كتبت- رشا عرفه: تعويد الطفل على العادات الحميدة مهمة صعبة تتحملها الأمهات، خاصة في ظل تمرّد الأبناء ورفضهم المساعدة في الأمور المنزلية. وينصح الخبراء الأمهات بالتدرج في تعليم الأبناء تحمل المسؤولية والاعتماد على التحفيز وليس الإرغام على فعل ما يطلب منهم. وتؤكّد الخبيرة النفسية د. موزة المالكي أن هناك عدداً من الأخطاء التي تقع فيها بعض الأمهات عند تعليم الأطفال تحمل المسؤولية باعتماد أسلوب الإكراه، والعقاب. وشدّدت على أهمية تعليم الأطفال منذ الصغر تحمل المسؤولية سواء كانت ذاتية باعتبار الطفل مسؤولاً عن نفسه، أو الاجتماعية التي تجعل الطفل يشعر بأنه مسؤول عن الآخرين بشكل تدريجي. وأشارت إلى أن السن الأمثل لبداية تعليم الطفل تحمل المسؤولية هو سن العامين بأن يكون مسؤولاً عن بعض الأشياء البسيطة وهو ما يشعره بالسعادة. وأكّدت أن تحمل المسؤولية سينعكس بالإيجاب على جميع جوانب الطفل الشخصية، وسيكون إنساناً نافعاً لمجتمعه وقادراً على تحمل مسؤولياته الاجتماعية والأسرية، وقادراً على تربية جيل نافع ومتحمّلاً للمسؤولية. وأشارت إلى أن تدريب الطفل على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية فكر تربوي غير متواجد بالشكل الذي ينبغي في تربية أبنائنا. تحمّل المسؤولية وأكّدت د. موزة المالكي أن هناك عدة طرق يستطيع الآباء والأمهات تعليم أطفالهم تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، منها أن يتمّ تكليف الطفل ببعض المهام التي تناسب عمره في المنزل، مثل ترتيب صندوق اللعب الخاص به، أو ترتيب وضع الأحذية أو وضع الجوارب في السلة، أو ترتيب حجرة النوم الخاصة به، والحفاظ على أغراضه مرتبة، وتعويده على ارتداء ملابسه بنفسه وتناول طعامه وشرابه بنفسه وترتيب غرفته دون الحاجة لمساعدة الغير. دائرة مسؤوليات وقالت: من خلال تلك الطريقة يمكن توسيع دائرة مسؤوليات الطفل، ومعاقبته إذا لم يقم بالمهام الموكلة إليه، ولكن عقاب إيجابي وليس سلبياً، وذلك بحرمانه من أشياء يحب أن يقوم بها، كالخروج ومشاهدة التلفاز، وفي حالة أن قام بكل ما أوكل إليه من مهام يجب معاملته بنظام النقاط، فتحتسب له النقاط الإيجابية التي جمعها ويتم إثابته بمكافأة ما أو بالمال، لتعزيز هذا السلوك الإيجابي عند الطفل، ناصحة الأمهات بأن يقمن بشراء أشياء يحتاج إليها الطفل وتقديمها كهدية له. وأضافت: على الأم أيضاً أن تعلم طفلها حسن إدارة الأشياء من خلال إعطاء الطفل مصروفاً شخصياً وترك حرية التصرف له، وتعلمه أن واجباته المدرسية من مسؤولياته هو على أن تقوم هي بالإشراف عليه، وتشجيعه على المشاركة المجتمعية، مبينة أن تعويد الأطفال على تحمل المسؤولية فكر تربوي غائب عند بعض الأمهات. أخطاء وأشارت إلى بعض الأخطاء التي تقع فيها بعض الأمهات، حيث تعمد بعض الأمهات بالتدخل في شؤون أطفالهن ومساعدتهم على إنجاز الواجبات المدرسية، واختيار الألعاب والملابس بدافع الحب، وهو ما يطلق عليه علماء النفس الحماية الزائدة، وهناك بعض الأمهات ممن يعلمن جيداً أهمية تعليم الطفل الاعتماد على النفس، فقد اكتسبن هذه المعلومات عبر الدورات التدريبية والإعلام، والاختلاط بالآخرين، حيث بدأ هذا الوعي ينتشر نوعاً ما بين الأمهات على خلاف ما كان سابقاً. تحذير وحذّرت د. موزة المالكي الأهل من الإفراط في تدليل أطفالهم، لأن هذا من شأنه أن يجعلهم أشخاصاً غير ناجحين في المستقبل، ناصحة إياهم بالموازنة بين حماية أولادهم، وتركهم يحاولون بأنفسهم، وذلك لكي يجعلوا من أولادهم أشخاصاً ناجحين ومستعدين لخوض غمار الحياة بأنفسهم، كما حذّرتهم من استخدام العقاب السلبي عن طريق الصراخ والتعنيف، والعقاب البدني عند تعويد الطفل على تحمل المسؤولية، لأن ذلك ينعكس بالسلب على الطفل. وأكّدت أن عدم تعويد الطفل على تحمل المسؤولية من البداية يؤثر سلباً على شخصيته، فيصبح شخصاً غير مبالٍ، وليس لديه ثقة بنفسه، كما يصبح غير قادر على تحمل مسؤوليته كشاب وكموظف، وليس لديه القدرة على تربية أولاده في المستقبل. وأوضحت الدكتورة موزة المالكي أن الشخص الذي يتمّ تعويده على تحمل المسؤولية الفردية سيكون قادراً على تحمل المسؤولية الاجتماعية لأن ذلك ينعكس بالإيجاب على جميع جوانب الشخصية، فيشب الطفل ويكبر وهو قادر على تحمل المسؤولية، ولا يلجأ إلى الآخرين لمساعدته في تولي هذه المسؤولية نيابة عنه.
مشاركة :