في الوقت الذي تتطلع فيه الجماهير لما ستسفر عنه الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني لكرة القدم بتتويج برشلونة المتصدر أو مطارده بفارق نقطة واحده ريال مدريد، فجر خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري، قضيه باعترافه بأن هناك تلاعبات ومراهنات من قبل بعض اللاعبين في مباريات المسابقة. وقال تيباس في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «الموندو» الإسبانية: «من المؤكد أن هناك مخاطرة كبيرة في الـ380 مباراة التي تُلعب طوال الموسم، هناك تلاعب، لقد رصدنا بعضها وسنحيلها للتحقيق». واعترف تيباس أيضًا بأن هناك عادة مستمرة في الدوري الإسباني تتعلق بدخول اللاعبين في مراهنات.. «اللاعب لا يمكنه أن يعقد مراهنات على المنافسات التي يشارك فيها، هذا واضح، هذه مخالفة خطيرة تستوجب العقاب ليس بموجب لائحة الليغا وحسب بل في قانون اللعبة الدولي أيضا». وكشف رئيس رابطة الأندية الإسبانية أنه يتلقى في كل موسم ثلاث أو أربع تحذيرات عن وجود تلاعب في المباريات، وهي النسبة التي يراها تيباس «غير مرتفعة»، وأشار قائلا: «التحذيرات لا تعني أن اللعبة تتعرض لتلاعب بالضرورة، ولكن نظام التحذير الخاص بنا يسمح لنا بالتحقيق ثم حفظ الموضوع خلال أسابيع أو نقل النتائج التي لدينا إلى الشرطة». ويتصدر برشلونة الترتيب برصيد 88 نقطة من 37 مباراة مقابل 87 لريال، و85 لأتلتيكو الذي أقصى نفسه عن المنافسة بخسارته الأسبوع الماضي أمام ليفانتي الأخير 1 – 2. ويحل برشلونة غدًا ضيفًا على غرناطة السادس عشر، وريال مدريد ضيفا على ديبورتيفو لاكورونيا الثالث عشر في التوقيت نفسه. وسيضمن برشلونة تتويجه بحال فوزه بغض النظر عن نتيجة ريال، كما سيتوج بحال فشله وفشل الريال أيضًا بتحقيق الفوز. أما ريال، فسيحرز اللقب بحال فوزه وخسارة برشلونة أو تعادله، علما بأنه بحال تعادلهما بالنقاط، أي خسارة برشلونة وتعادل ريال، سيتوج برشلونة لتفوقه في المواجهات المباشرة (4 - صفر و1 – 2). وعرف الفريقان سيناريو مماثلا في 2010، عندما فاز برشلونة على بلد الوليد 4 - صفر في المرحلة الأخيرة وتعادل ريال مع ملقة 1 - 1. وفي موسم 1992، خاض ريال مدريد مواجهته الأخيرة أمام تينيريفي، وهو يتقدم في الترتيب على برشلونة، لكنه خسر 2 - 3 رغم تقدمه بهدفين نظيفين، ما منح اللقب لبرشلونة الفائز على أتلتيك بلباو 2 - صفر. وتكرر المشهد في 1993 عندما فاز تينيريفي على ريال مدريد 2 - صفر، ليتوج برشلونة الفائز على ريال سوسييداد 1 – صفر. وسرت في الأيام الماضية شائعات عن حوافز سيقدمها ريال مدريد للاعبي غرناطة من أجل حثهم على تقديم جهد مضاعف أمام برشلونة. وكان برشلونة، المتصدر منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، حقق فوزًا ساحقًا على جاره إسبانيول 5 - صفر الأسبوع الماضي، فيما سقط أتلتيكو أمام مضيفه ليفانتي أول الهابطين إلى الدرجة الثانية 1 - 2، لينتقل ريال إلى المركز الثاني بفوزه على فالنسيا 3 - 2. ورأى مدرب برشلونة لويس انريكي أن لاعبيه يستحقون الاحتفاظ باللقب بالنظر إلى المراحل الكثيرة التي تصدر فيها الفريق الليغا وقال: «يجب أن ننهي العمل في غرناطة والفوز بالبطولة، وبالنظر إلى عدد المراحل التي أمضيناها في الصدارة فإننا نستحق اللقب». وأضاف: «سنحسم لقب بطولة من 38 مرحلة في مباراة واحدة، سيكون هناك توتر ولكننا وريال مدريد في الوضع نفسه، نلعب خارج قواعدنا ويتعين علينا الفوز مهما حصل». ويري انريكي أن فترة الفراغ التي مر بها الفريق مطلع أبريل (نيسان) الماضي وشهدت تعرضه لثلاث هزائم متتالية ثم خروجه من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مواطنه أتلتيكو مدريد، باتت طي النسيان، وقال: «استعدنا توازننا وتعززت قوتنا والفريق في أفضل وضعية لخوض المباراة الأخيرة». ويعول برشلونة على الثلاثي الهجومي الرهيب المؤلف من الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم والأوروغواياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار. وقد ضمن سواريز منطقيا لقب الهداف (37) لتقدمه بفارق 4 أهداف عن البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، فيما سجل ميسي 26 هدفا ونيمار 24. ورأى هداف غرناطة الدولي المغربي يوسف العربي أن فريقه سيلعب بشرف ولن يتهاون أمام برشلونة، علما بأن غرناطة يبتعد بفارق ثلاث نقاط عن خيتافي السابع عشر، وسبورتينغ خيخون الثامن عشر، وقد ضمن بقاءه في الدرجة الأولى. من جهته، بدا مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان متفائلا، وقال: «أنا شخص إيجابي دائمًا، والآن بعدما انتزعنا المركز الثاني، تبقى أمامنا مباراة واحدة وكل شيء يمكن أن يحدث». وأوضح أنه لن يريح أي لاعب في مباراة الغد في أفق المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا المقررة في 28 مايو (أيار) الحالي في ميلانو ضد جاره أتلتيكو مدريد. في المقابل، لن يكون أمام أتلتيكو مدريد سوى فرصة الحصول على مركز الوصافة الشرفي بحال فوزه على ضيفه سلتا فيغو الخامس وتعثر ريال، إذ يبتعد عن فياريال الرابع الذي يحل على سبورتينغ خيخون الثامن عشر، بفارق كبير يبلغ 21 نقطة. وأكد مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني أنه تغمره مشاعر «الألم» بعد الخسارة أمام ليفانتي و«الفرحة» بنجاحه في المنافسة على اللقب حتى المرحلة قبل الأخيرة. وقال سيميوني: «هناك الخسارة والألم بسبب الإقصاء في المرحلة قبل الأخيرة، ولكن هناك أيضًا الفرحة التي تغمرني لمعرفتي أن فريقي نافس حتى المباراة قبل الأخيرة في الدوري» مبرزا تطور الفريق. ورفض سيميوني تبرير الخسارة أمام ليفانتي بالمجهودات التي بذلها اللاعبون أمام بايرن ميونيخ الألماني في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وقال: «لقد بدأنا المباراة بشكل جيد، ولكن ليفانتي قدم مباراة جيدة جدا وكان لاعبوه أفضل منا». ويتأهل أول ثلاثة في الدوري إلى دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، ويخوض الرابع الدور التمهيدي للبطولة. ويحل إشبيلية السابع على أتلتيك بلباو السادس في مباراة قوية، قبل مواجهته برشلونة الأسبوع المقبل في نهائي الكأس، علما بأن الخامس والسادس والسابع سيحجزون بطاقة التأهل إلى الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، فيما يهبط أصحاب المراكز 18 و19 و20 إلى الدرجة الثانية. وفي باقي المباريات، يلعب اليوم فالنسيا مع ريال سوسييداد، والأحد ملقة مع لاس بالماس، ريال بيتيس مع خيتافي، رايو فايكانو مع ليفانتي، وإسبانيول مع إيبار.
مشاركة :