تسعى الكويت إلى استثمار نحو 33 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة لزيادة إنتاج النفط، بهدف رفع الطاقة الإنتاجية إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2035. جاء ذلك في تصريحات الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف الصباح، لوكالة بلومبرغ. وأوضح الصباح أن الاستثمارات تهدف إلى تعزيز قدرة إنتاج النفط وليس فقط الحفاظ عليها، مؤكدًا أن الكويت تتمتع بتكاليف إنتاج منخفضة وانبعاثات كربونية أقل، مما يجعلها قادرة على تلبية الطلب المستقبلي المتوقع على النفط، والذي يُتوقع أن يستمر حتى عام 2050. تشكل هذه الاستثمارات جزءًا من برنامج استثماري بقيمة 20 مليار دينار (65 مليار دولار)، بدأ في أبريل الماضي، ويشمل أنشطة متنوعة من الاستكشاف إلى البتروكيماويات. ويستهدف قسم التنقيب والإنتاج زيادة الإنتاج إلى 3.2 مليون برميل يوميًا في عام 2025، وصولًا إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول 2035. وسجل إنتاج الكويت من النفط خلال أكتوبر 2024 تراجعًا طفيفًا إلى 2.42 مليون برميل يوميًا مقارنة بـ2.43 مليون برميل يوميًا في سبتمبر. وأشار الصباح إلى الحاجة لإنتاج مستقر مع تراجع إنتاج الحقول النفطية عالميًا، حيث يتطلب تعويض الطاقة الإنتاجية المفقودة إنتاجًا يوازي حجم إنتاج الكويت سنويًا. تتضمن خطة تمويل زيادة الإنتاج الاعتماد على المزيد من الديون واستخدام تسهيلات ائتمانية متجددة للعمليات اليومية، مع دراسة خيارات مثل بيع حصص في خطوط الأنابيب للمستثمرين المحليين والأجانب. وأكد الصباح أن اللجوء لأسواق الأسهم غير مطروح حاليًا، وأن المؤسسة تدرس إمكانية تولي الشركات المحلية الخاصة بعض الأنشطة غير الأساسية. تواجه خطة زيادة الإنتاج تحديات مرتبطة بحصة الكويت الإنتاجية في “أوبك+”، والتي تبلغ 2.4 مليون برميل يوميًا. وللتغلب على هذه التحديات، تعتزم المؤسسة إنفاق 110 مليارات دولار لتحقيق استراتيجية الوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول 2050، مع تخصيص جزء كبير لاحتجاز الكربون والطاقة الشمسية. كما تخطط المؤسسة لدمج بعض الوحدات التشغيلية لتحسين الكفاءة، بما في ذلك دمج أقسام التنقيب والاستكشاف، وإنشاء وحدة جديدة لتجارة الوقود في دبي بحلول النصف الأول من 2025. وتُعد الكويت الآن موردًا رئيسيًا لوقود الطائرات في الاتحاد الأوروبي، حيث تلبي أكثر من 12% من الطلب السنوي للكتلة.
مشاركة :