أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، أن روسيا أطلقت صاروخًا باليستيًا جديدًا متوسط المدى على أوكرانيا، وذلك ردًا على استخدام أوكرانيا أسلحة أميركية وبريطانية في ضربات استهدفت مناطق أعمق داخل الأراضي الروسية. وأكّد بوتين أن روسيا تحتفظ بحقها في استهداف المنشآت العسكرية للدول التي «تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا»، واصفًا الصاروخ الجديد بأنه، «لا توجد وسائل لمواجهته». وجاء تحذير بوتين بعد ساعات من إطلاق الجيش الروسي صاروخًا باليستيًا قادرًا على حمل رؤوس نووية باتجاه أوكرانيا. صاروخ «أوريشنيك»: شجرة البندق ومع تصاعد حدة الصراع، تتجه الأنظار نحو الصاروخ الجديد الذي استخدمته روسيا وتأثيره المحتمل على مسار الحرب. في البداية، زعمت القوات الأوكرانية أن روسيا استخدمت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات (ICBM)، لكن مصادر استخباراتية أميركية وبريطانية خفّضت هذا التقييم لاحقًا إلى صاروخ باليستي متوسط المدى (IRBM). الأمر الذي أكده بوتين والكرملين، بعد إعلان أن الصاروخ ليس عابرًا للقارات وأنه ضمن فئة الصواريخ متوسطة المدى. حمل الصاروخ الذي أعلن عنه بوتين اسم «أوريشنيك»، والذي يعني «شجرة البندق» باللغة الروسية، وهو صاروخ تجريبي جديد لم يكشف عن اسمه من قبل. «قدرات قاتلة جديدة» يُصنف الصاروخ ضمن الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، ويستند تصميمه إلى صاروخ «آر إس-26 روبِش» العابر للقارات، ويُعتقد أنه الجيش الروسي يمتلك عددًا محدودًا منه. تهاجم صواريخ أوريشنيك أهدافها بسرعة 10 ماخ، أي 2.5 – 3 كيلومترات في الثانية، ولا تستطيع أنظمة الدفاع الجوي الحديثة المتوفرة في العالم، ولا أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية في أوروبا، اعتراضه، بحسب بوتين. ويمكن تهيئة الصاروخ لحمل أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، بما في ذلك النووية، بحسب المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، التي لفتت إلى أن موسكو أبلغت واشنطن بإطلاق الصاروخ مسبقًا لفترة وجيزة، لكنه استُخدم برأس حربي تقليدي في هذه الضربة. كما يمتلك الصاروخ الجديد «قدرات قاتلة جديدة»، بحسب المتحدثة باسم البنتاغون، التي أشارت إلى أنه مصدر قلق كبير. وقد أسفر الصاروخ الذي أطلقته روسيا على مدينة دنيبرو الأوكرانية عن أضرار كبيرة في المباني وإصابة عدد من الأشخاص، وفقًا لتقارير محلية. وخلال الإعلان عن الصاروخ، أكد بوتين أن إطلاق «أوريشنيك» يهدف إلى تعزيز القدرات الروسية في مواجهة الأسلحة الغربية المقدمة لأوكرانيا، في خطوة تزيد من حدة التوترات العسكرية بين الطرفين. تصعيد جديد كما لفت بوتين، خلال خطاب وجهه إلى الشعب الروسي والعالم، إلى أن لروسيا «الحق» في استهداف الدول الغربية التي تمد أوكرانيا بالأسلحة، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في حدة النزاع. من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضربة بأنها «تصعيد واضح وخطير في نطاق ووحشية الحرب»، لافتًا إلى أن الهجوم دليل إضافي على أن «روسيا بالتأكيد لا تسعى إلى السلام». يُشار إلى أنه في ظل التصعيد المتزايد، تبادلت روسيا والغرب الاتهامات حول المسؤولية عن التوتر الأخير. إذ ألقت موسكو باللوم على واشنطن لمنحها أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف روسية، بينما رد البيت الأبيض بأن التصعيد جاء نتيجة لخطوات روسيا، مثل دعوة آلاف الجنود الكوريين الشماليين للمشاركة في القتال ضد القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :