د. علي بن حمدان السناني تُمثل الأيام الوطنية فرصة للتعبير عن الفرحة، والاعتزاز بتاريخ الوطن، والفخر بما تحقق من منجزات والتي أصبحت مضرب مثل بين الأمم، وتُشكّل هذه المناسبة فرصة لتعزيز الانتماء والولاء للوطن، والذي يتطلب منَّا جميعاً غرسه في الأجيال القادمة للمحافظة على المكتسبات التي حققتها سلطنة عمان في جميع المجالات. والاحتفال بالمناسبات الوطنية حق مشروع للجميع؛ للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة، على أن تكون هذه الاحتفالات بصورة حضارية تعكس ما عُرف عن مجتمعنا بتمسكه بعاداته، وتقاليده، وقيمه الأصيلة، والابتعاد عن السلوكيات غير المسؤولة والمخالفة لأنظمة المرور مثل: السرعة الزائدة في الطرقات أثناء المشاركة في المسيرات، وإخراج جزء من الجسم خارج السيارة، أو الجلوس على النوافذ، أو إيقاف السيارة في منتصف الطريق، أو تعمد إصدار صوت من إطاراتها. وظهرت في الآونة الأخيرة بعض التصرفات الدخيلة على مجتمعنا مثل: رش الماء على الآخرين واستخدام البخاخ الثلجي من البعض، والظهور بزي غير محتشم أو به صور أو أشكال أو عبارات تسيء للذوق العام. وهذه السلوكيات تُعد مخالفة لأنظمة المرور وتؤدي إلى تعطيل حركة المرور، ومضايقة مستعملي الطريق، وتضع مرتكبيها تحت طائلة المساءلة القانونية وفق ما نص عليه قانون المرور وحدد العقوبات التي تترتب على مخالفة هذه المواد. ومن جانب آخر فإن ممارسة بعض هذه السلوكات ربما تؤدي إلى حدوث إصابات لسائقي المركبات ومرافقيهم وأضرار بمركباتهم من جراء رش بعض البخاخات أو رمي بعض الأجسام على المركبات، تجعل مرتكبيها أمام المسؤولية المدنية؛ حيث نصت المادة (176) من قانون المعاملات المدنية العماني رقم 29 /2013 في الفقرة الأولى "كل إضرار بالغير يلزم فاعله ولو كان غير مميز بالتعويض". وتُعد ظاهرة ارتداء الملابس غير المُحتشمة وبها بعض الصور والعبارات التي تسيء للذوق العام في مثل هذه التجمعات ظاهرة دخيلة على مجتمعنا العماني، حيث جرَّمه المشرع العماني بمقتضى الفقرة (أ) من المادة (294)، من قانون الجزاء رقم 7/2018، التي أشارت صراحة إلى أن الظهور في الطرق أو الأماكن العامة بطريقةٍ تخدش الحياء العام، أو تتنافى مع تقاليد وأعراف المجتمع، معاقب عليه بالسجن، لمدَّة تصل إلى 3 أشهر، وبغرامة تصل إلى 300 ريال عُماني. وأخيرًا.. إنَّ مثل هذه السلوكيات تتنافى مع كُل القيم التي يتمتع بها الشعب العُماني؛ فالتعبير عن الفرحة يجب أن يكون بعيدًا عن هذه التصرفات التي بالتأكيد لا تتوافق مع مشاعر الانتماء الحقيقي للوطن، ويأتي دور الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية في حثِّ النشء والشباب على الابتعاد عن هذه السلوكات.
مشاركة :