رام الله: «الشرق الأوسط» شنت جماعات «دفع الثمن» الاستيطانية الإسرائيلية هجوما جديدا على الفلسطينيين، واستهدفت صباح أمس مسجدا في قرية دير استيا القريبة من قلقيلية، شمال الضفة الغربية. وأتت النيران على بعض محتوياته. وحذرت السلطة الفلسطينية من مغبة إشعال فتيل «حرب دينية» في المنطقة. وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش، بإشعال النيران في مدخل المسجد. وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن ما جرى بحق المسجد «عمل عنصري يعبر عن اضطهاد ديني صريح ضد الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه ينذر بحرب دينية شاملة في المنطقة». واعتبر الهباش أن حماية الأماكن المقدسة في «فلسطين لا تقع على عاتق الفلسطينيين وحدهم بل هي بحاجة إلى دعم ومساندة كافة أبناء العالمين العربي والإسلامي والشرفاء في جميع أنحاء العالم والعمل على وضع برنامج عملي على أرض الواقع لمواجهة هذه الهجمة المسعورة». من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن أهل القرية تصدوا للمستوطنين وطردوهم قبل إطفاء النيران في مسجد علي بن أبي طالب. وجاء الهجوم الذي يبدو «انتقاميا» بعد تهديدات إسرائيلية بكبح جماح هذه المجموعات التي وقعت إحداها في يد الفلسطينيين أخيرا في قرية قصرة، وأبرحوهم ضربا ثم سلموهم للجيش الإسرائيلي. وتتخذ هذه الجماعات صفة «التنظيم» ونفذت خلال سنوات طويلة سلسلة هجمات على منازل ومساجد ودور عبادة وكنائس وسيارات وأراضي فلسطينيين في الضفة وأحرقوها. كما تجرأوا على شتم الأنبياء عبر كتابات مستفزة على جدران القرى المستهدفة. وبالعادة يستهدف هؤلاء قرى قريبة من المستوطنات، كي يستطيعوا تنفيذ غارات سريعة وسط الليل ومن ثم يعودون إلى قراهم. ودانت الهيئة الإسلامية/ المسيحية لنصرة القدس والمقدسات محاولة اقتحام وإحراق المسجد. وقال الأمين العام للهيئة حنا عيسى: «إن هذا الاعتداء يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني وانتهاكا صارخا لحرية العبادة مثلما يشكل انتهاكا صريحا لالتزامات إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يترتب على ذلك من وجوب عدم التعرض لأماكن العبادة، وضمان حرية العبادة فيها وسلامتها وعدم المساس بها أو تدنيسها بأي شكل». وعبر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين عن سخطه الشديد من «الاعتداء الآثم والإجرامي الذي أقدم عليه المستوطنون بإحراق مدخل المسجد وخط شعارات تهدد أهالي القرية بالانتقام لما حدث للمستوطنين في قرية قصرة (حادثة ضرب المستوطنين)». ويمثل هجوم المستوطنين تحديا للحكومة الإسرائيلية كذلك، التي تعهدت بمحاربة مجموعات «دفع الثمن». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أكد مؤخرا أنه سيحارب مجموعات «دفع الثمن»، واصفا إياهم بجماعات «إرهابية». وقالت الشرطة الإسرائيلية أمس إنها تحقق في حادث إضرام النار في المسجد، وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري في بيان إن الحادثة ذات بعد «قومي».
مشاركة :