وغداة غارات إسرائيلية جديدة دامية في لبنان ولا سيما في قلب العاصمة بيروت، أعلن حزب الله الأحد أنه أطلق طائرات مسيّرة وصواريخ ضد أهداف عسكرية في تل أبيب وأسدود في جنوب إسرائيل. في إسرائيل، أكد الجيش أن حزب الله أطلق 160 مقذوفا من لبنان نحو شمال ووسط إسرائيل تم اعتراض عدد منها، مشيرا إلى إطلاق صفارات الإنذار من الصواريخ وخاصة في ضواحي تل أبيب الكبرى. من جانبه، أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد جنوده وإصابة 18 آخرين، جروح بعضهم خطرة، في هجوم إسرائيلي على موقعهم في جنوب لبنان. وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري "نرى سبيلا واحدا للمضي قدما: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701" الذي أرسى وقفا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006. "على شفير الانهيار" ينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية. ويعني القرار ضمنا انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية، ولكن أيضا انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين يشنون هجوما بريا في جنوب لبنان منذ 30 أيلول/سبتمبر. وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد خطر حركة حماس الفلسطينية وإضعاف حزب الله اللبناني، حليفي عدوتها اللدودة إيران. وتعهدت بتدمير حماس بعد هجومها غير المسبوق على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة وقاد حزب الله لفتح جبهة "إسناد" للقطاع غداة بدء الحرب. بعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود وبعد إضعاف حماس في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها إلى لبنان بشن حملة قصف مكثفة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر على معاقل حزب الله. وحذّر بوريل الأحد من أن لبنان بات "على شفير الانهيار" بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، مشددا على أنه "ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار". وأعلن كذلك أن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لتقديم 200 مليون يورو إلى الجيش اللبناني. "رفض كل المساعي" وكان المبعوث الأميركي آموس هوكستين ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل. لكن لم يتم الإعلان عن أي نتائج بعد جولته، بل تسارعت وتيرة الضربات الإسرائيلية، خاصة ضد معاقل حزب الله في لبنان. وقال بوريل خلال المؤتمر الصحافي "في أيلول/سبتمبر، كنت هنا وكان لدي أمل بأنه من الممكن تفادي حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل على لبنان". من جهته، ندّد ميقاتي بالقصف الإسرائيلي، معتبرا أنه "يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701". 11 قتيلا على الأقل في غزة في قطاع غزة المحاصر والمدمر، قُتل 11 فلسطينيا بينهم أطفال في غارتين إسرائيليين استهدفتا منزلين في مخيمي البريج والمغازي في وسط قطاع غزة وقصف مدفعي في شمال القطاع، وفق ما أفاد الدفاع المدني. وأصيب مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية بجروح خطيرة بشظايا بظهره وفخذه الأيسر في هجوم ليلي بطائرة مسيّرة على المنشأة الطبية الواقعة في شمال القطاع الفلسطيني، بحسب المصدر نفسه. وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن مسيّرات إسرائيلية ألقت "قنابل متفجرة سقطت في ساحة وعلى مبنيي الاستقبال والجراحة، في مستشفى كمال عدوان". مستشفى كمال عدوان من آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئيا في القطاع الفلسطيني الذي يشهد كارثة إنسانية. ردا على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنت إسرائيل هجوما عسكريا مدمرا على غزة خلف ما لا يقل عن 44211 قتيلا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1206 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية، وبينهم رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر. كما خطف في الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم رهائن في غزة، من بينهم 34 أعلن الجيش موتهم.
مشاركة :