بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل الذي يأتي هذا العام تحت شعار «استمع إلى المستقبل! قف مع حقوق الأطفال»، تحتفل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها، ودورها في تعزيز وتطوير منظومة تنمية الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي، مركزة على الفئة العمرية من فترة الحمل وحتى سن الثامنة، لضمان توفير بيئة مثالية وداعمة تُمكن كل طفل من تحقيق إمكاناته. وجاء تأسيس الهيئة ثمرة جهود كبيرة بدأت بمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، تحت رئاسة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، التي أدركت أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة. بدأت المؤسسة بدراسة سبل تحسين حياة الأطفال في أبوظبي عبر استراتيجيات مستدامة، ما مهد الطريق لإنشاء الهيئة التي أصبحت اليوم نموذجاً عالمياً يحتذى في مجال تنمية الطفولة المبكرة. ففي السنوات الخمس الماضية، عملت الهيئة على إحداث تأثير إيجابي في حياة الأطفال وأسرهم في أبوظبي، بالتعاون الوثيق مع شركائها المحليين والدوليين، وتؤكد الهيئة أن هذا النجاح هو نتاج التزام مشترك وتعاون وثيق بين فريق عمل مبدع، وشراكات استراتيجية تعزز الابتكار والتطوير. وأكدت سناء سهيل، مدير عام الهيئة، أن عمل الهيئة مجرد توثيق للأنشطة والمبادرات، بل كانت تسعى دائماً إلى تحقيق تغيير مستدام وملموس، فمن خلال تعاونها مع العديد من الشركاء، أطلقت الهيئة برامج ومبادرات تهدف إلى خلق بيئة داعمة وآمنة للأطفال في الإمارة، ومن بين هذه الإنجازات، تطوير استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035، التي تسعى لجعل أبوظبي واحدة من أبرز المدن في العالم التي تولي أهمية قصوى لمستقبل الأطفال، خاصة ممن هم دون سن التسع سنوات. وقالت: «نحن فخورون بما حققناه حتى الآن، ونتطلع إلى مستقبل مشرق، حيث ننمي جيلاً جديداً يمتلك الأدوات والفرص ليكون مزدهراً ومبدعاً، وأن الهيئة تواصل التزامها بخلق بيئة تتيح للأطفال التمتع بصحة جيدة، ونمو ذهني واجتماعي سليم، وتطمح في السنوات القادمة إلى توسيع نطاق تأثيرها وتعزيز شراكاتها الدولية، لتعزيز مكانة أبوظبي مدينة رائدة في مجال تنمية الطفولة المبكرة». وفي إطار الجهود المبذولة لتحسين صحة الأم والطفل في أبوظبي، تواصل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة العمل على تطبيق برامج استراتيجية تهدف إلى تحسين الرفاهية وضمان التدخل المبكر. وتسعى الهيئة، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، إلى دعم تنمية الطفولة المبكرة، وفق أسس قائمة على الأدلة، ما يُحدث تأثيراً ملموساً على المجتمع. وأشارت إلى اهتمام الهيئة بتطوير مبادرات استراتيجية تركز على رفاهية الأم والطفل، من خلال تعزيز برامج التوعية والتدخل المبكر، موضحة أن توفير المعلومات والدعم للوالدين في وقت أبكر، يسهم في تحقيق نتائج أفضل لنمو الأطفال، لذلك، يمتد دعم الهيئة للأمهات منذ فترة الحمل وما بعد الولادة، مع التركيز على السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. - تعاون لتعزيز رفاهية الطفل والأسرة وأضافت أنه في عام 2021، بدأت الهيئة بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة لاستكشاف العوامل المؤثرة في صحة ورفاهية الأم والطفل قبل الحمل وخلاله وبعد الولادة، حيث كان معدل وفيات الرضع مرتفعاً نسبياً، إضافة إلى وجود العديد من حالات الأطفال من ذوي الأوزان المنخفضة عند الولادة، وهو ما دفع الهيئة بالتعاون مع شركائها إلى تطوير أنظمة مبتكرة مثل نظام الرفاهية وتنمية الأم والطفل (WAMDA-AD) في عام 2023. بناء نظام مراقبة شامل كما ساهمت الهيئة في تطوير نظام (WAMDA-AD) والذي يهدف إلى جمع بيانات شاملة حول صحة الأمهات وأطفالهن حديثي الولادة لتوجيه السياسات والتدخلات، من خلال جمع البيانات من عينة تمثل 10% من الولادات سنوياً، مع التركيز على الأمهات اللاتي أنجبن أطفالًا بأوزان منخفضة، عبر مقابلات تُجرى بعد الولادة بفترة قصيرة، يحصل خلالها الباحثون على رؤى دقيقة تسهم في تطوير برامج مستندة إلى معلومات ثقافية وبيئية محلية. التدخل المبكر في الطفولة وأوضحت أن للكشف المبكر والتدخل السريع للأطفال ذوي تأخر النمو أمرين حيويين وضروريين لتحسين فرص العلاج وتحقيق نتائج أفضل للأطفال، فبحسب استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020-2024، تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 15,000 طفل لم تُكتشف إعاقاتهم بعد، ما يجعل التدخل في الوقت المناسب أمراً ضرورياً، لذلك أطلقت الهيئة دليل التدخل المبكر عام 2022 ليكون مرجعاً شاملاً للأسر ومقدمي الرعاية، استجابة للحاجة الملحة إلى المعلومات الشاملة والموثوقة حول خدمات التدخل المبكر والتشخيص المتاحة في إمارة أبوظبي والدولة. برامج تدعم الوالدين ولم تقتصر جهود الهيئة على تعزيز نمو الأطفال فحسب، بل شملت أيضاً تعزيز دور الوالدين ومقدمي الرعاية من خلال توفير موارد وبرامج توعوية متكاملة، حيث أظهرت الدراسات وجود فجوات معرفية لدى الوالدين ومقدمي الراعية، ما دفعها لإطلاق منصة الوالدين وهي منصة إلكترونية تهدف إلى توفير محتوى تثقيفي باللغتين العربية والإنجليزية. كما وُضعت برامج متخصصة لدعم الوالدين في رحلتهم التربوية تتماشى مع احتياجات ومتطلبات الفئات العمرية المختلفة للأطفال. - نجاح ملموس وتوسع مستمر وانطلاقاً من استراتيجية تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي، والتي تمثل جهداً شاملاً متعدد القطاعات يسعى إلى إحداث تحوّل كبير في بيئة رعاية وتنمية الأطفال، مع التركيز على أربعة مجالات رئيسة تهدف إلى تحسين حياة الأطفال ونموهم وتعلمهم في الإمارة، وهي الصحة، والتغذية، وحماية الطفل، والدعم الأسري، والرعاية والتعليم المبكران، تواصل الهيئة جهودها في جمع البيانات وتحليلها من خلال المبادرات التجريبية التي تطلقها بالتعاون مع الشركاء في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع الصحي، لتحقيق مزيد من التحسينات في السياسات والخدمات، ومن المقرر أن تتوسع هذه المبادرات لتشمل مزيداً من المستشفيات والشراكات في عامي 2024 و2025، بهدف تحسين الوصول إلى خدمات صحية متكاملة ومناسبة لجميع الأطفال وأسرهم في الإمارة. وقالت: «من خلال التحليل المكثف، وبالتشاور مع الجهات المعنية بتنمية الطفولة المبكرة، تم تحديد التحديات الرئيسية التي تؤثر على جودة فرص التعليم والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، وتشمل هذه التحديات التنسيق المحدود بين الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات، ما يؤدي إلى غياب الانسجام في تقديم خدمات الرعاية والتعليم المبكرين، كما يوجد نقص في الخدمات المتخصصة التي تهتم باحتياجات الأطفال من أصحاب الهمم في هذه المرحلة، إضافة إلى أن معدلات الانضمام إلى مؤسسات الرعاية والتعليم المبكرين منخفضة، ومرافق دور الحضانة تعاني من التوزيع الجغرافي المحدود، فضلاً عن ارتفاع تكاليف التعليم والمرافق خارج المدرسة مثل المكتبات والمتاحف، مما يحد من الاستفادة منها والوصول العادل له». - استراتيجية شاملة وهادفة وأضافت: «ولضمان التغلب على هذه التحديات، والحد من تأثيرها، تم وضع استراتيجية شاملة تتكون من 36 إجراء موزعة على ست مبادرات رئيسة، تهدف إلى تقديم تجربة تعليمية وتربوية عالية الجودة، بحيث يمكن لجميع الأطفال في إمارة أبوظبي الاستفادة من بيئات داعمة تعزز تنمية القيم والمهارات، وتؤسس أسساً قوية للتعلم مدى الحياة». وبينت أن مبادرة «مسارات التحول» التي أطلقتها الهيئة، تعدُ جوهرية في هذه الاستراتيجية، حيث تهدف إلى تسهيل انتقال الأطفال بين المراحل المختلفة بناءً على أفضل الممارسات المحلية والعالمية، بدءاً من المنزل إلى مؤسسات التعليم مثل الحضانات ورياض الأطفال وحتى المدرسة الابتدائية، حيث يسعى البرنامج إلى تعزيز شعور الأطفال بالثقة والانتماء أثناء هذا الانتقال، ودعم نموهم الشامل الذي يشمل الجوانب الجسدية والعاطفية والمعرفية والاجتماعية، وفي الوقت ذاته التركيز على إشراك المعلمين وأولياء الأمور في تصميم تجارب تعليمية مخصصة تلبي احتياجات الأطفال. - تمكين التعليم المبكر وحول توسيع البنية التحتية، وزيادة الوصول إلى مؤسسات الرعاية، أفادت سعادتها بأن دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي تعمل على خطة لإنشاء 10 دور حضانة جديدة تستوعب 4,000 طفل بحلول 2025، لضمان تقديم خدمات الرعاية والتعليم في جميع أنحاء الإمارة، إلى جانب ذلك، تم تطوير أهداف تعليمية محددة للأطفال في دور الحضانة، لضمان جودة التعليم المقدم. كما تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز التعليم خارج إطار المدارس ودور الحضانة، عبر توفير بيئات تعليمية غنية في المكتبات والمتاحف والملاعب. أُطلقت مشاريع لتقييم وتحسين جودة هذه المرافق لضمان استفادة الأطفال وأسرهم منها، مع تقديم برامج تدريبية للممارسين، لتحسين مهاراتهم في دعم نمو الأطفال وتقديم تجارب تعليمية محفزة. - خدمات متكاملة وقالت: «حماية الطفل تُعد أولوية وطنية في هذه الاستراتيجية، إذ طُور نظام متكامل يشمل الوقاية والتدخل المبكر والإبلاغ وإعادة التأهيل، يشمل هذا النظام دمج الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، لضمان تقديمها بطريقة متناسقة ومتكاملة، وأسهم بإنشاء مركز الطفل وهو وحدة متخصصة تحت مظلة هيئة الرعاية الأسرية لتقديم خدمات شاملة للأطفال ضحايا الإساءة، أو المعرّضين للخطر من مكان واحد، ما يسهل على الأطفال وأسرهم الحصول على الدعم اللازم بطريقة فعالة ومهنية». وأسهمت الهيئة في إحداث تغيير ملحوظ في السياسات المتعلقة بالأطفال، مثل سياسة حماية الطفل «دام الأمان»، وأدلة تتعلق بالسلامة والصحة وجودة البيئة. وتشير الهيئة إلى انتشار وعي جديد بين صناع القرار بأهمية تأثير السياسات على الأطفال، مع تزايد الاهتمام بمراعاة احتياجات الطفولة المبكرة في كل القرارات الحكومية. - كوادر مؤهلة ومدربة وأشارت إلى أهمية رأس المالي البشري في تحقيق أهداف استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035، لذلك حرصت الهيئة على تعزيز القوى العاملة في مجال تنمية الطفولة المبكرة، حيث تشير التوقعات إلى أن القطاع سيحتاج إلى حوالي 48,500 مهني بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 20,000 عن الوضع الحالي، وقامت الهيئة بوضع خطة لتطوير القوى العاملة تتضمن تحديد معايير واضحة، وتوفير التدريب، وزيادة الفرص المهنية للعاملين لضمان تقديم خدمات عالية الجودة في مجال تنمية الطفولة المبكرة. وأضافت، «يعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على التعاون بين جميع الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم والجهات المحلية والاتحادية، لذلك قمنا بإنشاء أطر عمل تعاونية لتوحيد الجهود، وصياغة سياسات مشتركة، وضمان تقديم الخدمات بطريقة متكاملة ومركزة على الطفل، لتعكس هذه الجهود مجتمعة التزام أبوظبي بضمان حصول جميع الأطفال على بداية حياة جيدة، مع حماية حقوقهم وتعزيز تعليمهم ونموهم الشامل، مؤكدة أن النتائج الإيجابية بدأت تظهر بعد سنوات من العمل، مع تزايد المؤسسات الأكاديمية التي تعتمد الكفاءات التي وضعتها الهيئة، ما خلق بيئة داعمة أكثر للعاملين في هذا المجال، وهو ما سيؤثر على الروح المعنوية والمهارات المهنية بشكل ملموس مع مرور الوقت». الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة وتُعدّ الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة إحدى المحطات الرئيسة في تنفيذ استراتيجية رأس المال البشري بمجال تنمية الطفولة المبكرة، وتقدم الأكاديمية برامج تعليمية وتدريبية لمقدمي الرعاية تتعلق بتنمية الأطفال ورعايتهم، متماشية مع قيم الدولة وهويتها الوطنية، كما تُعنى الأكاديمية بتوفير تدريبات أكاديمية ومهنية، ومنح الشهادات والدرجات العلمية، وتقديم الاستشارات للأطراف المعنية في منظومة تنمية الطفولة، كما تعمل الأكاديمية على إجراء أبحاث أكاديمية وتطبيقية، والتنسيق مع الجهات المعنية لتحسين مسارات التوظيف والتعيين، وتعزيز ثقافة الابتكار والريادة، وفي سبتمبر 2023، استقبلت الأكاديمية أول فوج من الطلاب بعد ثلاثة أشهر من تأسيسها. كما استقبلت الأكاديمية هذا العام الدفعة الثانية من طلبة برنامج الدبلوم المهني المعتمد في تنمية الطفولة «مقدمي الرعاية المستقبليين»، وذلك في إطار جهودها لإعداد كفاءات مؤهلة قادرة على دفع عجلة تطوير القطاع، وشهد برنامج الدبلوم المهني المعتمد في عامه الثاني إقبالاً كبيراً، واستقطب 7800 متقدّم، تم اختيار 1.73 في المائة منهم، بعد سلسلة من المقابلات والتقييمات الدقيقة لضمان التحاق نخبة المواهب بالأكاديمية، مقارنةً بـ 2.38 في المائة من أصل 4200 متقدم العام الماضي. البحث والابتكار: أحدث التطورات في مجال تنمية الطفولة المبكرة تؤكد هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة التزامها بتسخير البحث والابتكار لتسريع تنفيذ استراتيجيتها لعام 2035. وتتبع الهيئة استراتيجية بحث تقوم على ثلاث ركائز، وهي بناء منظومة بحثية مستدامة، وتطوير المعرفة القابلة للتطبيق، وضمان توافق الأبحاث مع الأولويات المحلية، حيث يركز فريق الأبحاث على سد الفجوة في الأبحاث العالمية، حيث كانت معظم الدراسات تتركز في عدد محدود من الدول الغربية. وأكدت أهمية أن تراعي الأبحاث في دولة الإمارات الثقافة المحلية، وأن تستند إلى أدلة تعكس احتياجات وخصوصية المجتمع الإماراتي، لذلك حرصت الهيئة على تمويل 19 منحة بحثية، و5 منح للقضايا الشائكة، بقيمة بلغت 25 مليون درهم إماراتي، مع ثماني ورقات بحثية منشورة حتى الآن، إلى جانب مواصلة الهيئة جهودها في تشجيع مشاركة الباحثين الإماراتيين، حيث يشارك الآن 85 باحثاً في مشاريع بحثية جارية، كما طلقت الهيئة حملة توعية لدعم الأبحاث المحلية، وتعمل مع شركائها لتأسيس مجلس استعراض مؤسسي للأبحاث الاجتماعية، لضمان التنسيق بين الأطراف المعنية لتحقيق أبحاث ذات جودة عالية وملائمة، محلياً، مشيرة إلى تطور الثقافة البحثية في السنوات الأخيرة. تحفيز الابتكار وأشارت إلى أن استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035 تتطلب أنظمة ومنصات تحفز الابتكار، ومن أبرز المبادرات التي أطلقتها الهيئة في هذا الصدد مبادرة ود العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، والتي تجمع خبراء وشركاء عالميين لتسريع التغيير في مجال الطفولة المبكرة، وتسهم في إعادة تصور تنمية الأطفال من منظور شامل يجمع بين البحث والتكنولوجيا والمشاركة المجتمعية، مع تنظيم تجمعات علمية مثل مختبر الابتكار لمناقشة الحلول المبتكرة وتنفيذها. - ترسيخ الشراكات لتعزيز الأثر وقالت سعادتها: «تعمل هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، انطلاقاً من نهجها التعاوني، على تصميم وتنفيذ مشاريعها عبر فرق فنية متعددة القطاعات، وتعمل مجموعات العمل المشتركة على قيادة هذه الفرق تحت إشراف المديرين التنفيذيين في الهيئة، بالتعاون مع الشركاء المعنيين، ومن أبرز الإنجازات التي تحققت بهذا الصدد، تشكيل فريق «قادة التأثير» في أبريل 2023، الذي يضم المديرين العامين لسبع هيئات حكومية وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، لتعزيز التعاون وتقديم توصيات مدعومة بالأدلة بشأن سياسات تنمية الطفولة المبكرة، مؤكدة أهمية توحيد جهود التواصل بين الجهات المعنية لتنفيذ استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 20235. شراكة استراتيجية مع الأطفال كما أفادت بأن الهيئة تحرص على الاستماع إلى أصوات الأطفال وأولياء الأمور في الإمارة وإشراكهم في صناعة القرار من خلال مبادرة «صوت الطفل»، والتي تهدف إلى تضمين ملاحظاتهم واحتياجاتهم ضمن السياسات التي تعمل الهيئة على إعدادها، والتي يتم إعدادها وتحليلها من خلال عملية متكاملة تشمل دراسة القوانين المحلية والدولية وضمان ملاءمتها للسياق المحلي، بالتشاور مع شركاء محليين ودوليين لضمان اتباع أفضل الممارسات العالمية. البيانات والرؤى التحليلية وبيّنت سعادتها أن البيانات الدقيقة تمثل أساس وضع السياسات القائمة على الأدلة، حيث عملت الهيئة على توحيد البيانات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة من مصادر متعددة، وأثمر ذلك بتطوير 21 رؤية تحليلية تخدم سبعة محاور رئيسية مثل حماية الطفل وصحة الطفل والتعليم المبكر، ومن بين الإنجازات البارزة إنشاء «مختبر بيانات الطفولة» الذي أطلقه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد في يوليو 2023، لتحليل البيانات عبر القطاعات وتقديمها بطريقة تسهل اتخاذ القرارات، كما تعمل الهيئة على تطوير مختبر سياسات لتعزيز المشاركة ووضع سياسات متسقة ومستندة إلى الأدلة. من التأسيس إلى الريادة: 5 سنوات من العطاء في مسيرة تنمية الطفولة المبكرة استشراف المستقبل كما تولي الهيئة اهتماماً بالغاً في مجال استشراف المستقبل بهدف ضمان استدامة منظومة تنمية الطفولة المبكرة من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، واستشراف الفرص والتحديات والاستعداد لها، من خلال طرح تساؤلات جوهرية تتعلق بمرونة بيئات العمل واستراتيجيات التكيف مع المستقبل والتغيرات المستقبلية التي تؤثر على منظومة تنمية الطفولة، حيث يدعم هذا العمل التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتعزيز مرونة السياسات وملاءمتها للمستقبل. وأطلقت الهيئة تقرير «الاتجاهات الكبرى لقطاع تنمية الطفولة المبكرة لعام 2024، والذي يقدم رؤية شاملة حول التغيرات المؤثرة على مستقبل الأطفال، ويدعو للاستعداد لها بفعالية، ويتناول التقرير تطور أنظمة التعلم، ويؤكد ضرورة تبني أساليب مرنة لمواكبة العالم المتغير، ويؤكد أهمية تخصيص وقت نوعي للأطفال. كما يناقش التقرير تأثير شيخوخة السكان على التفاعل بين الأجيال، ويدعو إلى الحفاظ على قيم مجتمعية داعمة للأطفال، ويتطرق للتحديات المرتبطة بالهجرة والتوسع الحضري، وأهمية تخطيط مدن صديقة للأسرة، يبرز التقرير أيضاً القضايا الأخلاقية المتعلقة بالتكنولوجيا في نمو الأطفال، ويوضح الحاجة لتحقيق التوازن بين الابتكار والقيم الإنسانية، إضافة إلى معالجة تغيّر القيم المجتمعية وتأثيرها على العلاقات الأسرية، فضلاً عن ضرورة تطوير استراتيجيات مستدامة، لضمان رفاهية الأطفال في ظل الموارد المحدودة. مكان مثالي لتكوين الأسرة: جعل أبوظبي إمارة صديقة للأسرة وأشارت إلى أن الهيئة تعمل بالتعاون مع شركائها لجعل أبوظبي ملائمة للأسر والأطفال عبر أنشطة متنوعة وبرامج توعوية مثل، برنامج «تكوين»، كما حصلت الإمارة على مرتبة «مدينة مرشحة» من اليونيسف للحصول على علامة «مدينة صديقة للأطفال»، وتستمر جهود إعادة تصميم التخطيط الحضري لتحفيز النشاط البدني، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية بين الأطفال ومقدمي الرعاية. ثقافة عمل داعمة للوالدين وتهدف هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، من خلال البرنامج إلى تمكين الآباء والأمهات العاملين من تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، وضمان حصول أطفالهم على أفضل سبل الرعاية والاهتمام، وتنفيذ سياسات مرنة في مكان العمل، وتعزيز رفاهية الموظفين وتمتين الروابط الأسرية، وصولاً إلى تشجيع الموظفين على زيادة المشاركة والإنتاجية، وتعزيز رفاهيتهم ومستويات الاحتفاظ بهم، وزيادة قدرة المؤسسة على استقطاب الكفاءات والمواهب المختلفة، وتقليل الفجوة بين القطاعين الحكومي والخاص بما يتعلق بسياسات العمل والمزايا المقدمة للوالدين، وتعزيز جاذبية العمل في القطاع الخاص للمواطنين، وتشجيع المؤسسات على تبني ثقافة الابتكار في بيئة العمل، وخلق بيئات عمل مستقبلية مبتكرة، والعديد من التأثيرات الإيجابية، ومنذ منذ إطلاقه عام 2021 تمكن البرنامج من إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 148 ألف موظف، و50 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 5-8 سنوات، و1492 طفلاً من أصحاب الهمم، ونحو 67 ألف والد ووالدة يعملون في 25 قطاعاً مختلفاً. التعلم من خلال اللعب وفي مطلع نوفمبر 2024 حققت النسخة الثانية من معرض تنمية الطفولة المبكرة نجاحاً باهراً، حيث استقطبت فعالياته أكثر من 25,000 زائر ومشارك، خلال أيامه الثلاثة في حديقة أم الإمارات. وشملت الفعالية مجموعة متنوعة من الأنشطة والورش التفاعلية، التي تم تطويرها بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية والشريكة، إلى جانب المؤسسات التعليمية والتنموية والترفيهية. ركزت هذه الورش، التي بلغ عددها 50 ورشة، على تنمية مهارات الأطفال، وتعزيز تطورهم خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وشملت تجارب تعليمية وترفيهية مثل حلقات رواية القصص والجلسات الحوارية والعروض المسرحية. كما تميزت الفعالية بأنشطة مبتكرة خصصت لدعم الأطفال أصحاب الهمم، واهتمت بتعزيز مهارات اللغة العربية من خلال برامج مستوحاة من الموروث الثقافي الإماراتي، إلى جانب مجموعة من الفعاليات الشائقة التي أضافت طابعاً مميزاً، وجذبت انتباه الزوار طوال فترة انعقاد المعرض. وقالت سعادتها: «يدعم المعرض، ويشجع الجهات الفاعلة الرئيسة المعنية بتنمية الطفولة المبكرة، والأسر على مواصلة توفير بيئات داعمة للأطفال. ويُعد المعرض إحدى المبادرات المتنوعة لتحسين جودة الحياة في إمارة أبوظبي، وتعزيز سمعتها واحدة من أفضل المدن للعيش والاستثمار في العالم». وبعيداً عن الأجنحة والأنشطة المختلفة التي قدمها المعرض في نسخته الثانية، أظهرت الاستجابة الكبيرة للمعرض مدى التقدم المحرز على مدى السنوات الخمس الماضية من خلال الجهود المشتركة لرفع أهمية تنمية الطفولة المبكرة على الصعيد المحلي. كما كانت بمثابة تذكير بالتحديات المستمرة والعمل الضروري لضمان استمرار أبوظبي في الصدارة في هذا المجال الحيوي والمتطور.
مشاركة :