أكد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، أن الله منّ على هذه البلاد بهذه الدعوة المباركة التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي - يرحمه الله - فهذه الدعوة قامت على الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ولو أنها قامت على غير ذلك لاضمحلت وزالت ولكن لما كانت دعوة للكتاب والسنة ومنهجًا لدعوة السلف بقيت وستبقى ـ إن شاء الله. مبينا أن دعوة هذا الإمام المجدد الذي تحقق فيه إن شاء الله قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 سنة من يجدد لها دينها، فهذا الإمام قام بالدعوة في القرن الثاني عشر للهجرة، قام بهذه الدعوة على نهج الكتاب والسنة ولم يقم بها على نهج فلان، أو الجماعة الفلانية وإنما على نهج الكتاب والسنة فلهذا بقيت واستمرت وأثّرت، وأما الدعوات التي تقوم على مناهج حزبية، أو مناهج منحرفة عن الكتاب والسنة فإنها تبلى، وتضمحل كما قال الله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). لافتا إلى أن هذه الدعوة على الرغم مما اعترضها من الأحداث فإنها لم تؤثّر فيها حيث بقيت، وستبقى ـ بإذن الله ـ؛ لأنها قائمة على منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح مع صلاحية القائم بها لأنه لا يدعو إلى نفسه، ولا إلى مذهبه وإنما يدعو إلى الله سبحانه وتعالى. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «أهمية دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب» بالقاعة الرئيسية بجامعة دار العلوم بحي الفلاح بمدينة الرياض. وأضاف الفوزان، أن من الحكمة في دعوته أنه ابتدأ بأولياء الأمور كي يعينوه، ويحموه حتـــى يبـــلّغ دعـــوة ربه، فهذه دعوة مباركة ومازلنا نجني من ثمراتها، ونستظل بظلها وننتفع بها وهي مقررة في مدارسنا، ومعاهدنا، وكلياتنا ننشأ عليها أولادنا، ونعلمهم منهجها وهذا فضل عظيم على هذه البلاد بينما البلاد الأخرى كما تعلمون تعج بالحزبيات وتعج بالتفرق وبالتالي تعج بسفك الدماء إلى غير ذلك، فنحن ولله الحمد في ظل هذه الدعوة المباركة التي قامت على الكتاب والسنة، نستظل بظلها وننشئ عليها الأبناء وننشرها وندعو إليها، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة لم تقتصر على هذه البلاد بل تمددت في البلاد الأخرى، وفي كل مكان وصلت إليه، وتصل إليه لأنها دعوة مباركة قامت على الكتاب والسنة، فنية مؤسسها نية صالحة، وهذه ثمار الدعوة المباركة. مشددًا أنه يجب علينا الآن نحو هذه الدعوة أن نتعلمها، ونعلمها وأن نحافظ عليها، وننشرها حتى يستفاد منها في ظل ما يعج به العالم الإسلامي من الاختلافات، ومن التحزبات حتى آل الأمر إلى سفك الدماء، ونحن ولله الحمد من فضل الله في أمن واستقرار، وسعة في الرزق ونشر للعلم هذا كله من الله سبحانه ومن ثم هذه الدعوة العظيمة، فواجبنا أن نحمل هذه الدعوة، وأن نتواصى بها لأنها ميراثنا الذي لا يفنى وهو الدين الصلاح والاستقامة. المزيد من الصور :
مشاركة :