باريس، فرنسا (CNN)-- خلّق انتحار فتاة في فرنسا ضجة واسعة بسبب بثها لمشهد قتل نفسها على الهواء مباشرة عن طريق تطبيق بيرسكوب، الخاص بالبث المباشر عن طريق الهواتف الذكية، حول إذا ما تهاون المشاهدون في التبليغ عن الواقعة. وفتحت المصالح القضائية تحقيقًا في الواقعة التي اتهمت فيها الراحلة أحدهم باغتصابها ودفعها إلىإنهاء حياتها يوم الثلاثاء الماضي، عبر رمي نفسها في سكة قطار بإقليم إيسون، إذ تركت هاتفها على جانب المحطة وطلبت من أصدقائها الذين كانوا يتابعونها على تطبيق بيرسكوب مشاهدة ما سيقع، ليفاجؤوا بمنظر بشع لفتاة تسحق في سكة قطار. وبدأت الفتاة التي كانت تبلغ 19 عامًا الحديث مع أصدقائها عبر التطبيق في وقت مبكر من ذلك اليوم، إذ أخبرتهم أنها تعرّضت للاغتصاب من لدن رفيقها السابق، ممّا ربط بين الانتحار وواقعة الاغتصاب، خاصة وأنها أرسلت رسالة نصية إلى صديق رفيقها، تخبره فيها أن هذا الأخير اعتدى عليها، في وقت تحقق فيه المصالح القضائية في حقيقة هذه الاتهامات بما أن الفتاة لم تبلغ سابقًا عن أي اغتصاب. وتسابق المصالح القضائية والطبية الفرنسية الزمن لأجل تحديد الأسباب الحقيقة وراء انتحار الفتاة، فيما فتح عدد من نشطاء الانترنت نقاشًا حول أخلاقيات الانترنت واستخدامه حتى لأجل تصوير الموت، إذ قالت الفتاة في فيديو سجلته قبل الحادثة لأصدقائها في بيرسكوب إن ما ستقوم ببثه سيكون مروعا، مطالبة من القاصرين عدم مشاهدة الفيديو القادم. ودخل تطبيق بريسكوب الذي يتيح البث الحي عبر حساب على تويتر في هذا النقاش، حول إذا ما كان ممكنا مراقبة مقاطع الفيديو أثناء البث تحسبًا لأي أمر عنيف قد يحدث، خاصة وان فرنسا شهدت حادثًا غريبًا على التطبيق ذاته قبل أيام، عندما قام شابان بالاعتداء مباشرة على رجل وسط تشجيعات من بعض من يتابعونهم. كما اتهم نُشطاء أصدقاء الراحلة بعدم التبليغ عن حالة في خطر بما أنها لمحت إلى إمكانية انتحارها، في وقت قال فيه آخرون إن بعض أصدقائها حاولوا ثنيها عن ذلك عندما تبينوا حقيقة ما ستقدم عليه. كما ترّكز النقاش حول استخدام التكنولوجيا الحديثة لتصوير أي شيء، ممّا يهدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية بمشاهدة مقاطع فيديو خطيرة.
مشاركة :