استضاف مسرح جابر في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حفل عازفة التشيللو الأولى في سلطنة عمان مريم المنجية، التي قدمت أمسية موسيقية مميزة ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي الـ24، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وصرح الأمين العام للمجلس الوطني د. محمد الجسار بأن المجلس يحرص على تقديم دورة مميزة من مهرجان الموسيقى الدولي، من خلال الاحتفاء بالإرث الموسيقي المحلي والعالمي، واستضافة نخبة من الفنانين والعازفين من مختلف أنحاء العالم، ومنهم العازفة العالمية مريم المنجية صاحبة الأداء الرائع على آلة التشيللو. وأشار الجسار إلى أن المهرجان يشهد في دورته الحالية أمسيات موسيقية متنوعة وورش عمل وندوات فكرية تهدف إلى تعزيز الفهم الموسيقي وتبادل الخبرات بين الفنانين والجمهور. عشاق الموسيقى من جهته، ذكر الأمين العام المساعد للمجلس مساعد الزامل أن الأمسية شهدت حضورا لافتا من عشاق الموسيقى الذين استمتعوا بالعزف الساحر للمنجية، التي قدمت مجموعة مختارة من المقطوعات الكلاسيكية والعالمية، إضافة إلى أعمال مستوحاة من التراث العربي والخليجي، لتبرز من خلالها روح الإبداع والتنوع الفني الذي يتميز به هذا المهرجان. وأضاف الزامل أن سر نجاح هذه النسخة المميزة من مهرجان الموسيقى الدولي هو قيام اللجنة العليا، المكونة من أعضاء من معهد الموسيقى وكلية التربية الأساسية ونخبة من القياديين بالمجلس الوطني، باختيار شخصية المهرجان محمد البلوشي، وتكريم شخصيات لأول مرة من الخليج والوطني العربي، في لمسة وفاء من الكويت، وهو ما يعطي هذه النسخة بصمة مميزة. ودعا الجمهور إلى الاستمتاع بفعاليات المهرجان، من خلال التسجيل في موقع مركز الشيخ جابر الثقافي وحجز مقاعدهم، مؤكدا أن المجلس يسعى من خلال جهوده إلى تقديم رسالة ثقافية وفنية تسعد الجمهور. إثراء الثقافة وأكد سفير عمان لدى الكويت د. صالح الخروصي حرصه على حضور الحفل الذي يعكس حجم التواصل والتبادل بين دول الخليج، ويعكس أيضا جهود المجلس في إثراء الثقافة والفنون وتقديم نسخة مميزة جداً من مهرجان ناجح في دورته الـ٢٤، مشدداً على أن الكويت رائدة فنياً، واستطاعت على مدى سنوات دعم الفنانين والمواهب الخليجية والعربية، ولا تزال مستمرة في هذا الدور الريادي بالمنطقة. وقالت عضوة اللجنة العليا للمهرجان سارة خلف إن اللجنة بذلت مجهوداً كبيراً في اختيار الحفلات الغنائية التي تسعد الجمهور، مؤكدة أن ما يميز حفل التشيللو للعازفة مريم المنجية هو تقديمها نموذجاً فريداً للعزف الموسيقي على تلك الآلة البديعة، وسط جمهورها المحب لهذا النوع من الإحساس الموسيقي الراقي، ويأتي الحفل بالتزامن مع احتفالات سلطنة عمان بعيدها الوطني. وقالت مريم المنجية، لـ«الجريدة»، إن التواجد في الكويت وتقديم حفلات أمام الجمهور الكويتي يعد من أسعد أوقاتها، متوجهة بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعوتها إلى المشاركة ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي. وأضافت أن الموسيقى والفن جسر ثقافي يربط الشعوب، مشيرة إلى أنها قدمت برنامجا متنوعا يعكس ثقافات الشعوب المختلفة من خلال آلة التشيللو، مثل «أوه يا زينة» من الفلكلور العماني و«قصة حب» ألحان «فرانسيس لاي»، و«أنا بعشقك» ألحان بليغ حمدي وغناء ميادة الحناوي، و«سألوني الناس» ألحان زياد الرحباني وفيروز، و«يا منيتي» ألحان أحمد فضل القمندان وغناء محمد عبدالوهاب و«حب إيه» ألحان بليغ حمدي وغناء أم كلثوم، ورقصة الغجر ألحان یوهانز برامز. وفي الوصلة الثانية قدمت المنجية باقة مختلفة من الأعمال ضمت أغنية «اه يالأسمر يا زين» ألحان مصطفى العوضي وغناء عبدالكريم عبدالقادر، وأغنية «نسم علينا الهوا» للأخوين رحباني وفيروز، و«يا ابن الأوادم» ألحان مبهم وغناء عبدالمجيد عبدالله، وأغنية «لاموني» ألحان وغناء عبدالله الهادي الجويني، وأغنية «تصدق وإلا أحلفلك» ألحان وغناء طلال مداح، وأغنية «الليل يا ليلى» ألحان وغناء وديع الصافي، و«زي الهوا» ألحان بليغ حمدي وغناء عبدالحليم حافظ، و«هذا هو الكويتي» ألحان بشار الشطي وغناء نبيل شعيل وبشار الشطي وسليمان القصار. مسيرة العازفة جدير بالذكر أن مسيرة العازفة العمانية مريم المنجية انطلقت في منتصف التسعينيات، حيث درست في القاهرة العزف على آلة التشيللو، وبعد عودتها انضمت إلى الفرقة السلطانية، وقد حظيت بتكريم من السلطان الراحل قابوس بن سعيد، إذ منحها لقب العازفة الأولى على مستوى سلطنة عمان. والمنجية لها بصمتها الخاصة في العزف، من خلال قدرتها على تمكين آلة التشيللو من الإبداع في تأدية نغمات الموسيقى العربية والغربية على حد سواء، وقد مثلت السلطنة في العديد من الفعاليات الإقليمية والدولية، من بينها حفل افتتاح الأسبوع الثقافي العماني بالكويت في سبتمبر الماضي، والذي أقيم في المكتبة الوطنية، حيث تفاعل الجمهور بحماس شديد مع المقطوعات التي عزفتها. وفي حفل الليلة تقدم المنجية باقة متنوعة من الألحان العربية والغربية، بمشاركة العازفين يوسف اللويهي على العود، وعبدالله الفارسي على الكيبورد، وشبيب البلوشي على الغيتار، وكل من تركي الهادي وإدريس البلوشي على الإيقاع. «الجريدة» التقت عددا من حضور الحفل والمواطنين وضيوف المهرجان من الدول العربية والخليجية، والذين أكدوا سعادتهم بالأداء الرائع والمنفرد للعازفة مريم المنجية، مؤكدين أن آلة التشيللو ذات سحر خاص وأداء موسيقي مختلف وفريد، حيث تتمتع بإحساس عال وقدرة على تقديم نغمات وألوان موسيقية متنوعة، إذ تعتبر آلة غربية بنسبة ٧٠٪، ولذلك فإن إبداع المنجية في تقديم ألحان شرقية من خلال هذه الآلة يعد قدرة كبيرة، وتمكنا من أدواتها الموسيقية، كما أشادوا بتنوع برنامج الحفل والتنظيم الراقي لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وروعة المكان الذي تناغم مع الألحان لأشهر المطربين والملحنين في ليلة ساحرة أمتعت كل من تواجد فيها.
مشاركة :