ازدادت مخاوف السلطات الألمانية من اندساس إرهابيين بين أفواج اللاجئين الوافدين إلى البلد، خصوصا بعد ارتفاع البلاغات عن وجود متطرّفين داخل المخيمات قد يخططون إلى اعتداءات جديدة. وعدت الشرطة الألمانية تلقيها نحو 244 بلاغًا في 2015 حول «دواعش» مندسين بين صفوف لاجئين، مؤشرا على تزايد مخاطر تعرض ألمانيا لعمليات إرهابية. ونقلت صحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ»، في عددها أمس، عن شرطة الجنايات الاتحادية أن عدد البلاغات المماثلة في هذا العام ارتفع إلى 369 بلاغًا. ورغم تأكيد الشرطة على عدم وجود أدلة ملموسة، فإن عدد قضايا التحقيق التي فتحت حول اندساس الداعشيين بين اللاجئين، ارتفعت في الوقت نفسه من 19 إلى 40. ومن بين التهم التي يجري التحقيق فيها حاليًا، الانتماء إلى منظمة إرهابية، والتحضير لعمليات خطيرة تمس أمن الدولة. ويبدو أن معظم هذه التبليغات تستهدف مندسين محتملين بلغوا ألمانيا من سوريا والعراق مع موجات اللاجئين التي سلكت طريق البحر المتوسط وطريق البلقان. وتحدثت الصحيفة، نقلاً عن ردود الشرطة على استفساراتها، عن تولد قناعة بأن «داعش» نجح في تسريب عدد من أعضائه ومؤازريه بين موجات اللاجئين أكثر مما كان رجال الأمن يتوقعونه. وأكدت الشرطة الاتحادية لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» أن خطر الإرهاب على أوروبا، وعلى ألمانيا خاصة، يبقى عاليًا، رغم عدم وجود أدلة ملموسة حتى الآن. ويعود حذر الشرطة الألمانية في التعامل مع هذه البلاغات إلى اكتشافها أن كثيرا منها كان «مغرضًا»، ونجم بسبب عداوات وحساسيات قومية ومذهبية بين اللاجئين أنفسهم. كما صدر بعضها عن محيط اليمين الألماني المتطرف الذي يحاول الإساءة إلى اللاجئين. من جهتها، نشرت صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» اليومية الواسعة الانتشار تقريرًا عن اعترافات هاري س.، من مدينة بريمن، الذي عاد إلى ألمانيا بعد أن شارك في القتال إلى جانب «داعش» في مدينة الرقة السورية. إذ اعترف هاري س. بأن زملاءه في التنظيم سألوه مرتين عما إذا كان مستعدًا لتنفيذ عمليات تفجير في ألمانيا. وقال هاري س. لرجال التحقيق: «أعتقد أنهم جادون» في الأمر. وعلق هولغر مونش، رئيس دائرة الجنايات الاتحادية، على التقرير بالقول إن الشرطة تتعامل مع هذا الاعترافات بكل جدية. وحذر فولفغانغ بوسباخ، الخبير الأمني في الحزب الديمقراطي المسيحي، من عواقب التقليل من شأن قدرات التنظيم الإرهابي على تسريب الإرهابيين إلى ألمانيا. وقال بوسباخ للصحيفة نفسه إن نسبة كبيرة من الهويات الحقيقية لطالبي اللجوء لم يجر التحقق منها. وأشار إلى أن نسبة 60 في المائة من طالبي اللجوء وصولوا إلى ألمانيا دون هويات أو جوازات أو أوراق ثبوتية واضحة. وأضاف أنه على السلطات الألمانية التعامل مع البلاغات حول المندسين بكل جدية، خصوصًا بعد العمليات الإرهابية في باريس وبروكسل. من ناحيتها، قالت أولا يلبكه، المتحدثة الرسمية للشؤون الداخلية في حزب اليسار، إنه من المتوقع أن ينجح تنظيم داعش في تسريب بعض أعضائه المدربين إلى ألمانيا، ولكن هذا لا يجب أن يكون سببا لإثارة حالة فزع، تؤدي إلى تعميم تهمة الإرهاب على جميع اللاجئين من العراق وسوريا. جدير بالذكر أن وزارة الداخلية تحدثت عن «احتمال كبير» أن يكون بعض الإرهابيين قد تسللوا بين 1.1 مليون لاجئ بلغوا ألمانيا في العام 2015. وحذرت الوزارة من حصول «داعش» في العراق وسوريا على جوازات حقيقية كثيرة غير مستخدمة، بل على جوازات دبلوماسية لقوميات أخرى صادرها التنظيم من البعثات الدبلوماسية في المدن التي سيطر عليها هناك، ويبيعها مقابل 2500 دولار.
مشاركة :