قدِم للعمل في بيته ومعشوقه النادي الأهلي، بعد أن كان منذ الصغر وطيلة المواسم الماضية مشجعاً وعاشقاً للكيان، يعمل بخفاء في سبيل أن يرى معشوقه على منصات التتويج، قرّب في وجهات النظر بين الأهلي وبين نجوم آلوا إليه، ولم يكن يبحث عن الأضواء لأن مصلحة الأهلي بالنسبة له كانت فوق كل اعتبار، حتى وهو مدير للفريق ظل يعمل بصمت واستطاع كسب قلوب جميع من في النادي من لاعبين وغيرهم، واجه العديد من الضغوطات ولم تحرك فيه ساكنا، واجتهد في سبيل تحقيق حلم طال انتظاره. ضيف السطور التالية هو موسى المحياني الذي فتح قلبه لـ «عكاظ» في حوار أخرج فيه بعض ما في القلب: • أبدأ معك من إحدى تغريدات سلمان المؤشر والتي أثنى بها على موسى المحياني ورؤيته، وأنك كنت خلف انتقاله للأهلي، هل راهنت على نجاحه؟ وماذا عن تفاصيل انتقاله؟ •• بداية أشكر الكابتن الخلوق سلمان المؤشر على ما ذكره عني والحمد لله هذا الأمر لا يحسب لي ولا على رؤيتي ورهاني على نجاحه بقدر ما يحسب لسلمان الذي اجتهد وقدم نفسه بشكل مغاير وحجز مكانه كأساسي في فريق متخم بالنجوم، وما ذكره يعتبر وفاء منه، لكن المجهود كان جماعيا من رجال الأهلي الأوفياء. • هذا الحديث ينفي أنك بعيد عن الوسط الرياضي ويثبت أنك أهلاوي ولست وحداويا كما يروج؟ •• الحقيقة لم اعتد على الأحاديث الإعلامية والرد على كل ما يقال ويتم تصديره بأي شكل من الأشكال، فأنا أخدم هذا الكيان من منطلق عشق، وتحملت مهمة كبيرة وهي التكليف الذي حظيت به من الأمير خالد بن عبدالله ومساعد الزويهري ومن الأهلاويين جميعا، لذلك كان تركيزي منصبا على إجادة العمل فقط، أما غير ذلك فلا أرغب الحديث فيه، لأنني على يقين أن مثل هذه المواضيع لا نجني منها إلا سحب تركيزنا خارج الملعب وهو ما لا أريده، ولست بصدد الدفاع عن أهلاويتي وكل من يعرف موسى يعلم أنني أهلاوي منذ الصغر. • كيف رأيت العمل من الداخل بعد أن تسلمت إدارة الفريق؟ •• لا أخفيك، منذ أول يوم لي في النادي لم أشعر أنني غريب بل وجدت الترحيب والتعاون من كل من تشرفت بالعمل معهم والذين غمروني بحبهم وتعاونهم الإيجابي وهم من سهل العمل لي وللكادر الإداري ككل. • ماذا عن جروس؟ كيف كانت علاقتك به؟ •• جروس مدرب كبير ورجل يعمل بمنهجية واضحة وصاحب خبرة واسعة، والحقيقة أنني حين حضرت لإدارة الكرة واقتربت من عمله أكثر وجدته خير من يقود دفة الأهلي فنيا، وعلاقتي به اتسمت بالاحترام المتبادل دون تقاطع خطوط بل نسير سويا وفق رؤية واضحة وتخطيط مسبق لكل الأهداف. • خرجت تغريدات كثيرة عند حضورك تقول إن موسى المحياني لا يستطيع أن يتعامل مع نجوم الأهلي، كيف ترد على ذلك؟ •• لك أن تتخيل أن من ساهم في نجاح عملي بعد توفيق الله هم النجوم الذين تخوّف منهم البعض، فهم كانوا نجوما بأخلاقهم وانضباطهم وتفهمهم للوائح والقوانين الداخلية التي تسيّر العمل، فأنا وكل من هم بالنادي لم نأت لنمارس على بعضنا تأثيرا سلبيا ونفرض توجهاتنا، بل حضرنا لنسهم في توفير بيئة مناسبة للعمل تساهم في زيادة تركيز اللاعبين وتخفف من الضغوط الملقاة على عاتقهم وهذا هو دورنا الحقيقي لأن العمل تكاملي في ما بيننا. • هل ما ذكرته كان سبب ارتياح كثير من اللاعبين لك تحديدا؟ •• الحقيقة لا أملك تعليقا إلا الحمد لله أن جعل ثمرة العمل والمحصلة النهائية محبة من أعمل معهم وتحقيق المنجز. • أخبرني أحد اللاعبين أنك تهتم بأمور اللاعبين خارج النادي؟ •• هذا ما يحتمه علي عملي وواجبي فعلاقتي مع اللاعبين ليست علاقة عمل فقط بل هي أخوة وصداقة وقرب لنفسياتهم ومعرفة حاجاتهم وتفهمها. • واجهت حملة قوية لكنك التزمت الصمت ولم تتحدث، نترك لك التعليق؟ •• إذا كان صمتي تجاه الحملات سيجعلني أعمل بتركيز بعيدا عن الإعلام وسيجلب لي البطولات، فسألتزم الصمت دائما لأن ثماره مجدية، خصوصا إذا كانت لقبا مهما كالدوري. • أغلب لقاءاتك التلفزيونية منذ تعيينك تردد فيها (أنكم ستضحكون أخيرا) ما سر تلك الثقة؟ ـ ثقة بالله قبل كل شيء ثم بالرجال (النجوم الذين يمثلون ويحملون شعار الفريق) هذا هو سر الثقة، حتى أنني أخبرت مساعد الزويهري بأني أشعر أن هذا الموسم هو موسم الأهلي. • لماذا هذا الموسم؟ •• لأنني رأيت في أعين اللاعبين ونفسياتهم ما يجعلني أراهن وأقول بثقة (سنضحك أخيرا) وهذا الشعور لمسته عن قرب وهو سبب التفاؤل. • ما هو شعورك بعد تحقيق الدوري؟ •• لا أستطيع وصفه لك، حقيقة لم أتمالك نفسي بعد أن أطلق حكم لقاء الأهلي والهلال صافرة النهاية فقد أخذت أتأمل في جنبات الملعب وكأني أصافح الجماهير فردا فردا، وذهبت مباشرة لأخي مساعد وهنأته وقلت له بشكل واضح (هذا جهدك وعملك ونيتك وربي ماخيب لك ظن). • دعنا نسألك حول لقاء النصر في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، ما هي آخر الاستعدادات؟ •• لا شك أننا نولي هذا اللقاء أهمية قصوى، خصوصا أننا سنتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهذه أهم بطولة للفريقين، ولكننا في الواقع نسعى لضم هذه البطوله مع بطولة الدوري ليكون خير ختام لموسم شاق وتكون أجمل هدية نقدمها للجماهير الأهلاوية التي عتبت علينا وتعبت معنا ووقفت إلى جوارنا كثيرا. • كلمة أخيرة ؟ •• شكرا لصحيفتكم الغراء، ومن خلال منبركم نعد كل الأهلاويين بأننا سنعمل لأرضائهم في المستقبل القريب، ولا نستغني عن دعمهم في القادم من الاستحقاقات.