أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الهيئة منذ تأسيسها التزمت ببناء صناعة متكاملة الأطراف متينة الأسس، واستغرقت الوقت لإيجاد البنية التحتية سواء الأنظمة والتشريعات أو التوعية وبناء القناعات مع المجتمع، وكذا مد الجسور والشراكات مع جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية التي تتكامل لإنشاء صناعة السياحة والتراث الحضاري الوطني. وقال إنها انتقلت بعد ذلك لمراحل تمكين الشركاء لتولي قيادة أنشطة محددة وقطاعات أنشأتها الهيئة، أو احتضنتها في بعض المراحل، قبل أن تصل الهيئة إلى مرحلة الانحسار وتسليم بعض القطاعات للشريك الذي جرى تمكينه أو لجهات جديدة بعد أن يتم تأسيسها، وهي المنهجية التي اعتمدها مجلس إدارة الهيئة عام 1425هـ، وبدأ تفعيل هذه المرحلة عام 1435هـ عندما أعلنت الهيئة عن تأسيس برنامج "التطوير الشامل" الذي كان هدفه تركيز أنشطة الهيئة على استكمال مرحلة البناء. وأشار في تصريح صحافي عقب مشاركته البارحة الأولى، في حفل إطلاق (فعاليات وبرامج صيف السعودية 37) في الدمام برعاية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، إلى اهتمام الهيئة بالاستثمار في الشركاء للنهوض بصناعة السياحة. وبين أن إطلاق فعاليات الصيف الذي يشارك فيه عدد كبير من المنظمين يعد ثمرة هذا الاستثمار، حيث مجالس التنمية السياحة والمنظمين والعروض الشعبية والفعاليات التي يشارك فيها عدد كبير من أبناء الوطن. الأمير سعود بن نايف والأمير سلطان بن سلمان بعد وضع حجر الأساس لجامع الأمير فهد بن سلمان. تصوير: عمران حيدر «الاقتصادية» ولفت إلى ما قامت به الهيئة من الدفع باستقلال عدد من القطاعات والأنشطة بعد التأكد من نضوجها مثلما هو الحال مع الاستثمارات السياحية الكبرى التي تسعى الهيئة لتسليمها لصندوق الاستثمارات العامة عبر إنشاء شركة التنمية السياحية، ومثلما حصل مع نشاط الترفيه الذي أنشأت الدولة هيئة مستقلة له لتشرف على أنشطة الترفيه المتعلقة بالسياحة، إضافة إلى إشرافها على أنشطة الترويح عن السكان الذي كانت تشرف عليه الأمانات والبلديات. وأكد أن الالتزام بإنشاء صناعة متكاملة للسياحة والتراث، إحدى المنهجيات التي استقتها الهيئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي قاد تجربة في منطقة الرياض ركزت على تمتين الأساسات والتواصل مع المواطنين لمعرفة توجهاتهم ومطالبهم ولشرح التوجهات قبل التقدم نحوها. وقال الأمير سلطان بن سلمان، إن الهيئة ركزت منذ بدايتها على إنشاء قطاع متكامل للسياحة، وكذلك الحال مع قطاع التراث الذي أنشأته الهيئة، موضحا أن القطاعات تحتاج إلى عدة مبادرات وأنظمة لتنمو وتزدهر، الأمر الذي جعل الهيئة تركز على تأسيس منظومة من الأنشطة والخدمات التي لم تكن موجودة سابقاً مثل منظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين ومنظمي الفعاليات. وذكر أن "إطلاق مهرجانات وبرامج صيف السعودية"، مناسبة مهمة لإبراز فعاليات وبرامج الصيف التي أصبحت نشاطا اقتصاديا مهما، يسهم بشكل مؤثر في زيادة الإقبال على الرحلات السياحية المحلية في مختلف مناطق المملكة، مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلتها مجالس التنمية السياحية في المناطق برئاسة أمراء المناطق، إضافة إلى لجان التنمية السياحية لتنظيم هذه المهرجانات التي أصبحت صناعة تدار من شركات متخصصة بدعم وتأهيل من الهيئة. وشهد الحفل العروض الثقافية والشبابية والترفيهية المتنوعة المقامة بالمناسبة التي تعكس صورا حقيقية للأنشطة والمقومات الثقافية والسياحية. ووضع الأمير سعود بن نايف والأمير سلطان بن سلمان حجر الأساس لجامع الأمير فهد بن سلمان. من جهة أخرى، دشن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة خلال احتفال كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود بمرور عشر سنوات على إنشائها، أمس، كرسي التراث الحضاري في المملكة، كما دشن الجمعية السعودية للسياحة. بعد ذلك افتتح المعرض المصاحب للاحتفال، الذي تضمن صورا من أعمال وأنشطة الكلية ومراحل عملها.
مشاركة :