؤتمر «جنيف 2» للسلام، المقرر الأربعاء المقبل في سويسرا. وقال إن حل الأزمة «بيد السوريين أنفسهم وهم المخولون فقط تحديد مستقبل بلدهم». وجاء كلام ظريف خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق أمس. وبحث اللقاء «التحضيرات الجارية لمؤتمر (جنيف 2)»، بحسب بيان رسمي سوري. وقال البيان، إن ظريف نقل للأسد «حرص القيادة الإيرانية على استمرار التنسيق والتشاور مع سوريا في مختلف القضايا، وعزمها على مواصلة تعزيز علاقات التعاون بين الشعبين في جميع المجالات». وأعرب الأسد عن «شكره وتقديره لمواقف الجمهورية الإسلامية، القائمة على تقديم الدعم لسوريا». وكان ظريف والوفد المرافق له وصلوا إلى سوريا قادمين من الأردن، ضمن جولة في المنطقة شملت بيروت وبغداد، وسيتوجه بعد دمشق إلى موسكو للقاء القيادة الروسية. ويأتي لقاء ظريف مع الأسد قبل أسبوع واحد من مؤتمر «جنيف 2»، بهدف العمل على «أن يأتي المؤتمر بنتائج تكون في صالح الشعب السوري»، بحسب ما قاله ظريف قبيل وصوله سوريا. وأضاف أنه «سيعمل على تنسيق المواقف بحيث تجلب الهدوء والأمن لسوريا». وحث «جميع الأطراف على محاربة التطرف والإرهاب، اللذين يهدداننا جميعا». وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن لقاء الأسد وظريف تناول «تطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات المشتركة التي تواجه دولها وشعوبها، وفي مقدمتها آفة الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف»، إذ أكد الوزير الإيراني «حرص الجمهورية الإسلامية على توحيد الجهود بين دول المنطقة لمواجهة هذه التحديات ومكافحة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار فيها». وحسب وكالات الأنباء الإيرانية، أكد ظريف «استراتيجية إيران القائمة على مكافحة التطرف والعنف والفتن المذهبية في المنطقة». وتابع: «كمن حل الأزمة السورية من خلال اعتماد رؤية مبنية على الواقعية، وإجراء مفاوضات سياسية». وأضاف ظريف: «يمثل مؤتمر (جنيف 2) فرصة سياسية ودولية للخروج بحل للأزمة في سوريا. ويحول نجاح المؤتمر دون الاستمرار في نهج التطرف، وقتل الأبرياء». وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان، ومساعد وزير الخارجية فيصل المقداد. كما التقى ظريف رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي وبحث معه «تنشيط الخط الائتماني، وتأمين مستلزمات الشعب السوري من المواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية وغيرها». وعبر الحلقي عن تطلع حكومته «إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع إيران، ولا سيما في قطاعات النفط والكهرباء والصحة والتجارة». وطالب الحلقي بـ«مشاركة إيران في مؤتمر (جنيف 2)»، الذي تعارض الولايات المتحدة والدول الأوروبية مشاركة طهران فيه بسبب السياسات الإيرانية الداعمة لنظام الأسد. وتوجه وزير الخارجية الإيراني، في وقت لاحق أمس، إلى موسكو، ويعتقد أن المعلم كان برفقته على متن الطائرة، لإجراء مفاوضات والوصول إلى توافق إيراني - روسي - سوري قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، يرجح أنه يسعى للعمل على إبقاء الأسد في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية المقررة العام الحالي، واحتمال خوضه الانتخابات كمرشح رئاسي. وتسعى السياسة الخارجية الإيرانية إلى إبقاء الأسد في الحكم مهما كلف الثمن، إذ لا يبدو أن وصول الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سدة الرئاسة ساهم في إجراء تعديلات على هذه الاستراتيجية الإيرانية.
مشاركة :