واكب ـ مرعي قاسم – الدمام- يلعب التسامح دورا ً هاما ً في رقي المجتمعات ،فهو منبع للأخلاق والقيم السامية والتي تدعو إليها ثقافتنا الإسلامية، فسجل التاريخ الإسلامي حافل بالكثير من الوقائع والقيم التي تجسد أثر التسامح في تكوين العلاقات الإيجابية ،وتعزيز جسور التواصل بين المجتمع ،وأيضا ً توثيق أواصر الصداقة بين الأفراد بالمجتمع ،فهو قوة ناعمة وقيمة أخلاقية في نهوض المجتمعات مما يترجم مدى مواكبة تلك المجتمعات لخطوط البنية التحتية الثقافية والحضارية . التسامح وقصص الواقع المعاصر من جانبها أعربت الوكيلة التعليمية والمدرسية في الثانوية الثانية بالظهران بدرية العميري عن مفهوم التسامح بأنه قيمة إنسانية عظيمة ومعنى نبيل فهي تقرب الأشخاص من بعض وتجعلهم مترابطين. وعن أهمية وأثر التسامح في حياتنا ذكرت إنه احترام لحقوق الإنسان وقدراته والتسامح يساهم في تخفيف التوترات والصراعات الاجتماعية ويعزز التعاون والتضامن بين الأفراد والجماعات وتجعلهم مترابطين روحياً ومعنويا ًوتعزز الشعور بالرحمة والمودة والتعاطف والألفة بين الناس. وعن وسائل ترسخ التسامح في نفوس النشء والشباب قالت :العلم بعظيم الثواب الذي جعله الله للعافين عن الناس ومجاهدة النفس على التحلي بمكارم الأخلاق كما حث عليه نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعرفة فوائد العفو وآثاره الطيبة في الدنيا والآخرة. وبينت دور تكاتف جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية مع المدرسة والأسرة ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية في رفع الوعي الثقافي بأهمية التسامح والذي ينسجم مع ما تدعوا إليه حكومتنا الرشيدة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز( حفظه الله) وولي عهده الأمين ( أيّده الله) حول التكاتف والتسامح ونشره في مجتمعنا الإسلامي وكذلك نشر ثقافة التسامح في وسائل الإعلام بين الأفراد. ومن نماذج وقصص التسامح من الواقع المعاصر فإننا قد نسمع كثيرا من القصص الجميلة في التسامح بين الناس ويحدث الكثير من المواقف بين الناس التي تدعو إلى التسامح والعفو مثلاً أثناء القيادة في السيارة السماح بمرور السيارات في الطريق مما يدل على الرقي في التعامل ،وكذلك الجيران وما يحدث من خلاف بين أبنائهم في الطريق أو عند اللعب وتسامح الجيران في تعامل الأطفال مع بعض وكذلك الأخوة في المنزل والأسرة عندما يحدث خلاف بينهم حول أدوات تم أخذها أو اللعب فتشرع الأم لتعليم أبنائها التسامح والاعتذار والعفو لاستمرار هذه القيمة الجميلة بين الناس. وأضافت بأن دور التسامح يكمن في تعزيز التواصل وتكوين العلاقات وأن التسامح قيمة إنسانية تسهم في تعزيز وتحقيق التماسك في النسيج المجتمعي والاستقرار ومن ثم تحقيق التطور والازدهار. ومن جهتها بينت ثمرة التسامح في خلق جيل راقي ومواكب للنهضة الحضارية التي تشهدها البلاد بأنه يساهم في تماسك المجتمع ويزيد من النمو الثقافي في المجتمع ويساعد الأفراد على التخلص من المشاعر السلبية مما ينتج لنا جيل متعاون ومتضامن يتعامل باحترام ويتواصل برقي في تكوين علاقاته . بذور التسامح وروت معلمة اللغة الإنجليزية في الثانوية الثانية بالظهران هيا السبيعي قصة (بذور التسامح) بقولها: في حي صغير في إحدى المدن العربية نشأت” ليلى” وسط مجتمع متنوع يضم عائلات من ثقافات مختلفة وكان الحي يعج بالحياة النابضة و بطبيعة الحياة كانت تظهر مشاحنات صغيرة لم تفهم ليلى سبب تلك الخلافات فقد كانت ترى في الاختلاف جمالاً ومصدر للتعلم. وفي يوم من الأيام حصل خلاف كبير بين جيرانها حول تنظيم احتفال في الحي واختلفت الآراء وكل فريق يعتقد بأنه على حق وشعر الجميع بأن التسامح مفقود وأن العلاقات أصبحت متوترة وقررت حينها ليلى أن تتخذ خطوة جريئة جمعت الجيران في ساحة الحي ودعتهم للحديث والحوار وقالت لهم: ” نحن نعيش معاً منذ سنوات ، ولا يمكن أن نختلف بسبب مشكلة صغيرة وإذا استمرينا هكذا سنفقد ما يميز حينا روح الوحدة والتآلف فلنجرب أن نتسامح ولنحاول أن نفهم بعضنا بدلاً من التركيز على خلافاتنا . وبعد حوار صريح أدرك الجميع أنهم كانوا يسمحون للخلافات البسيطة بأن تكبر اعتذر كل فريق للآخر وبدأ العمل معاً لتنظيم الاحتفال بطريقة تضمن سعادة الجميع وأضافت ولا شك أن لحكومتنا الرشيدة دور كبير في نشر التسامح من خلال إطلاقها للعديد من المبادرات التي تساهم في تعزيز مبدأ التسامح فعلى سبيل المثال إطلاق الحملات التوعوية فنظمت الحكومة البرامج الإعلامية التوعوية عبر وسائل الإعلام والمدارس لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر. وبينت بقولها: بأن التسامح ليس مجرد كلمة بل هو أسلوب حياة يحتاج إلى تعزيز دائم ، وبالتكاتف يمكننا بناء وطن تسوده روح المحبة والوحدة مهما اختلفت خلفياتنا التسامح ورفع جودة الحياة وأردفت عبير السلطان معلمة اللغة العربية في الثانوية الثانية بالظهران بأن التسامح هو قدرات فسيولوجية للعفو عن الناس وعدم رد الإساءة وهو نابع من قلب صاف يغلب عليه الحب والعطف وهو كذلك انتصار على نزعات النفس البشرية . وأضافت ويساعد التسامح على التخلص من التراكمات والمشاحنات والأخذ بالثأر فالتسامح يعكس شعور السعادة والراحة والرضا. وعن وسائل تعزيز ونشر قيم التسامح ذكرت إن استثمار المؤسسات الاجتماعية( أسرة، مدرسة) وسائل الإعلام في نشر ثقافة التسامح. وبينت دور التسامح في تعزيز التواصل وتكوين العلاقات بقولها: يساهم التسامح في تعزيز التواصل وتكوين العلاقات الإيجابية ويعزز التعاون ويخلق الراحة النفسية ويبني جسراً من التفاهم والمصالحة مع الآخرين. وعن ثمرة التسامح في خلق جيل راقي ذكرت التسامح قيمة تساعد على تعزيز الشعور بالسلام الداخلي وهو أحد روافد تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد وله أثر واضح في رفع جودة حياة الإنسان ويعطي دفعة قوية لأفراد المجتمع للإحساس بالأمل وتجديد الشعور بالخير والعطاء. تأصيل مبدأ التسامح وقالت جوزاء العتيبي مساعد اداري في الثانوية الثانية بالظهران جميل أن التسامح يكون موجود في حياة الشخص فهو خصلة حميدة لابد أن تكون متأصلة في داخل الإنسان ولا بد للإنسان أن يكون قادر على العفو والمسامحة عندما يواجه خصام في حياته لأنه من أخلاق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وحثنا عليه ديننا الإسلامي ولا بد للشخص أن يبدأ في ترسيخه في نفسه أولاً وفي أبنائه و أسرته ومجتمعه لكي ينشأ لنا جيل قادر على العيش في بيئة سليمة خالية من الحقد والبغض وقادر على مواجهة مشاكله وعقبات الحياة والتحكم في ضبط مشاعره وتكوين علاقات جيدة مع من حوله لكي ينشأ الجيل في حب وسلام. التسامح أسلوب حياة وأوضحت الطالبة غدير الشخص من الثانوية الثانية في الظهران بأن التسامح هو خلق يستخدمه الناس لتخطي ويكون عندما يتخطى قلبك وعقلك عن أشخاص آذوك أو جرحوك والتسامح يوحد القلوب ويشفي الصدور فعندما نسامح نحن لا نغفر لغيرنا بل لأنفسنا ونمسح اختياراتنا الخاطئة نسامح وقراراتنا في النهاية لأجلنا بالمرتبة الأولى ثم لغيرنا. وأضافت بأن من وسائل ترسيخ قيم التسامح هي خطبة يوم الجمعة ويوم العيد والإذاعة الصباحية وسائل التواصل الاجتماعي وعن تعزيز قيم التسامح هو الاقتداء بالرسول الكريم واستثمار البودكاست لأن العديد من الشباب يستمعون إليه بكثرة ومن النماذج العالقة في الذاكرة عن التسامح هو سلوك نبينا وسيد الخلق فكان دوما ًيعفي عن كفار قريش وسامح الذين آذوه وإلى الآن البشرية تسامح وتعطي لأنها طبيعتنا وفطرتنا وعندما يكون هناك مجتمع متسامح تزيد فيه الألفة والمحبة وتقوى العلاقات . الحوار البناء وتعزيز قيم التسامح ولفتت جوزاء الشمري المساعد الإداري الممارس الثاني في الثانوية الثانية بالظهران بأن التسامح يعزز العلاقات الاجتماعية ويرفع من سقف التعايش بين أفراد المجتمع وله آثار إيجابية تعود على الفرد وعلى المجتمع حيث يشعر الفرد المتسامح بالسعادة والرضا وطيب العيش . وذكرت أن الحوار البناء هو من وسائل ترسيخ قيم التسامح وتلعب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تعزيز مبادئ التسامح والتعايش السلمي والاحترام المتبادل وتقبل الرأي الآخر ، وتحقيق الصداقة بين البشر. وروت لنا من ذاكرة التاريخ والسيرة العطرة لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنه عند فتح مكة وتولى النبي زمام الأمور وكان ما زال يمكث في مكة الذين قاموا بإلحاق الأذى به واتهموه بالباطل واتهامات ما أنزل الله بها من سلطان ولكن الرسول الكريم سامحهم وقال لهم( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) . وأضافت يعمل التسامح في تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال تقوية أواصر العلاقات والتفاهم وقبول وجهات النظر المتنوعة وهذا المنهج لا يعزز التعاطف فقط بل يساهم أيضا في حل النزاعات والتعايش السلمي داخل المجتمع . وذكرت بأن ثم التسامح يكمن في أن المملكة العربية السعودية بفضل توجيهات القيادة الحكيمة ورؤيتها الوسطية أصبحت نموذجاً عالمياً يحتذى به في تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام بين الشعوب. التسامح ومساحة جديد وأوضحت الطالبة يارا المولد من الثانوية الثانية بالظهران بقولها: كون الشخص يسامح أي شخص أخطأ بحقه ولا يجعل أي خطأ يعيق عامل التقدم لأن كل شخص معرض بأن يرتكب الأخطاء فلابد من إعطاء فرصة أخرى للآخرين وأضافت ويجب على الشخص أن يتخيل نفسه في عالم خالي من التسامح فسوف يكون الوضع صعب لا محالة. التسامح وحسن الظن وقالت الطالبة أروى الممتن من الثانوية الثانية بالظهران أن تعفو عن شخص آذاك أو سبب لك مشكلة وهو قد يكون يقصد الأذى أو لا يقصده فأنت تسامحه لحسن ظنك به ولفتت بأن التسامح سلوك مهم وهو خلق محمود وأثر التسامح كبير فإن لم نتسامح سيعم الفساد وتندم ثقة الناس ببعضهم وسوف ينتشر الشعور بالذنب. ومن أروع قصص ونماذج التسامح هو تسامح نبينا يوسف لإخوانه الذين رموه بالبئر . وأردفت بأن التسامح يساعد على سلامة العلاقات سواء كانت علاقة الصداقة أو علاقات مهنية…. قام بأعداد واستطلاع التقرير الأستاذة ابتهاج الصيّاح.
مشاركة :