نعى حزب الله اللبناني مسؤول "العلاقات الإعلامية" في الحزب محمد عفيف الذي اغتيل في غارة إسرائيلية خلال تواجده في مبنى المقر المركزي لحزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة رأس النبع في بيروت. وقال الحزب في بيان صدر في وقت متأخر من ليل الأحد-الاثنين "ننعى محمد عفيف النابلسي مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين" في غارة إسرائيلية "إجرامية عدوانية" بعد "مسيرة مشرفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم". وعفيف هو نجل رجل الدين الشيعي الراحل الشيخ عفيف النابلسي، ويتولى منذ العام 2014 مسؤولية العلاقات الإعلامية في حزب الله وكان منذ العام 2010 عضوا في المجلس السياسي للحزب ومستشارا للأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، وكان قبل ذلك منذ العام 2004 مدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة ((المنار)) التابعة للحزب. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية "القضاء" على مسؤول "وحدة الدعاية" في حزب الله محمد عفيف. وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة ((إكس)) إن "غارات طائرات حربية لسلاح الجو أغارت بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات العسكرية في منطقة بيروت وقضت على المدعو محمد عفيف مسؤول وحدة الدعاية في حزب الله الذي يعمل ناطقا باسم التنظيم الإرهابي". من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن "غارة العدو الإسرائيلي على رأس النبع أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد أربعة أشخاص من بينهم امرأة وإصابة 14 آخرين بجروح من بينهم طفلان". كما أفاد البيان ذاته في حصيلة محدثة ثانية بأن الغارة الإسرائيلية التي طاولت مساء أمس شارع مار الياس السكني التجاري في بيروت أدت إلى "استشهاد شخصين وإصابة 22 آخرين بجروح". وطاولت الغارة الثانية أمس على بيروت متجرا لبيع الأجهزة الإلكترونية لآل ماضي، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير عملت فرق الإطفاء طوال ساعات للسيطرة عليه. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستهدف من الغارة هو رئيس قسم العمليات في الجبهة الجنوبية لحزب الله الذي "أخذ دورا عسكريا بارزا بعد تصفية قيادات الصف الأول"، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن "هدف الهجوم في بيروت هو محمود ماضي مسؤول العمليات على الجبهة الجنوبية لحزب الله". وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن قبل وبعد ظهر أمس ثلاث موجات من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية بعد ثلاثة إنذارات وجهها أدرعي إلى سكان مبان محددة في خرائط على منصة ((إكس)) في مناطق مختلفة من الضاحية. وطاولت الغارات التي بلغ عددها 11 غارة مناطق حارة حريك وبئر العبد والشياح وبرج البراجنة موقعة دمارا كبيرا في الأبنية المستهدفة وأضرارا كبيرة في الأبنية المجاورة. ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة. ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله والجيش الإسرائيلي قبل أكثر من عام، قتل 3481 شخصا وأصيب 14786 آخرون، وفق بيان رسمي لبناني صدر مساء الأحد، فيما أفادت الأمم المتحدة بنزوح نحو مليون و400 ألف إلى مناطق أكثر أمنا بسبب الهجمات الإسرائيلية الكثيفة.
مشاركة :