بايدن وشي يجتمعان للمرة الأخيرة قبل عهد ترامب

  • 11/16/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ومن المرتقب أن يقصد الرئيس الأميركي الفندق حيث يقيم شي جينبينغ منذ الخميس في عاصمة البيرو الدولة المضيفة لقمّة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) الذي يضمّ 21 بلدا تمثّل معا 60% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وهو اللقاء الثالث والأخير لهما قبل أن يسلّم الرئيس الديموقراطي (81 عاما) زمام الرئاسة لخلفه الجمهوري في كانون الثاني/يناير. ويقضي الغرض منه البناء على منجزات الاجتماع التاريخي الذي سمح بتهدئة التوتّرات قبل سنة في قمّة "آبيك" عينها التي أقيمت في سان فرانسيسكو، بحسب ما كشف مسؤولون. وخلال السنوات الأخيرة، تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب خلافات حول التبادلات التجارية ووضع تايوان وحقوق الإنسان والمنافسة في مجال التكنولوجيا. لكن الجهود المبذولة سمحت بالإبقاء على الحوار الثنائي قدر المستطاع. وشدّد المستشار الأميركي للأمن القومي جايك ساليفان هذا الأسبوع على "أهميّة" اللقاء بين الزعيمين بغية "إدارة العلاقة (الثنائية) في هذه الفترة الانتقالية الحسّاسة". ليس مجرّد وداع وهو كشف أنه سيتمّ التطرّق أيضا إلى التوتّرات في بحر الصين الجنوبي وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة، لا سيما العسكرية منها، مشيرا "ليس هذا مجرّد لقاء وداعي". لكن لا شكّ في أن ظلال دونالد ترامب الذي عيّن في فريقه مسؤولين يتّبعون نهجا متشدّدا إزاء بكين ستخيّم على هذا الاجتماع. فخلال الحملة الانتخابية، هدّد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض تعريفات جمركية بنسبة تتراوح بين 10 و20% على كلّ المنتجات المستوردة وتصل إلى 60% على واردات السلع الصينية، متعهدا حماية الصناعة الأميركية. وهو قام خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) بزعزعة العلاقات التجارية الثنائية على نطاق واسع مع شنّ حرب تجارية لدفع بكين إلى شراء منتجات أميركية وتقويم الميزان التجاري. وقد حذّر شي جينبينغ الجمعة من "انتشار الأحادية والحمائية"، مشيرا إلى أن "تجزئة الاقتصاد العالمي آخذة في التزايد"، في خطاب نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة وبثّ خلال القمّة. وهو قال إن العالم "دخل مرحلة جديدة من الاضطراب والتحوّل". عدم يقين وهي مخاوف أعرب عنها أيضا الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سعى من جهته إلى طمأنة حلفائه في منطقة المحيط الهادئ، في إحدى آخر إطلالاته على الساحة العالمية. وهو قال الجمعة خلال لقاء مع زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية "وصلنا الآن إلى لحظة تغيير سياسي كبير"، مع العلم أن تحالف البلدان الثلاثة "قائم ليبقى". وفي نظر المحلّل البيروفي في العلاقات الدولية فريد قحّات تعزى حالة عدم اليقين السائدة إلى فكرة أنه "إذا أبرمتم اتفاقا مع بايدن، فهو سيمضي قدما على الأرجح، لكن مشكلة ترامب هي أنه لا يمكن استباق سلوكه". وخلال افتتاح قمّة "آبيك" الجمعة، أكّدت رئيسة البيرو دينا بولوارتي أن التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف ينبغي أن يُعزّز "في ظلّ مفاقمة التحديات المختلفة التي نواجهها من مستويات عدم اليقين في المستقبل المنظور". وبعد البيرو، يتوجّه جو بايدن وشي جينبينغ إلى البرازيل للمشاركة في قمّة مجموعة العشرين. وقبل ريو، سيتوقّف الرئيس الأميركي في الأمازون خلال محطّة في مانواس في قلب الغابة المدارية الشاسعة، في خطوة يقضي الهدف منها التأكيد على التزامه "مكافحة التغيّر المناخي"، بحسب ما قال جايك ساليفان. وهو موقف يختلف تماما عن ذاك الذي يعتمده دونالد ترامب الذي سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس المناخي خلال ولايته الأولى ولم يخف عزمه القيام بالمثل في ولايته المقبلة.

مشاركة :