وعلى شبكة "اكس" ("تويتر" سابقا) و"ثريدز" التابعة لمجموعة "ميتا" ("فيسبوك")، انتشرت منشورات لا أساس لها من الصحة حول عمليات تزوير في ولايات رئيسية ومزاعم تتّهم دونالد ترامب بـ"الغشّ" في مواجهة كامالا هاريس. ومنذ الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، يروّج بعض المستخدمين من اليسار لنظرية زائفة مفادها أن إيلون ماسك، وهو أثرى أثرياء العالم وصاحب "اكس" واليد اليمنى لترامب، استخدم نظامه لتوفير الإنترنت بالأقمار الاصطناعية "ستارلينك" لتزوير الانتخابات والتلاعب بعملية عدّ الأصوات. ولا تزال هذه المنشورات، بالرغم من صعوبة تقييم نطاقها، أقلّ انتشارا من تلك التي روّج لها مستخدمون محافظون في أعقاب خسارة الملياردير الجمهوري الاستحقاق الانتخابي في 2020. وصرّح دان براهمي مدير شركة "سيابرا" المتخصّصة في مكافحة التضليل الإعلامي "ما نلاحظه اليوم هو ازدياد في مزاعم التزوير الانتخابي من جانب اليسار، لا سيّما في الأيّام التي تلت مباشرة الاستحقاق، وهي ادعاءات تزيد من انتشارها شبكة من البوتات"، وهي حسابات روبوتية تشغّلها برامج معلوماتية. ولفت إلى أن ذلك "خير دليل على أن تقنيات التضليل الإعلامي والتلاعب ليست حكرا على عقيدة سياسية واحدة، فهي تستخدم على نطاق واسع للتأثير في الرأي العام". "كاميلا" وخلافا لما كانت عليه الحال مع دونالد ترامب في 2020، لم يشكّك الحزب الديموقراطي في نتائج الانتخابات، إذ أقرّت كامالا هاريس بخسارتها وتعهّد الرئيس جو بايدن ببذل كلّ ما في وسعه كي يكون انتقال السلطة "سلميا ومنظّما". غير أن الساعات التي تلت الإعلان عن النتائج شهدت انتشار وسم "كامالا لا ترضخي" ("Do Not Concede Kamala") أكثر من 30 ألف مرّة على "اكس" مرفقا بكلمات مثل "احتيال" و"سرقة" و"تزوير"، وفق ما أفاد موقع "نيوزغارد". وهي، بحسب "سيابرا"، "حملة تضليل إعلامي جدّ منسّقة" على "اكس" تروّج لفرضيات خاطئة انتشرت بداية على حسابات زائفة قبل أن تشاركها أخرى مؤثّرة. وقد حرّف بعض المستخدمين عن قصد اسم المرشّحة الديموقراطية، كاتبين "كاميلا" بدلا من "كامالا"، للتهرّب من الرقابة التلقائية على المنصات وتأييد هذه النظريات. ولفتت "سيابرا" إلى أن هذه الحيلة "تخفّض من احتمال إزالة المحتويات تلقائيا". وأقرّ دان براهمي بأن "انتقال مزاعم التزوير الانتخابي في الفترة الأخيرة (من اليمين إلى اليسار) ينمّ عن هشاشة كبيرة" لدى طرفي الطيف السياسي. وكشف أن "الروايات قد تبدأ بقناعات هامشية لكنها قد تطغى على الخطابات السياسية، بغض النظر عن التوجّه السياسي، إذا ما اجتمعت الظروف المؤاتية لذلك". "الاستبداد والتعصّب" في العام 2020، اعتنق ناشطون يمينيون نظرية التزوير الانتخابي التي لم تثبت يوما إثر هزيمة دونالد ترامب. ودفعت تلك الفرضيات أنصار الرئيس الجمهوري إلى اقتحام مبنى الكابتول بعنف في 6 كانون الثاني/يناير 2021. وهي بقيت قيد التداول لغاية الاستحقاق الانتخابي في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أن يتقلّص انتشارها في ظلّ تأكيد فوز دونالد ترامب. وصرّحت نورا بينافيديز المستشارة لدى منظمة "فري برس" غير الحكومية أن "نتائج الانتخابات هدّأت من روع اليمينيين المتنكرين للحقيقة، لكن ذلك لا يعني أن التضليل الإعلامي لم يعد يشكّل مشكلة أو أنه اختفى فجأة بأعجوبة". وأشارت إلى أن "حرب المعلومات تزداد ضراوة وعندما نترك لها الوقت كي تتجذّر، تشكّل عنصرا أساسيا للدفع قدما بالاستبداد والتعصّب".
مشاركة :