قديمة هي العلاقة الطردية ما بين المدرب والإدارة، ولن تكون مبالغاً إذا وصفت قدمها من المهد إلى اللحد! يتفاقم الأمر إذا كانت الإدارة من هذا النوع الذي يدس أنفه بشكل مستمر في عمل المدرب، ويقل إذا كانت الإدارة من النوع المقل! الفقرة السابقة تعني أن التدخل موجود موجود وكأنه أمر فطري، فليست هناك إدارة في العالم لا تتدخل، لكن اللعبة الخطرة تكمن دائماً في أمرين، الأول تحكمه النسبة، أي إلى أي درجة يكون التدخل، فإذا كان من باب العلم والتفاهم فهذا جائز، وإذا كان من باب التسلط وممارسة التدخل كهواية فهذا لا يجوز! أما الأمر الثاني في اللعبة الخطرة فيطفو ويتعقد إذا تضاربت الآراء واستحكمت، وانتصر الرأي الإداري في النهاية على الرأي الفني!! ويبدو في القضية سؤال هام: لماذا كل هذه الرغبة الجامحة في التدخل، رغم أنك أنت الذي استقدمت المدرب براتب يقدر بالملايين؟!! إذا كنت قادراً على الصياغة الفنية فلماذا لا تفعلها بنفسك، ولماذا كل هذه الجهود والتدقيق في الاختيار، ولماذا كل هذه الأموال؟! نعم إذا كانت مهنة المدرب بهذه السهولة فلماذا على الأقل استيراد المدربين الأجانب بالعملة الصعبة جداً، ولماذا لا نأتي بأهل الدار مثلاً وعددهم فاق الثلاثمائة؟!! إثارة هذه القضية الأزلية الآن يدفعنا إليها ما ظهر على السطح في الآونة الأخيرة، علماً بأن الذي لم يظهر ليس بالقليل، لكنه من نوعية القضايا المسكوت عنها!! ناديان أحدهما قرر الاستغناء عن مدربه، والثاني على وشك!! الشباب، أنهى شهر العسل مع مدربه البرازيلي، وكانت الخلافات قد بدأت عندما جهر المدرب بما لا يجب أن يقوله، من وجهة نظر الإدارة، كشف سراً لم يكن بمقدوره أن يخفيه دفاعاً عن وجوده: الإدارة أبعدت اللاعب الذي أريده وجاءت بآخر لا أريده!! الوصل، وصل إلى نفس الحالة في الآونة الأخيرة، المدرب الأرجنتيني كالديرون على حافة الهاوية، يبتعد عن الفريق في الوقت الحرج، وفي واحدة من أهم مباريات الموسم، والسبب خلاف إداري، صورة طبق الأصل مما حدث في الشباب، المدرب يتهم الإدارة بأنها أبعدت لاعباً يريده المدرب وجاءت بآخر لا يريده!! كان المدرب جريئاً أكثر من اللازم وهو يعلن لرجال الصحافة تصريحاً كان لا بد وأن يكون عنواناً رئيسياً من فرط إثارته: لعبت في الدور الأول بخطتي، ولعبت في الدور الثاني بخطة الإدارة!! هذا التصريح الجريء لم تتحمله إدارة الوصل فأقعدت المدرب في البيت، وجاءت بابن البلد سليم عبد الرحمن ليقود الفريق اليوم أمام العين في دور الثمانية من كأس رئيس الدولة التي يبحث عنها الوصل! دعونا نتفق على أن ذلك ليس بدعة في كرة القدم، بل هي أمور واردة وتحدث، لكن لا يمكنك تغافلها نظراً لخطورتها وتأثيرها في مسيرة الفرق، فالمدربون المناسبون أو الناجحون عملة نادرة!! كلمات أخيرة Ⅶلفت انتباهي تصريح مقتضب لرئيس مجلس إدارة الوصل الأخ راشد بالهول قال فيه: لن يتم الاستغناء عن خدمات المدرب كالديرون، وما يحدث هو منح الطرفين فرصة لترتيب الأوراق، والتصريح من النوع الخطر، ولاننسى أن المدرب اسم كبير وله بصماته وعقده مستمر حتى 2017!! Ⅶالأمر الذي لا شك فيه أن الوصل في حالة غضب شديد، وإلا ما جلس المدرب بالبيت في مباراة حاسمة مع العين في كأس رئيس الدولة!! Ⅶللوصل حساباته، وكما كان المدرب جريئاً في تصريحاته، فإن النادي أظهر جرأة أشد، ومن يدري، فربّ ضارة نافعة، ما رأي العين؟!!
مشاركة :