معبر رفح... معاناة تتجدد بعد إغلاقه 85 يوماً

  • 5/12/2016
  • 00:00
  • 40
  • 0
  • 0
news-picture

رفح - وكالات: للمرة الثانية في نفس المكان، صالة أبو يوسف النجار بخانيونس جنوب قطاع غزة، ولذات الغرض، عادت المسنة روحية صلاح (70عامًا) وهي مصرية الأصل لتتصدر المشهد، وتخطف أنظار العالقين، وتستعطف كُل من يُحيط بها. لم يختلف شيء سوى الزمان، قابلناها في فبراير الماضي، عندما ضج صوتُ صراخها وعويلها أرجاء صالة المسافرين، واليوم تعود من جديد لتتصدر عنوان مُعاناة آلاف العالقين في قطاع غزة، جراء إغلاق معبر رفح البري، منذ 85 يوماً. "صلاح" دفعت بجسدها، رغم كبر سنها، بين عشرات العالقين المُتكدسين أمام نافذة الجوازات في صالة المسافرين بمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تحمل بيدها جواز سفرها وزوجها المريض المُقعد على كرسيٍ مُتحرك ونجليها، أملًا في السفر عبر معبر رفح. وصلت "صلاح" أخيرًا لموظف التسجيل، لكنها لم تستطع الوصول لمرادها، حاولت الوصول من مدخل آخر لموظفين آخرين لذات الغرض دون جدوى، فتوجهت بعدها لعناصر الأمن الذين يسهلون ويحافظون على أمن المسافرين، لكن دون جدوى. تواصل في تلك اللحظات بُكاءها بحرقة، علها تجد ما يُحقق لها حُلمها ويُنهي رحلة ألمها، لتعاود مُجددًا الصراخ على العاملين في المعبر: "ردوا علي، زوجي مريض، زوجي بده عملية، حرام عليكم، حرام عليكم يا عالم"، لم يكن بمقدورها في تلك اللحظة تمالك نفسها، فانهارت أرضًا. تدخل أبناؤها والشرطة النسائية وبعض المسافرين لإنقاذها، وتوفير كرسي بلاستيكي صغير بجوار زوجها المُقعد رسمي صلاح (72عامًا)، الذي لا يستطيع الحركة أو التحدث. خلف أسوار الصالة التي تعتبر ناديا رياضيا لكرة السلة والطائرة في الأيام العادية، اتكأ أديب الدعاليس (55عامًا) من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، محدقا في المُدرج المليء بآلاف المسافرين من مُختلف الفئات، ويتساءل عما إذا الحظ سيحالفه بالسفر أم لا. الدعاليس بدت عليه علامات اليأس، على الرغم من أن كبار السن يُزاحمون لأجل السفر، وبقي ينتظر كغيره من الجالسين من خلفه على المدرجات؛ وهو ينوي السفر لتركيا لعلاج نجله عبد الله "23عامًا" المصاب في قدمه ويحتاج "لركبة صناعية". الدعاليس سجل للسفر قبل نحو عام، وتوجه للمعبر خلال تلك الفترة مرتين والثالثة أمس للسفر، لكن الحظ لم يسعفه في السفر؛ بعدما عجز الأطباء عن علاجه في المستشفيات الفلسطينية، ليضطر للسفر على نفقته لتركيا، وكل يوم يمر دون تمكنه من السفر، تتضاعف حالة نجله، كما يقول.

مشاركة :