القوات النظامية تتقدم في غوطة دمشق في ظل توتر بين الفصائل الإسلامية

  • 5/12/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

استغلت القوات النظامية السورية التوتر المستمر بين فصائل إسلامية في الغوطة الشرقية لشن هجوم جديد أمس تمكنت خلاله من التقدم في منطقتي مزارع الركابية ودير العصافير، فيما استمرت المعارك بين الجيش الحكومي وتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي حيث يهدد التنظيم المتشدد مرة جديدة بحصار مدينة تدمر بعد أسابيع فقط من طرده منها بمساعدة جوية روسية. وأفادت «الدرر الشامية» المعارضة بأن قوات الحكومة السورية «سيطرت على نقاط جديدة داخل مزارع الركابية، ودير العصافير، وحوش العدمل بعد معارك اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى الأربعاء»، موضحة أنها «تحاول السيطرة على منطقتي دير العصافير والركابية لحرمان الغوطة الشرقية من مزارع مهمة تزوِّدها بالأغذية المختلفة، وبخاصة القمح، مستفيدة من ضعف تعزيزات جبهات القتال من طرف الثوار بعد اندلاع الاقتتال الداخلي بين الفصائل قبل أيام». ولفتت «الدرر» إلى أن قوات فصيلي «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» انسحبت قبل 3 أيام من بلدة مسرابا المتنازع عليها والتي سُلّمت إلى شرطة الغوطة الشرقية «كبادرة حسن نية» من أجل التوصل إلى اتفاق وتفاهم ينهي الاقتتال بين الطرفين. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «قوات النظام تمكنت من التقدم في نقاط خلال معارك مع فصائل في غوطة دمشق الشرقية». وأضاف أن «اشتباكات عنيفة» تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط بلدة الركابية ومزارع بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية «وسط تقدم جديد لقوات النظام وسيطرتها على نقاط عدة في المنطقة». وتابع أن «اشتباكات عنيفة» تدور كذلك بين الطرفين في محيط قرية الطيبة في ريف دمشق الغربي. وذكر المرصد، في غضون ذلك، أن غوطة دمشق الشرقية ما زالت «تشهد توتراً بين فيلق الرحمن والفصائل المساندة له من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر»، مشيراً إلى «ورود معلومات عن إعادة الأخير (جيش الإسلام) نشر مقاتليه في مسرابا بعد انسحابه منها، من دون حدوث اشتباكات بين الجانبين». وزاد أن «فيلق الرحمن» و «جيش الفسطاط» يستمران، في المقابل، في «قطع الطرق المؤدية بين بلدات الغوطة الشرقية ومدينة دوما، من طريق وضع سواتر ترابية على الطرق الرئيسية المؤدية إلى دوما، ومنع الدخول والخروج من المدينة الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام». إلى ذلك، أورد المرصد معلومات عن أن أسبوعاً من المعارك في خان طومان في ريف حلب الجنوبي أوقع نحو 80 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف المسلحين السوريين وغير السوريين الموالين للنظام، علماً أن المدينة سقطت في أيدي فصائل إسلامية مختلفة بينها «جبهة النصرة». وأقرت الحكومة الإيرانية قبل يومين بأن فصائل المعارضة ما زالت تحتفظ بجثث 12 من «المستشارين» العسكريين الإيرانيين الذين قُتلوا في خان طومان. وذكر المرصد أن شريطاً مصوراً وُزّع حديثاً أظهر مقاتلين من «الحزب الإسلامي التركستاني» خلال اقتحامهم خان طومان في الخامس من الشهر الجاري، «مستخدمين دبابات وعربات مدرعة في الهجوم». وأضاف أنه ظهر في الشريط المصوّر عناصر من الحزب التركستاني وهم يتجولون داخل خان طومان «ومعهم أسرى من جنسيات غير سورية». كما أظهر الشريط جثثاً لمسلحين موالين للنظام من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، إضافة إلى عملة ورقية إيرانية و «رايات للمسلحين الشيعة الموالين للنظام». وأشار المرصد إلى أنه وثّق منذ 5 أيار (مايو) وحتى 11 من الشهر ذاته «مقتل ما لا يقل عن 79 عنصراً من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وعراقية ولبنانية وإيرانية، بينهم 20 إيرانياً من ضمنهم 13 مستشاراً، و6 عناصر من حزب الله اللبناني، و21 مقاتلاً أفغانياً، و14 من عناصر قوات النجباء العراقية، و18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية». وأضاف: «ارتفع إلى 94 عدد المقاتلين من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية وتنظيم جند الأقصى والفصائل المقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني ممن قضوا في المعارك التي دارت في خان طومان ومحيطها في ريف حلب الجنوبي، منذ 5 الشهر الجاري وحتى اليوم، ومن ضمن مجموع خسائر المقاتلين أكثر من 35 مقاتلاً من الحزب الإسلامي التركستاني». وتابعت إحصائية المرصد: «أسفرت الضربات الجوية المكثفة والقصف المدفعي والصاروخي والاستهدافات المتبادلة والاشتباكات العنيفة بين الطرفين، عن إصابة أكثر من 300 مقاتل وعنصر من الفصائل والنصرة والتركستان وجند الأقصى، والمسلحين الموالين للنظام من جنسيات عربية وآسيوية وسورية، بينهم العشرات ممن بترت أطرافهم إضافة إلى آخرين أصيبوا بجروح بليغة». في غضون ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام من جهة وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط حقل المهر النفطي في ريف حمص الشرقي، وفي محيط مطار «التيفور» العسكري، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في حقل شاعر ومدينة السخنة ومحيطها في ريف حمص الشرقي، وفق ما جاء في تقرير للمرصد أمس. وكان المرصد ذكر الثلثاء أن «داعش» تمكن «من قطع طريق الإمداد الرئيسية بين حمص وتدمر قرب مطار التيفور العسكري بعد شنّه هجوماً من شرق حمص». ويأتي هذا التقدم بعد أسابيع فقط من استعادة الجيش السوري السيطرة على تدمر الأثرية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «تمكن التنظيم من قطع الطريق يأتي في إطار هجوم هو الأوسع له منذ استعادة الجيش بدعم روسي السيطرة على تدمر» في 27 آذار (مارس). وأضاف: «تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش في المنطقة»، مشيراً إلى أن «داعش يحيط بتدمر من كل الجهات باستثناء الجهة الجنوبية الغربية»، موضحاً أن أقرب نقاط تواجد التنظيم تبعد عشرة كيلومترات عن تدمر. وفي شرق البلاد، قصفت طائرات حربية منطقة شواخ في حي الحميدية في مدينة دير الزور، فيما شنّت طائرات أخرى ما لا يقل عن 4 غارات على بلدتي عياش والخريطة بريف دير الزور الغربي، وفق المرصد الذي أشار أيضاً إلى مقتل شخصين «نتيجة قصف طائرات حربية بعد منتصف ليلة (أول من) أمس مناطق في مدينة الرقة» المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سورية. أما في الحسكة المجاورة، فقد أعلنت وكالة «أعماق» التابعة لـ «داعش» أن ستة «انغماسيين» هاجموا مواقع لقوات سورية الديموقراطية التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية في ريف مدينة الشدادي، مشيرة إلى أن أربعة منهم فجّروا أحزمة ناسفة وسط معارضيهم ما أدى إلى مقتل وإصابة قرابة 20 منهم. وفي محافظة درعا في جنوب البلاد، تحدث المرصد عن مقتل 4 من لواء إسلامي تابع لـ «حركة أحرار الشام» بينهم قيادي عسكري ومسؤول القسم المالي في اللواء، خلال «الاشتباكات المستمرة» مع «لواء شهداء اليرموك» المبايع لتنظيم «داعش» في ريف درعا الغربي. وأوضح أن اشتباكات عنيفة تدور بين «لواء شهداء اليرموك» و «حركة المثنى الإسلامية» من جهة، والفصائل الإسلامية و «جبهة النصرة» من جهة أخرى في محيط بلدة عين ذكر وسد سحم الجولان وسد كوكب في ريف درعا الغربي، ترافقت مع قصف مكثف على تمركزات «لواء شهداء اليرموك» في المنطقة.

مشاركة :