ولا تزال المدارس مغلقة في المنطقة. وقال نسيم رافيفو (سبعيني) تعليقا على وقف إطلاق النار، "لا شيء يستحق الاحتفال"، مضيفا "إنه لأمر مؤسف. كان ينبغي أن تستمر الحرب لمدة شهرين على الأقل لإنهاء المهمة"، متابعا "ما زلنا لا نشعر بالأمان ولا نحب ذلك". وكان برفقة صديق له، مئير الذي لم يرغب بذكر اسم عائلته لأنه موظف في القطاع العام، وقال "بدأنا هذه العملية وكنا نحرز تقدما. كنا بحاجة إلى إنهائها. رأيت الأضرار (التي سببتها صواريخ حزب الله) في جميع المجتمعات المحيطة بنا... لماذا كل هذا؟". ثم تساءل "ما الفائدة؟. لا يزال قرابة 60 ألف إسرائيلي نازحين بسبب الأعمال العدائية ينتظرون العودة إلى بيوتهم في شمال إسرائيل". على مقربة منهما، كان بهاء عرفات (44 عاما)، وهو عربي إسرائيلي، يجهّز كشك الشاورما خاصته في الشارع الرئيسي في نهاريا، وقال إنه "سعيد" بالهدنة. وأضاف "أشعر بحالة أفضل كثيرا الآن بعد أن علمت أن هناك وقفا لإطلاق النار"، متابعا "لا يوجد ملجأ في المنطقة التي أعمل فيها والأيام القليلة الماضية كانت متوترة". ودخلت الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وفرنسا حيز التنفيذ فجر الأربعاء بين إسرائيل وحزب الله، بعد أكثر من عام من الاشتباكات عبر الحدود تصاعدت قبل شهرين الى حرب مفتوحة. وفتح حزب الله "جبهة إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل. وكان يطلق صواريخ وقذائف ومسيرات عبر الحدود، ووصل بعضها الى نهاريا. وكان الجيش الإسرائيلي يردّ بالمثل الى أن كثّف عملياته اعتبارا من منتصف أيلول/سبتمبر مؤكدا أنه يريد إعادة الإسرائيليين النازحين من شمال البلاد الى بيوتهم وإبعاد حزب الله عن الحدود. وقال بهاء إن "عدد الزبائن الذين كانوا يأتون لأكل الشاورما تراجع بسبب الحرب. عند سماع صفارات الإنذار المتواصلة يختفي الزبائن تماما". وأضاف "بمجرد انتهاءالصافرة، يعود البعض للحصول على الشاورما، والبعض الآخر لا يرجع". من أوكرانيا أما ألانا سفيردلوف التي قدمت من أوكرانيا الى إسرائيل قبل عامين بسبب الحرب في بلادها، فقالت "أشعر بالارتياح لأن المدافع صمتت، وسيتمكّن أولادي أخيرا من العودة إلى المدرسة. سنترتاح من صفارات الإنذار وصوت القذائف وكل إشارات الحرب". وتابعت "كان الأمر مرهقا، خصوصا بالنسبة لأطفالي. من الجيّد الآن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار". في متجر للنبيذ قالت الشابة نيس كاري (25 عاما، موظفة) "لا أعتقد أنه سيكون هناك سلام". وتساءلت "كيف يمكننا أن نثق في عدو قال إنه يريد قتلنا جميعا؟". على مقربة من الحدود مع لبنان، كانت بلدة شلومي لا تزال مدينة أشباح الأربعاء، إذ أغلقت المتاجر فيها وكانت حركة المرور خفيفة للغاية. وظلّت بوابات الدخول إلى المجتمعات الزراعية المنتشرة على الحدود مغلقة، مع استمرار تمركز الجنود في الداخل.
مشاركة :