مسؤولون إعلاميون وكتّاب: الصحف الورقية تتطلب تطويراً والإلكترونية تحتاج توثيقاً

  • 5/12/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مسؤولون إعلاميون وكتاب مشاركون في منتدى الإعلام العربي أن الصحف الورقية تواجه تحديات عديدة أبرزها عدم مواكبة السرعة والإبهار المتوفران في نظيرتها الإلكترونية، مشيرين إلى أن مواقع الأخبار الإلكترونية وشبيهتها من وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت لاعباً جديداً كمصدر للمعلومات رغم أنها تحتاج إلى مزيد من التوثيق المهني حرصاً على المصداقية. وأشاروا إلى ضرورة الاستعداد لمواكبة التطور والانتقال إلى مرحلة جديدة من الرقمنة، لافتين إلى أن الصحف الورقية قد تتلاشى تدريجياً إذا لم تطور أدواتها وتمتلك الأدوات التي تجعل منها منافساً شرساً في السوق الإعلامي. تطوير وقالت منى المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة نادي دبي للصحافة إن القارئ اليوم بات قادراً على الوصول إلى الأخبار من خلال المواقع الإلكترونية التي تمتاز بالمواكبة الحدثيّة الفورية، وذلك ينطبق على العاملين في مجال الصحافة الورقية أنفسهم بدءاً برئيس التحرير وصولاً إلى الصحافيين. وأضافت: انطلاقاً من هذا الواقع الذي بات يفرض نفسه بقوة على الساحة الإعلامية، لا بدّ لنا من أن نكون مستعدين لمواكبة التطور والانتقال إلى مرحلة جديدة من الرقمنة، وأعتقد أن الإعلام الإماراتي، يحتل الموقع الأقوى على مستوى المنطقة، وهو قادر بالتالي على أن يكون على قدر التحديات المقبلة في الفضاء الإعلامي. وأوضحت الكاتبة الصحافية سكينة فؤاد أن هناك عبئاً كبيراً يواجه الصحف الورقية في عالمنا العربي، يتمثل في كيفية تطوير أدواتها بما يسمح لها اجتذاب شريحة الشباب التي يعول عليها الاقتصاديون في إضفاء مكاسب جديدة لهذه الصحف سواء الورقية أو الإلكترونية، مشيرة إلى أن الصحف الورقية يجب أن توظف حملات كبيرة لإشراك الشباب وتوظيف اتجاهاتهم وآرائهم بمضمونها، حتى يقبلون على شرائها. تطور وأفادت بأن التطور هو صفة حياتية لابد من مواكبته، وأنه يجب أن تكون هناك أدوات تقيس الفائدة الإيجابية جراء الاستعانة به في شتى المجالات، لافتة إلى أن الأعوام الأخيرة أفرزت تكنولوجيا جديدة أتاحت المعلومات بسهولة ويسر عبر استخدام الهواتف الذكية التي أصبحت مصدراً مهماً للأخبار والتي وظفتها الكثير من المؤسسات الصحفية كهدف لها للوصول من خلاله لشريحة جديدة من القراء، تتمثل في قطاع الشباب الذي يبحث عن المعلومة السريعة. وأشارت إلى أن الصحف الورقية قد تتلاشى تدريجياً إذا لم تطور أدواتها وتمتلك الأدوات التي تجعل منها منافساً شرساً لأي وسيلة أخرى، مؤكدة أنها يجب أن تنتبه إلى إيجاد لغة تواصل جديدة مع الشرائح المستهدفة، حتى لا تفقدها تدريجياً، كما أنه يجب على الورقية أن تعزز من قيمة المعلومة الصحيحة ومصداقيتها، حتى تحافظ على تواجدها بقوة في هذا السوق الإعلامي الضخم. وأكدت ضرورة أن تكون هناك لغة مشتركة بين الصحف الورقية وقرائها الشباب، موضحة أن الشباب الذين يعدون العصب الرئيسي لانتشار وسائل المعلومات الإلكترونية يجب أن يشعروا أن هناك من يتحدث لغتهم ويفهم همومهم ويستوعبها، فضلاً عن الإيفاء بمتطلباتهم، وهو ما يجب أن تنتبه إليه الصحف الورقية لتفادي أي مطبات صعبة مستقبلاً قد تقوض انتشارها وتدفعها إلى الانعزال والانحسار تدريجياً. من جهته أشار الدكتور ياسر عبد العزيز الكاتب الصحفي والخبير الإعلامي، أن الصحف الورقية في منطقة الشرق الأوسط تراجعت بشدة خلال الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أنها لن تفنى تماماً لكنها ستحافظ على وجود رمزي محدود مستقبلاً. وقال: من سيستطيع الاستمرار منها هو من سيكون عضواً في مجموعة أو دائرة صناعة إعلامية متكاملة، تضم الإذاعات والمواقع الإخبارية وغيرها من الوسائط الإعلامية، حتى يمكنها التغلب على مصاعبها وأبرزها اقتصادية. ولفت إلى أن الإعلام الرقمي متواجد بحكم الضرورة التكنولوجية والحياتية ومواكبة إيقاعها، لكنه يفتقر في كثير منه لمرادفات العمل الإعلامي الصحيح من مصداقية وموثوقية المعلومة المقدمة، وهو ما يمثل ميزة نسبية للصحف الورقية، موضحاً أن تطور الوسائل الإعلامية مرهون أيضاً بالتطور التكنولوجي في استخداماته التي تضيف عمقا آخر سواء للصحف الورقية أو الإلكترونية. صيغة أما الكاتب السعودي عبد الله العلمي الصحافي في العرب اللندنية أكد أن اندثار الصحف الورقية أمر غير قابل للحدوث في المدى المنظور على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة، على الرغم من أن بعض الصحف العالمية الكبرى اختفت بصيغتها الورقية، فالصحيفة باقية. وأشار إلى أنه على الصعيد الشخصي لا تزال تربطه علاقة عشق بالصحيفة، ولا تزال إحدى عاداته الصباحية المرتبطة بتناول القهوة تصفح الجريدة وشم الورق والاطلاع على ما يروق له من أخبار وصور. وأعرب عن عدم خوفه مطلقاً من اختفاء الصحافة الورقية بدليل أن نسبة ضعف هذا النوع من الصحافة ليست بذلك التصاعد، وأن ما نشهده كل سنة من اختفاء أواندثار أو إقصاء لصحيفتين أو ثلاث ليس بالمعدل الخطير، فهو مجرد ترند أي مؤشر على اتجاه مستقبلي، مضيفاً: أن جلالة الملكة ستحافظ على عرشها لفترة من سبع إلى عشر سنوات أخرى. مكانة ورداً على مكانة الصحافة الورقية في عالم الرقمنة قال عرار أحمد الشرع رئيس تحرير تنفيذي في قسم الأخبار في قناة سكاي نيوز عربية: لم تتمكن إلى الآن مواقع التواصل الاجتماعي من أن تكون بديلاً عن الصحافة سواء المكتوبة أو المسموعة أو المرئية، علماً أنها قد تكون كذلك في السنوات العشر المقبلة أو العقد التالي ربما. وعزا ذلك إلى أن المواطنين في العالم العربي يستخدمون مواقع التواصل كوسيلة شخصية لا إعلامية مما يدعوه كصحافي ليتعامل مع الأمر بحذر نوعاً ما، مؤكداً أنها ومن دون أدنى شك فتحت آفاقاً وأبواباً جديدة لم تكن موجودة من قبل. واستشهد الشرع بالتغطية الإعلامية التي تحظى بها أحداث اليوم في سوريا وتباينها مع نوع التغطية لأحداث حماة عام 1982، وما تتيحه مواقع التواصل اليوم من كشف الوجه الحقيقي للأحداث المروعة بشكل مباشر. مصاعب وأوضح الكاتب الصحفي سليمان جودة أن الإعلام المكتوب سيظل يحظى بمكانته المرموقة لدى شريحة غير قليلة من المجتمع، خاصة أن الكلمة المكتوبة لها من السحر ما يجعل الباحثين عنها يواجهون أي مصاعب للحصول عليها، موضحاً ضرورة الاعتراف بأن الإعلام الرقمي أصبحت لديه شعبية لا يمكن الاستهانة بها، وأصبح مقصداً للباحثين عن المعلومات الآنية السريعة، لكنه برأيه سيظل هذا الإعلام عاجزاً عن تقديم وجبة دسمة من التحليلات والآراء العميقة والرؤى والاستراتيجيات التنويرية، التي تتيحها الصحف الورقية. ولفت إلى أهمية إدراك أن تطور الإعلام الرقمي مشروط بمصداقية معلوماته التي يتيحها، وأنه لا توجد بالعالم العربي رغم التطورات المتسارعة تكنولوجيا أي جريدة أغلقت لأسباب اقتصادية أو لعدم مواكبتها هذه الحداثة المعلوماتية. دور من جهته أشار الإعلامي والمؤلف اللبناني زاهي وهبي إلى أنه مهما طورت الصحافة الورقية في دورها ووظيفتها، ففي نهاية المطاف لا بد لها من التوقف، وأخذ استراحة قد تكون أبدية لأن المواقع الإلكترونية سواء التابعة للصحف نفسها أو مواقع التواصل تشكل بديلاً سيما للشباب عن الصحافة الورقية. وقال: من يقيمون علاقة حميمة مع الصحافة الورقية هم الأجيال التي تودع وليست التي تستقبل هذه الدنيا، ولذلك لا أتوقع أن تعيش أكثر من عقد من الزمان، فالمستقبل للفضاء الافتراضي أمر نقوله بكثير من الحنين لزمن الورق، لكني أعتقد أن الأمر يختلف مع الكتاب لاختلاف وظيفته على الرغم من مزاحمة الكتاب الإلكتروني. ويعتبر سمير الصباح الصحافي السابق في وكالة رويترز والمستشار الإعلامي الحالي أن الصحافة الورقية ستبقى على نحو عددي أقل نظراً لتراجع الاستهلاك خاصة في أوساط الجيل الجديد الذي يبتعد شيئاً فشيئاً عن الورق، مشيراً إلى الكثير من الصحف في العالم التي أقفلت ورقياً وبقيت رقمياً أخيراً. وأعرب عن اعتقاده بأن نخبة من القراء ستستمر في قراءة الصحيفة الورقية، مضيفاً:هناك من قال إن مفهوم الإذاعة سيندثر مع ظهور التلفزيون إلا أن ذلك لم يحصل، والوضع هنا مماثل، وهناك عدد من الأمور التي يجب أخذها هنا بعين الاعتبار لا سيما التكلفة تنظيم أوضح الدكتور ياسر عبدالعزيز أن الإعلام الرقمي في طريقه إلى تسيد الساحة الإعلامية والمعلوماتية، لكنه بوجهة نظره يحتاج إلى كثير من الأطر التي يجب أن تحكم عمله، عبر تنظيمه ومأسسته وقوننته، بحيث يمكن الاعتماد على هذا النوع من الإعلام مستقبلاً وبعد أن يكون تخلص من السلبيات التي يعاني منها حالياً ومن أهمها عدم الدقة الآنية لأي معلومة مطروحة، حتى يمكن مساءلته ومحاسبته.

مشاركة :