هددت موسكو بالرد على قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالسماح باستخدام صواريخها بعيدة المدى في هجمات داخل الأراضي الروسية، محذرةً من أن «كل الخيارات مطروحة». وأعلن الكرملين، في وقت سابق، عن تغيير رسمي في عقيدته النووية، يشمل احتمال الرد النووي على الضربات المدعومة من حلف «الناتو» التي تستهدف الأراضي الروسية. لكن، ما مدى احتمالية استخدام روسيا للأسلحة النووية؟ ما مدى احتمالية استخدام روسيا للأسلحة النووية؟ سبق أن لوّح الكرملين بترسانته الاستراتيجية خلال الصراع الأوكراني بهدف ردع التدخل الغربي، ورغم التهديدات، أكدت الولايات المتحدة عدم رصد أي تحركات غير عادية في مواقع تخزين الأسلحة النووية الروسية، مما يشير إلى عدم حدوث تغيير في الوضع الميداني للرؤوس الحربية التكتيكية. ويرى معظم الخبراء أن استخدام روسيا للأسلحة النووية غير محتمل حاليًا، ولكنهم يحذرون من التهاون أو التقليل من الأمر. إذ يقول بافيل بودفيغ، الباحث البارز في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، إنه لا يعتقد أن إسقاط قنبلة نووية في أوكرانيا خيار مطروح لدى موسكو حاليًا، «لأن ذلك لن يحقق أي أهداف عسكرية، وروسيا تحقق تقدمًا في الوقت الحالي». وأشار بودفيغ إلى أن استخدام السلاح النووي لأول مرة منذ عام 1945 سيؤدي إلى توحيد العالم ضد روسيا بطرق لا يمكن لموسكو التنبؤ بها بسهولة، مضيفًا: «سيكون ذلك مقامرة خطيرة، لكن لا أستبعد أن يكون الكرملين مستعدًا لتحمل المخاطر، خصوصًا إذا شعرت بإمكانية ضعف الرد الغربي. لكننا لا نعرف ذلك»، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية. ما الخيارات الأخرى لروسيا للرد على الغرب؟ أظهرت موسكو مرونة كبيرة في استخدام التكتيكات الهجينة التي تعمل في «المنطقة الرمادية» بين الحرب والسلام ضد خصومها. فقد استغلت تدفقات المهاجرين إلى الغرب، ووجهتهم نحو حدود بولندا وليتوانيا وفنلندا، بهدف التسبب في صعوبات سياسية لتلك الدول، بحسب التقرير. ما الحرب الهجينة؟ وكيف يمكن أن تستخدمها روسيا؟ استخدمت الاستخبارات العسكرية الروسية تكتيكات متعددة -بحسب وسائل الإعلام الغربية- بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيال في المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا والنمسا وتركيا وغيرها، فضلًا عن التخطيط لهجمات تخريبية مثل استخدام عبوات حارقة وُجدت في مراكز شحن تابعة لشركة «DHL» في ألمانيا والمملكة المتحدة في يوليو. وتشير الاستخبارات الغربية إلى أن هذه الهجمات كانت تجارب أولية لهجمات مماثلة محتملة تستهدف رحلات إلى أمريكا الشمالية. وأشار التقرير إلى أنه «في الولايات المتحدة وأوروبا، استغلّت البوتات الروسية الإنترنت لتضخيم القضايا المثيرة للانقسام، بهدف إضعاف التماسك الاجتماعي وتعزيز قوى اليمين المتطرف. كما اتُّهمت روسيا بالتشويش على إشارات GPS، خاصة فوق منطقة البلطيق، مما أدى إلى تعطيل الملاحة لآلاف الطائرات المدنية»، الأمر الذي نفته موسكو مرارًا. وفي تطور حديث، أعلنت السلطات الدنماركية أن سفينة شحن صينية كانت الأقرب إلى منطقة في بحر البلطيق حيث تم قطع كابلين للاتصالات تحت البحر هذا الأسبوع. لكن إليزابيث براو، خبيرة النزاعات الرمادية في المجلس الأطلسي، لم تستبعد تورط روسيا. وقالت براو: «السفن التجارية لا تقطع الكابلات تحت البحر للمتعة، وروسيا أثبتت أنها بارعة في استخدام الوكلاء». لموسكو سجل في تكوين شراكات مؤقتة مع حلفاء ووكلاء لتنفيذ عمليات تخريبية في الغرب، بحسب التقرير. وفي المملكة المتحدة، قال رئيس جهاز الأمن الداخلي (MI5) في أكتوبر إن الاستخبارات الروسية زادت بشكل كبير من تعاونها مع عصابات إجرامية كجزء من «مهمة مستمرة لإحداث الفوضى في الشوارع البريطانية والأوروبية، بما في ذلك الحرائق والتخريب». كيف يمكن للدول الغربية الرد على الحرب الهجينة الروسية؟ تعقيد هذه الهجمات يتمثل في أنها تُنفذ في منطقة رمادية، باستخدام وكلاء وبطرق تُبقي على الإنكار المعقول، مما يجعل احتوائها أو الرد عليها أمرًا صعبًا. فهي تقل عن مستوى الحرب المفتوحة، والتحقيقات الجنائية لا تحقق الكثير لمحاسبة موسكو، وأجهزة الاستخبارات الغربية مقيدة غالبًا من الرد بالمثل. تقول براو: «لن نقوم ببساطة بتشويش إشارات الملاحة الروسية في المياه أو الأجواء، لأن ذلك قد يتسبب في حوادث. الروس جيدون جدًا في هذا المجال، وإذا نجحت الهجمات، فهذا ممتاز لهم. وإذا كانت التأثيرات طفيفة، فلا ضرر عليهم، لأنهم لن يُعاقبوا. من الصعب للغاية إيجاد طريقة لمعاقبتهم». ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :