بغداد مازن الشمري هدد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، باستهداف كل مَنْ يقف مع تنظيم القاعدة في «محاربة» القوات الأمنية، فيما حذرت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، من فتح باب التطوع حصراً أمام محافظات ومكونات معينة، للقتال في غرب العراق. وقال نوري المالكي في كلمته الأسبوعية المتلفزة، إن «معركتنا ضد القاعدة قد تطول وقد تستمر وسننتهي منها بالنصر وإن قدمنا في هذا الطريق شهداءً، فهم شهداء على الطريق المقدس»، واصفاً أياها بـ«المقدسة». وأضاف المالكي أن «مَنْ يقف إلى جنب القاعدة في أي جزء من العراق سيكون جزءاً من الهدف الذي نستهدفه وسيكون جزءاً أساسياً من عمل التصدي لكل مَنْ يسهل للقاعدة أو يعطيها الفرصة». وتابع المالكي مهدداً بأن «البيت الذي تخرج منه النار ويستشهد بها أبناؤنا من القوات المسلحة قطعاً سيكون هدفاً لهذه القوات». في المقابل هاجم الدكتور صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء وزعيم جبهة الحوار الوطني في مقابلة صحفية رئيس الحكومة نوري المالكي، وأبدى خشيته من اندلاع حرب أهلية محتملة في حال عدم إجراء انتخابات حرة وعادلة في العراق ووصول حكومة تمثل مصالح الشيعة فقط، داعياً واشنطن إلى إرسال مراقبين لضمان نزاهة الانتخابات، وفيما اتهم حكومة المالكي باعتقال واستهداف مؤيدي القائمة العراقية، أكد أن الجيش العراقي تحول إلى التوجه الطائفي بعد مسارعة أوباما بسحب جيشه من العراق وأصبح يقاد من قبل الميليشيات. وقال المطلك في مقابلة مع صحيفة ديلي بيست الأمريكية «ليس هناك عراقي واحد يرفض أن يكون لديه جيش قوي، ولكن قوة الجيش لا تقاس فقط بالأسلحة التي يحملها، وإنما تقاس أيضاً بوحدته الوطنية»، مبدياً خشيته من «احتمال نشوب حرب أهلية أخرى إذا ما جاءت الانتخابات القادمة بحكومة جديدة تمثل مصالح العرب الشيعة في البلاد فقط». وأضاف المطلك أن»هناك فرصة للعراق والعراقيين بأن يقودوا العراق عبر مشروع وطني تمثله القائمة العراقية»، مبيناً أن «حكومة المالكي قامت باعتقال واستهداف مؤيدي القائمة». من جانبه، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية شوان محمد طه، في حديث صحفي أمس، إن «فتح باب التطوع للشباب للقتال في محافظة الأنبار يثير الحساسية بين أبناء الشعب العراقي»، مبيناً أن «التطوع اقتصر على محافظات معينة ولم يشمل المناطق الساخنة». وأضاف طه «كان الأجدر بالحكومة العراقية فتح أبواب التطوع لشباب الفلوجة والرمادي لسد النقص الحاصل في صفوف الجيش ليتمكن من طرد الجماعات الإرهابية»، واصفاً إجراءات التطوع الحالية بأنها «تثير الشكوك والقلق والريبة». فيما اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع عن كتلة الأحرار النائب حاكم الزاملي أن «الجيش يقاتل المجاميع المسلحة والإرهابية، لكن هذا لا يعد مبرراً لفتح باب التطوع بهذه الكثافة والعشوائية»، واصفاً ذلك بأنه خطوة «غير صحيحة ولا مهنية ولا موضوعية».
مشاركة :