كتبت - سحر معن: أكد عدداً من أولياء أمور الأطفال المصابين بالسكري أنهم يعانون في التعامل مع أطفالهم المصابين بالمرض نتيجة لصعوبة التحكم في عادات الطفل الغذائية وإقناعه بتناول الأدوية المحددة، موضحين أنه من خلال اتباع النمط الغذائي الصحي والالتزام بإبر الأنسولين فإن السيطرة على حالة الطفل المريض تكون سهلة للغاية. وأشاروا إلى أنه يجب أن يكون هناك تعاون مع المدرسة التي يتعلم بها الطفل مصاب السكري بحيث تكون إدارة المدرسة على علم بالوضع الصحي للطفل مما يمكنهم من التصرف الطبي المناسب في حال حدوث أي مضاعفات في أي وقت. ولفتوا إلى أن إصابة الطفل بالسكري يعتبر بمثابة الصدمة للأسرة التي يجب عليها أن تعي كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات التي لا تعتبر سهلة نظراً للمضاعفات التي يمكن أن تصيب الطفل في هذه السن المبكرة وتؤثر على نموه، ووظائف جسمه في حالة الإهمال في العلاج وعدم اتباع نمط معيشي محدد حيث أن الأطفال المصابين بالسكري يعانون أكثر مما يعاني منه الكبار. في الوقت نفسه يقول أطباء وأخصائيون تغذية إن هذا المرض في هذه المرحلة المبكرة من العمر يحتاج إلى التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة والدقيقة في العلاج بالإضافه إلى مراقبة النظام الغذائي للطفل لأن هذا المرض يختلف عن الأمراض الأخرى في أنه يصاحب المريض طوال العمر. وأشاروا إلى أن الأطفال الذين يعانون من مرض السكري يحتاجون لاهتمام أكبر كي نحافظ على صحتهم في أفضل صورة ومن ثم فلابد للأهل أن يعملوا على أخذ الحيطة باستمرار ومراقبة أطفالهم المصابين بالسكري والعمل على تنظيم حياتهم اليومية ومساعدتهم في التأقلم مع هذا المرض وتقوية عزيمتهم للتعايش معه. حصة أحمد: عانيت مع طفلي في بداية المرض توضح حصة أحمد ( أم راشد) أن طفلها البالغ من العمر 7 سنوات يعاني من السكري وأنها لم تكتشف ذلك إلا بعد زيارتها للطبيب هي وزوجها حيث كان الشك يراودهما بسبب ما يعاني منه ابنهما راشد من كسل وخمول وتعب كما أنه ينام كثيراً وعندما تم إجراء بعض الفحوصات أخبرهما الطبيب أنه يعاني من مرض السكري ويجب تغيير نمط حياته الصحي والغذائي كي لا يشعر بأنه يختلف عن باقي الأطفال وحتى لا تحدث له أي مضاعفات. وقالت: عانينا في البداية مع راشد حين كان يأتي وقت أخذ إبرة الأنسولين حيث كان يرفض أن يأخذها وكانت حالته تؤلمني خصوصاً أنه لا يتمتع باللعب مع أصدقائه لذهابه المتكرر لدورة المياة، وأصبح محروماً من العديد من الأطعمة التي يحبها خصوصاً أنه لم يتعود على وجبة الإفطار وكان يأكل الشبس والعصائر ولكن نصحتني صديقتي بمتابعة راشد مع اخصائية تغذية لتخصيص وجبات يحبها وتتناسب مع حالته وأيضاً تغيير نظام الأكل بالمنزل للعائلة كلها حتى لا يشعر أنه يختلف عن أخوته. فاطمة عبد الهادي: تجربتي مع ابنتي كانت صعبة تقول السيدة فاطمة عبد الهادي ( أم نورا) المصابة بمرض السكري: من أكثر الأمور صعوبة واجهتني، هو إقناع ابنتي الصغيرة ألا تخاف من إبرة الأنسولين والفحص باستمرار للتأكد من استقرار السكر حيث لا يوجد بديل آخر للفحص غير الإبرة لسحب العينة. وتابعت: بدأت طفلتي تسألني أسئلة كثيرة، لماذا أحرمها من الحلويات والوجبات السريعة ولماذا لا تستطيع أن تتناول الحلويات والذهاب لأعياد الميلاد بينما أسمح لشقيقتيها بذلك؟ وبدأت تشعر بالضيق وتزداد حالتها سوءاً وأصبحت لا تريد أخذ الأنسولين إلا في حضور والدها خصوصاً إذا أحضر لها لعبة جديدة. وأوضحت أنه على الرغم من أنها صغيرة إلا أنها دوماً تسأل عن كل الأمور ويجب أن أجيبها إيجابات كاملة ووافية وإلا ظلت تبكي ولا تريد أن تتناول الطعام ،لافتة إلى أنه مع مرور الوقت تعودوا على الوضع الصحي الجديد وتأقلموا عليه كما أنها بدأت تغيير النظام الغذائي في المنزل للجميع كي لا تشعر نورا أنها مريضة. عبدالله ناصر: أهمية التعاون مع إدارات المدارس يؤكد السيد عبدالله ناصر أن ابنه عبدالرحمن البالغ من العمر 5 سنوات صغير ولا يعلم جميع التفاصيل ولا يعلم ما يفيده وما يضره في مثل حالته ومع الوقت سيعرف ما الذي يجب أن يأكله وما الذي يجب أن يمتنعه عنه موضحاً أنه ووالده عبدالرحمن يتعاونان في كيفية التأقلم مع المرض وتعويد الطفل عليه من خلال تحديد أغذية معينة وفحوصات مستمرة. وتابع: تعرض ابني لغيبوبة السكري وهو في الروضة ولكن بفضل الله كانت إدارة الروضة لديها الوعي الكافي بحالة ابني وبمرض السكري واستطاعوا اجتياز الأمر، فالطفل المصاب بالسكري يختلف تماماً عن أي طفل آخر، ويجب معاملته معاملة خاصة وتوعيته بشكل دائم، حتى يتفهم وضعه الصحي ويصبح لديه معلومات كافية. وأكد أن الأطفال كما نعلم يحبون الحلويات والأغذية غير الصحية والشبس، مشيراً إلى أن طفل السكري يواجه مصاعب حين يقابل أصحابه في الروضة خاصة أن أغلبهم يحمل في حقيبته الشبس والشوكولاته وغيرها، وجميعها من الأمور المرغوبة للأطفال والممنوعة عند مرضى السكري. صالحة الهاجري: خبير التغذية ساعدني على استقرار حالة ابنتي تقول صالحة الهاجري إنها لم تصدق أن طفلتها البالغة من العمر 9 سنوات تعاني من مرض السكري وكانت تعتقد أن بسبب شهيتها التي لا ترغب بالأكل أصبح وجهها شاحباً والخمول يزداد يوماً بعد يوم ولكن مع ملاحظة بعض الأمور اكتشفت بعد زيارة الطبيب وعمل الفحوصات أن ابنتي تعاني من مرض السكري. وتابعت: ساعدتني ابنتي على استقرار حالتها لأنها كانت لا ترغب بأكل الحلويات والأكلات الجاهزة ولكن ساءت حالتها بعد معرفتها إنها مصابة بالسكري وأنها يجب أن تلتزم بالجرعات وألا ترهق نفسها في اللعب. وأكدت أن ابنتها بدأت تبدو أفضل من قبل بعد ما التزمت بما قال لها الدكتور وخبير الأغذية بممارسة نظام صحي للأكل بمساعدتي وبحمدالله مع الالتزام استطعنا أن نسيطر على حالة ابنتي وأصبحنا قادرين على تحديد الكمية التي تحتاجها في كل وجبة وكمية الأنسولين الضرورية. د. محمد العامري: التعامل الجيد مع سكري الأطفال يمنع المضاعفات أوضح الدكتور محمد العامري استشاري طوارئ الأطفال ومساعد مدير طوارئ الأطفال بمؤسسة حمد الطبية أن سكري الأطفال ظاهرة منتشرة في معظم دول العالم ويكون غالباً من النوع الأول والذي يحدث نتيجة لخلل في الجهاز المناعي أو التهاب فيروسي يصيب البنكرياس ورغم أن الوراثة تلعب دوراً في الإصابة بهذا النوع نظراً لوجود جينات وراثية معينة تنتشر لدى هؤلاء المرضى، إلا أن عوامل أخرى تساعد على ظهور المرض عند بعض المرضى واختفائه لدى الآخرين. وتابع: يحدث النوع الثاني من داء السكري بسبب مناعة في مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطح الخلايا أو نقص في عددها مما يمنع الأنسولين من العمل بصورة طبيعية أو ربما كان هناك خلل يكمن في داخل الخلايا نفسها بحيث لا يتم اختراق السكر بداخلها على الوجه المطلوب. أعراض المرض وغالباً ما تكون السمنة العامل الرئيسي في النوع الثاني. وأضاف أن التعامل الجيد مع سكري الأطفال يمنع المضاعفات مشيراً إلى أن من أعراض السكري عند الأطفال كثرة التبول والعطش ونقص الوزن، وقد يكون مفتاح التشخيص هو التبول بالفراش كما تتميز البداية الخفية للسكري بالنعاس والضعف ونقص الوزن رغم الشهية الزائدة ومن الأعراض أيضاً أنه قد يحدث التهابات تناسلية عند الفتيات مصحوبة بالحكة والإفرازات، وقد يصاب المولود الحديث بالسكري وتكون الأعراض بأن يكون ضخم الحجم، أي وزنه غير عادي، وهذا مؤشر لإصابة الأم أيضاً إذا لم تشخص حالتها من قبل. وأوضح أن المرض ليس سهلاً ويحتاج من المريض احتواءه والسيطرة عليه وهنا فقط يصبح المرض بسيطاً ولذالك تعتبر المتابعة والتعاون والتنسيق مع الطبيب المعالج هي الأساس في علاج مرض السكري. وأكد أنه على الوالدين تجنب الخوف الزائد والإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض، وهذا يسبب نوعاً من التوتر النفسي بل على العكس يجب أن نولد فيما بينه وبيننا جواً من الود والتفاهم في تعامل الأهل كما أن تغذية مرضى السكري ليست أمراً صعباً سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكري، فالمريض يستطيع تناول غذاء صحي يتناسب مع احتياجاته وعاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادراً على اختيار غذائه بنفسه. رشا سليم: النوع الأول الأكثر شيوعاً بين الأطفال توضح أخصائية التغذية رشا سليم أن السكري من النوع الأول هو الشائع بين الأطفال وهو في معظم الأحيان يكون نتيجة للعامل الوراثي ويجب الإشارة إلى أنه قد يظهر فجأة بعكس النوع الثاني الذي يتراكم بعد سنين عدة. وتابعت:عادة ما يكون العلاج هو في الأنسولين والتغذية الصحية وأنصح مرضى السكري باللجوء إلى أخصائيي التغذية لتحديد كمية الكربوهيدرات اللازمة حسب كل حالة وحسب جرعة الأنسولين الموصوفة من الدكتور المختص وذلك لتفادي ارتفاع نسبة السكري أو انخفاضه. وأضافت أنها كأخصائية تغذية دائماً ما تنصح مرضاها بتناول الوجبات يومياً في وقت منتظم ليتناغم مع جرعات الأنسولين وأنه يفضل تقسيم اليوم إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين. وأوضحت أنه دائماً ما يكون هناك مشكلة للطفل مع الحمية الغذائية كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه ويجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة ويعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله وجنسه وكذلك نشاطه والهدف من هذا منع حالات هبوط السكر والتحكم فيه عند مستوى سكر الدم.
مشاركة :